لا أعتقد أنّه عندما وقفت زينة على باب "ماسبيرو ــ التلفزيون المصري ــ محمولةً على الأعناق تهتف لتأييد حسني مبارك، كانت تدرك شيئاً مما يحدث حقيقة في الشارع وأنّ مبارك متهم هو وعهده بالفساد، وأنّ هناك ثورة حقيقية في الشارع تغيّر النظام ولا تطالب فقط بتغييره.


ما حدث أنّ نقيب الممثلين أشرف زكي طلب منها أن تهتف لمبارك حتى تظلّ أعمالها الفنية تحظى برضى الدولة، وزينة لا تعرف منذ أن ولدت سوى أنّ مصر يحكمها حسني مبارك. وتصورت أنّ مبارك وبعده ابنه غير قابلين للتغيير. وهي سوف تنتقل من مبارك الكبير الى مبارك الصغير.


رغم أنّه يكبر زينة بعشرين عاماً على الأقل، إلا أنّ أشرف زكي لم يتم تصعيده بتلك الموهبة الفنية المحدودة ليعتلي العديد من المناصب الادارية إلا بسبب قدرته على تجميع الفنانين. والخطة كانت أنّه في ساعة الصفر، سوف ينطلق مؤيداً وفي الوقت عينه يستطيع السيطرة على الفنانين لمؤازرة النظام.


لم يتصور أحد أنّ الصدام سيصل الى هذا الحد. كان معروفاً أنّ ساعة الصفر ستبدأ عندما يتم ترشيح جمال مبارك خلفاً لوالده، وأنّ أشرف ككل نقباء النقابات الفنية، عليهم مباركة التوريث على أساس أنّ جموع الفنانين يؤيدونه، وتبقى قلة سترفض، لكن يمكن ترويعها وتهديدها من الحصول على أي فرصة في العمل.


ثقافة أشرف السياسية محدودة. لم يدرك أنّ النظام تداعى تماماً. تصوّر أنّ دوره هو أن يستمر في تأييد النظام، وسوف يحصل بالتأكيد على الثمن. وهكذا، انضم إليه عدد من الفنانين أمثال إلهام شاهين، ونهال عنبر، ومحمد هنيدي ومحمد سعد. ولكن المؤكد أنّ لا أحد منهم كانت لديه رؤية حقيقية لأبعاد الموقف. أشرف تصوّر أنّها لحظات وينتهي ما تصوّره غير قابل للانتهاء. اعتقد أنّه مجرد كابوس سيصحو منه قريباً.


ليس معنى ذلك أنّ كل من ذهب إلى ميدان التحرير من الفنانين، كان لديه وعي كامل بأنّ ساعة التغيير قد حانت. بعض الفنانين امتلكوا تلك الرؤية قبل تظاهرات ميدان التحرير التي أصبحت ثورة حقيقية مثل خالد الصاوي، وآسر ياسين، وخالد أبو النجا، وعمرو واكد. وهناك من أدرك مبكراً أنّ التغيير قادم لا محالة، فلحق القطار سريعاً مثل خالد صالح وخالد النبوي وفتحي عبد الوهاب. بعضهم مثل روبي، ليس لديهم وعي سياسي بالطبع. لكنها استشعرت أنّ هناك تغييراً قادماً لا محالة، فذهبت الى ميدان التحرير ناصرت المتظاهرين.


يجب أنّ نعترف أنّ أغلب كبار نجومنا ليس لديهم وعي سياسي. ومن لديه هذا الإدراك، يتأنى وينتظر الغالب ويعلن الانضمام إليه. نجومنا وليس عادل إمام فقط، كانوا يعتبرون أنفسهم القوة الناعمة التي تؤازر النظام وتروّج لرأس النظام ولابنه جمال من بعده.


أغلبهم لا يعرفون سوى مصالحهم. ولهذا يتوجهون الى من يحقّق مكاسبهم. ولهذا يجدون أنّ الحل مبايعة السلطة. يروّجون لها، فتحميهم ويحمونها. الآن، عادل يرتعد لأنه ينتظر المساءلة عن مواقفه في الترويج للفاسدين. ولهذا كان أسرعهم في تأييد المتظاهرين، فلم يصدقه أحد. كان عادل يبدو لي في الكثير من أحاديثه مثل شعبان عبد الرحيم الذي كان يغني لمبارك ولابنه جمال وحتى لحفيدة جمال فريدة. لكنّ شعبان عرف أنّه ليس من حقه أن يتنكر لكل مواقفه السابقة، ويقدم أغنية يحيّي بها الثورة الشبابية، لكنّ عادل فعلها، فلم يصدقه أحد.


روبي قالت: يسقط مبارك، وزينة قالت: يحيا مبارك. كل منهما لا تمتلك وعياً، لكن إحساس روبي كان أكثر إدراكاً بأن مصر أخرى ولدت من جديد منذ يوم 25 يناير.

 

المزيد على أنا زهرة:
خلطات كليوباترا للجمال مازالت بيننا
6 علب ظلال عيون نقترحها لكِ
وعد وريهانا..السمراوات يفضلن العدسات الزرق
اطلالات زينة المختلفة
أحدث اطلالات الفنانة أحلام