أجري مقارنة بسيطة بينك وبين زوجك. حين ينشغل بالك لساعات بالضيوف القادمين لتناول العشاء في بيتكم، وتحارين في التفاصيل الدقيقة من أنواع الطعام، إلى لون الشرشف الذي ستضعينه على المائدة... يبقى زوجك العزيز، قرير العين، مرتاح البال.


أخيراً توصلت عالمة كنديّة إلى اكتشاف مذهل، يفسّر هذا الإختلاف الغريب في الطباع. أدريانا مندريك، الباحثة في قسم علم النفس في جامعة مونتريال، تؤكد لنا، وبفضل اختبارات بالصور المغناطسيّة، أنّ دماغ المرأة أنشط بكثير من دماغ الرجل. هناك فكرة شائعة نتداولها باستمرار، هي أنّ الرجال قادرون، بعكس النساء، على عدم التفكير في أكثر من موضوع دفعة واحدة. ما تكشفه الدراسة الكنديّة أن هذا الأمر يعود إلى سبب بيولوجي، يرتبط بتركيبة دماغيّة عصبيّة. هذه الدراسة، تثبت أنّ حركة الشبكات العصبيّة في دماغ المرأة، تبقى في نشاط دائم، حتّى في أوقات الراحة. كأنّ دماغ المرأة لا يرتاح أبداً! "في الحقيقة، كلّ الأدمغة، سواء عند الرجال أو عند النساء، تبقى في نشاط دائم. الفرق أنّ نسبة هذا النشاط عند المرأة تبقى مرتفعة، بعكس دماغ الرجل الذي يهمد قليلاً في أوقات الراحة أو الإسترخاء"، تقول أدريانا مندريك.


الطبيبة المتخصصة بمرض الفصام، توصّلت إلى اكتشافها الجديد، بعدما أجرت اختباراً على مرضى لتجري مقارنةً بين النشاط الدماغي لديهم، والنشط الدماغي لدى الأصحاء. هكذا، أجرت اختبارات إضافيّة على رجال ونساء أصحاء تراوح أعمارهم بين 25 و25 عاماً، وطلبت منهم إنجاز مجموعة ألعاب ذهنيّة، في وقت كانت تصوّر دماغهم مغناطسياً. ثمّ أخذت صوراً مشابهة للدماغ أثناء راحة المشاركين بعد انجاز مراحل اللعبة. "في حين كان الرجال في حالة استرخاء تامة، كانت النساء في نشاط دماغي زائد، يقيّمن ما قمن به منذ قليل، ويفكرن بالخطوات القادمة!"، تلفت الباحثة.
تتساءل أدريانا منريدك في دراستها التي تنشر قريباً، عما إذا كان السبب هرمونياً، أو يعود إلى الإختلاف في معيار الضغوط الإجتماعية التي يعاني منها الجنسان. "في مجتمعنا المعاصر، تبدو النساء منشغلات بإنجاز أكثر من واجب أو مهمة في الوقت نفسه، ويجب عليهنّ الإهتمام بأمور أكثر من تلك التي يهتمّ بها الرجل، لهذا تقول العالمة إنّ النتيجة ليست مفاجئة على الإطلاق.

 

 

المزيد على أنا زهرة:
أيتها الحامل: الحركة ثمّ الحركة
الشهيّة على الحلويات لا علاقة لها بالسكري
النوم مفيد لكلّ شيء
هل تؤذي التقنيات ثلاثية الأبعاد عيوننا؟
اليوغا طريقكٍ إلى التناغم