قد تكون أشهر من ارتبط اسمها بمرض اكتئاب ما بعد الولادة، هي الممثلة الأميركية بروك شيلدز. الجميلة الأربعينية أعلنت مرضها على الملأ عام 2005. نتذكر جميعاً لقاءها الشهير مع أوبرا وينفري، وكيف بكت وهي تسرد للإعلامية الشهيرة خواطرها الإنتحارية السوداء، ورغبات كانت تجتاحها برمي مولودها الجديد، وحتى فقدانها القدرة على الإهتمام به وإرضاعه. ألفت شيلدز كتاباً يسرد تجربتها، بعنوان Down Came the Rain، وكان هذا الكتاب محفزاً كبيراً على زيادة التوعية حول اكتئاب ما بعد الولادة في الولايات المتحدة.

لكنّ شيلدز طبعاً لم ولن تكون الوحيدة. يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة أن يطال 20 في المئة من النساء بحسب موقع Postpartum Progress الأميركي المتخصص بهذا المرض. ويمكن أن يشمل اكتئاب ما بعد الولادة مؤشرات وأعراضاً متنوعة، ومنها الإضطرابات المزاجيّة، والقلق المرضي، واضطرابات الوسواس القهري.

وقد تتشابه بعض أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، مع الأعراض المصاحبة لحالات ما بعد الصدمة. بالطبع يعود للطبيب النفسي وحده تصنيف وتشخيص نوعية الإضطرابات وعلاجها بين مريضة وأخرى، لكنّ جميع الأمهات الحديثات، يجب أن يتنبّهن في حال أصبن بالأعراض التالية:
الحزن
تقلبات المزاج بين الفرح الشديد، والغضب الشديد، والحزن المفرط
فقدان القدرة على التركيز
غضب دائم تجاه النفس أو تجاه الآخرين
فقدان الرغبة بكل الأنشطة التي كانت تهمك في السابق
اضطرابات في الشهية، وفي مواقيت النوم
نوبات قلق حادة
خوف شديد على صحة الطفل وسلامته
خواطر بإيذاء المولود الجديد، أو التمني بأنّه لم يولد أساساً وأنك لم تصبحي أماً من الأساس.
الأفكار التي تتسارع في رأسك من دون قدرتك على على إيقافها
آلام في الرأس والمعدة
الشعور بالذنب

يمكن أن تستمر هذه الأعراض لسنة كاملة بعد الولادة، ويمكن أن تستمر لأيام قليلة فقط. في الحالة الأخيرة، لا يوصف العارض باكتئاب ما بعد الولادة، بل بمصطلح Baby Blues. لكن إن استمرت هذه الأعراض لأكثر من ثلاثة أسابيع، فمن الأفضل أن تستشيري الطبيب.

بالطبع، أسباب اكتئاب ما بعد الولادة لا تعود إلى كونك أماً سيئة، بل هو ناتج عن أسباب خارجة عن إرادتك، لم تنجح بعد الدراسات العلمية في تثبيتها جميعاً. لكنّ طريقة تعامل الجسم مع المتغيرات الهرمونية، وتراكمات الضغط في أوقات سابقة من حياتك، وأثناء الحمل والولادة، كلها عوامل مساعدة في حصول هذا الإضراب النفسي. الأهم إن أصبت بهذا الداء ألا تشعري بالذنب، فأنت لست السبب، ولست أماً شريرة، ومثلك نساء كثيرات يعانين من الأعراض ذاتها.

الأهم ألا تترددي أبداً في طلب المساعدة، لأن هذا المرض يمكن أن يؤثر إن بقي من دون معالجة على حالتك الصحية الجسدية والنفسية، وعلى صحة طفلك أيضاً. كلّ امرأة بحاجة إلى مساعدة في مثل هذه الحالة، ولا تتردي في طلبها.

المزيد:

تعالي نكسر هذه البيضة

الألوان دواء لكل يوم

تريدين خسارة الوزن؟ انسي الـ carbohydrates

عيشي اللحظة لمكافحة الإكتئاب

15 دقيقة... أقصى مدة لحمام البخار