آلام حادة في الظهر، خسارة الطول، تقوّس الظهر، كسور متكررة قد تنتج عن أي صدمة مهما كانت ضعيفة... هذه بعض عوارض ترقق العظام.


حميدة (60 عاماً) اكتشفت أخيراً إصابتها بهذا المرض. تعاني السيّدة الستينيّة من نحول دائم، وبنيتها الجسديّة ضعيفة، لكنّها لم تكتشف إصابتها بالمرض إلا بعد تعرّضها لكسر في الكتف، إثر اصطدام حفيدتها بها وهي تلعب الطابة! صدمة بحجم هذه، كفيلة بأن تقعد مريضة ترقق العظام في المستشفى. في العديد من الحالات، لا يترافق ترقق العظم مع أي عارض ظاهر. وقد يبقى الجسم يخسر وزنه من العظام لسنوات طويلة، قبل أن يتعرّض للكسور، وتكتشف المريض متأخرةً أنّ عظامها أصبحت شديدة الهشاشة.


لكن هل تعلمين أنّ 35 في المئة من النساء العربيات ما فوق الخمسين، مصابات بترقق العظام؟ تعود هذه النسبة إلى عام 2009، وهي مرجّحة للتزايد بشكل مستمرّ، مع غياب التوعية الضروريّة.


تعرِّف منظمة الصحة العالمية ترقق العظام بـ "المرض العظمي الذي يؤدّي إلى تدنّي كثافة العظام، فتصبح هشّة وقابلة للكسر". لكن كيف يحدث ذلك؟ وكيف تصل عظامنا إلى مرحلة تصير فيها أرقّ من غصن شجرة رفيع؟
مع التقدّم في السنّ، تخسر عظامنا الكثير من الكالسيوم. وتطال هذه الخسارة النساء بشكل أكبر من الرجال، لأنّ كتلة العظام عندهنّ أقلّ كثافة، ولأنّ هورمون الأستروجين، الموجود في جسم المرأة، يساهم خلال الشباب في تقوية عظامها وحمايتها. لكن مع مرور السنين، تموت خلايا العظام، ما يضعف الهيكل العظمي. ويصعب اكتشاف هذا المرض، لأنّ العظام الهشّة، تبدو عاديّة من الخارج، لكنّها تحتوي على فراغات من الداخل، كأنّها شباك صغيرة، قابلة للكسر والتمزّق.


تبدأ العظام بخسارة جزء من الكالسيوم منذ سنّ الخامسة والعشرين، لكنّ الخسارة الأكبر تأتي مع سنّ اليأس بالنسبة للمرأة، أي مع انخفاض مستوى الأستروجين. وقد تصل نسبة خسارة العظام في الجسم إلى 15 في المئة عند النساء الخمسينيات، كل عام.


تعود جذور الإصابة بترقق العظام في الأساس إلى أسباب وراثيّة. لكن هناك أسباب أخرى، تتعلّق بأسلوب حياة بعضنا. مثلاً النحول الشديد، قد يكون سبباً بالإصابة، إضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، أو عدم التعرّض بشكلٍ كافٍ لضوء الشمس، وما يحويه من "فيتامين د" الضروري لتكوين العظام... لكنّ المسبب الأبرز يبقى عدم حصول العظام على كميات كافية من الكالسيوم.


تابعي "أنا زهرة" لمعرفة تفاصيل إضافيّة عن كيفيّة الوقاية من ترقق العظام، في حوار شيّق مع طبيب اختصاصي، تابع عن كثب حالات كثيرة على مرّ السنوات.