كأنّ عالمنا أصبح ثلاثي الأبعاد. بعد فورة السينما ثلاثية الأبعاد التي بلغت أقصاها مع "أفاتار"، ووصلت إلى المنازل مع شاشات التلفزيون المتطورة، ودخلت أخيراً إلى شاشات الكمبيوتر المحمول، أو اللابتوب، ما الأثر الذي يمكن أن تخلّفه هذه الأشعة في عيوننا؟ وهل تكفي النظارات ثلاثية الأبعاد لحمايتنا؟


دراسة فرنسيّة حديثة، جاءت لتطمئن القلقين والقلقات على سلامة عيونهم من النظارات المتطوّرة وأشعتها. وبما أنّ ثورة السينما الرقميّة، تبشّر بالمزيد من التطور في السنوات المقبلة، فإنّ القلق على صحة العيون سيتزايد.


كيف ترى عيوننا بشكل ثلاثي الأبعاد؟
تقوم التقنية ثلاثية الأبعاد، على خلق معالجتين للصورة نفسها، تختلفان بين العين اليمين، والعين اليسار، بشكل تكون الصورة التي تراها كلّ عين مختلفة بشكل طفيف عما تراه الأخرى.


وتقول الدراسة الفرنسية الجديدة إنّ التجارب العلميّة، لم تثبت بعد أيّ ضرر محتمل للأفلام ثلاثية الأبعاد على العيون. "لكن يجدر أخذ العديد من العوامل في الإعتبار، قبل اعتبار التقنيات الرقميّة تقنيات آمنة"، بحسب طبيب العيون شوقي سعد. "ومن بين عوامل الخطورة التي يمكن أن تثير قلقنا، الإحساس بتعب في العبون، وآلام الرأس، والرؤيا غير الواضحة، والغثيان، والشعور بفقدان التوازن. من يعانون من هذه المشاكل، يمكن أن يتأذوا بشكل أكبر من غيرهم بسبب الصور ثلاثية الأبعاد"، يشرح سعد. وتبحث بعض الشركات الطبيّة الأوروبيّة، عن تقنيات جديدة، تجعل النظارات ثلاثية الأبعاد تتلاءم مع الحاجات المختلفة لكلّ فرد، بحسب حالة عيونه.

هل تشكلّ الصور ثلاثية الأبعاج خطراً على أطفالنا؟
"لا شيء يثبت أنّ الألعاب ثلاثية الأبعاد، أو شاشات التلفزيون التي تعتمد هذه التقنية، مؤذية للعين"، يقول سعد. المشكلة تكمن في انتباه الأهل إلى ظهور بعض العوارض على عيون الأطفال، ومنها شعور بوخز في العينين، وآلام الرأس، وظهور دموع لا إراديّة في العينين".


وكانت "شركة نينتدو" قد نصحت الأباء بالامتناع عن استخدام ألعابها المزودة بنظام أشعة ثلاثية الأبعاد لدى الأطفال دون السادسة، على اعتبار "أن استعمالها المتكرر قد يوقف نمو النظر". لكنّ د. سعد يلفت إلى أنّ هذه المعلومة غير دقيقة، خصوصاً أنّ النظر عند الأطفال في السادسة، يكون قد أصبح متكاملاً وقوياً".