إنّه أمر شائع عند الكثير من الأطفال: نسبة الدلع المرتفعة قد تدفع بعضهم إلى ادعاء التعب أو المرض، للبقاء إلى جانبك في البيت! لكن ماذا لو لم يكن الأمر مجرّد كذبة عابرة؟ حينها يمكن أن نتكلّم عن الفوبيا المدرسية المرضية.


ما هي الفوبيا المدرسية؟

إنها بكل بساطة الخوف من الذهاب إلى المدرسة. وهي لا تعني كما قلنا الخوف العادي، بل هي شكل من أشكال الهلع الشديد والقلق.
مؤشرات هذه الفوبيا تظهر في بداية الأمر، حين يتكرر ادعاء الطفل إصابته بأمراض وهميّة بغية عدم الذهاب إلى المدرسة. هذه الإدعاءت تصير متكررة وشبه يوميّة، وتترافق مع قلق شديد، ونوبات هلع، وبكاء، ودوار، وارتجاف في كامل الأطراف... وصولاً أحياناً إلى التقيؤ وآلام الرأس الحادة وأحياناً مرض الإكزيما الجلديّة.
ويمكن أن تتكرر هذه الحالات عند الإستيقاظ صباحاً والإستعداد للذهاب إلى الصف، وأحياناً في الليلة السابقة. ويكون خوف الطفل من الذهاب إلى المدرسة كبيراً لدرجة يكون قادراً على تمضية ساعات متواصلة من الصراخ والبكاء لمحاولة إقناعك بعدم إرساله.
تشبه هذه الفوبيا فوبيا المرتفعات، وفوبيا الأماكن المغلقة، وفوبيا الأماكن المقتظّة... ويمكن أن تظهر أعراضها في الصفوف الأولى، لكنها يمكن أن تمتدّ حتى الصفوف المتقدّمة.


ما هي أسباب هذه الفوبيا؟
يمكن أن تنتج الفوبيا المدرسية المرضية عن قلق الافتراق، وهو قلق طبيعي عند الأطفال المعتادين على البقاء مع أهلهم طيلة الوقت. لهذا يجب أن تنتبهي إلى عدم جعل طفلك يتعلُّق بك أو بوالده بشكل مرضي، يجعله غير قادرٍ على مواجهة الحياة والعالم المحيط به.
كما يمكن أن يكون الطفل يعاني من القلق المرضي، أي أنّه يعتقد أنّه لن يعرف أين يذهب، وأنّه سينسى أغراضه، أو أنه سيضيّع أصدقاءه، أو أنّه لن يفهم شيئاً من الدروس. كما يمكن أن تطال هذه الفوبيا الأطفال المصابين بفرط النشاط المرضي، أو الأطفال المختلفين في أشكالهم، مثل الأطفال الذين يعانون من السمنة أو من لهم لون بشرة مختلفة عن محيطهم، أو القادمين من بلد أجنبي. ويمكن بكل بساطة أن تنتج هذه الفوبيا عن إزعاجات ومضايقات يتعرّض لها الطفل من قبل الأطفال الآخرين.


ما هو العلاج؟
لكي نعثر على الحل الملائم لهذه المشكلة، يجب أن نعرف سببها الأساسي وجذورها العميقة. اسألي الطفل أولاً عن محيطه في المدرسة، لتعرفي إن كان السبب ناتجاً عن عوامل تهديد ومضايقة خارجية، وليس عن سبب ذاتي. وتحدثي مع إدارة المدرسة، لكي تتعاون معك على حلّ هذه الأزمة.
لكن ابقي متيقنة، فهذا أسهل الحلول. يجب أن تعرفي الأٍسباب النفسيّة الخفيّة لهذه الفوبيا. ومن الأفضل في هذه الحالة اللجوء إلى أخصائي في علم نفس الأطفال، لكي يتابع مشكلة الطفل قبل أن تتفاقم.


في النهاية إليك نصحتين عمليتين:
أولاً، تفادي الكلام بطريقة سلبية عن المدرسة على مسامع الطفل. إن كنا نريد تشجيع أطفالنا، يجب أن نحثّهم على التفكير بالمدرسة والأساتذة بطريقة إيجابية ومشجعة، وليس محبطة.
ثانياً، إن كنت تشعرين أنّ هذه المشكلة تحوِّل طفلك إلى طفل حزين، يرغب بالهرب من المدرسة، يجب أن تسمعيه، خصوصاً إن كان في المراهقة، وتفهمي إن كان يتعرّض لتمييز معين.
المدرسة ليست مكاناً يذهب إليه أطفلنا للحصول فقط على علامات جيدّة، بل ليصروا أناساً أفضل... وليس أطفالاً خائفين وتعيسين.

 

المزيد على أنا زهرة:
6 أطعمة تمحو مزاجك السيء!
الزواج مفتاح السعادة
كيف تعرفين أنّ هذا الدواء يستحقّ الثقة؟
النوم.. لذاكرة قوية
تعالي نكسر هذه البيضة