يسود اعتقاد خاطىء عموماً، بأنّ الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالجلطة القلبيّة. وإن كانت الدراما التلفزيونية، تختار لسبب مجهول إعطاء مشاهد الجلطات الحادّة للرجال، إلا أنّ هذه الصورة تشوّه الحقيقة. المرأة أيضاً معرّضة للإصابة بالجلطة، خصوصاً من تخطّت عتبة سنّ اليأس.
"إن شعرت المريضة بآلام في الصدر وغثيان، وأحياناً بشعور بالإنزعاج وانقطاع النفس، يجب عليها استشارة طبيب القلب، لتطمئنّ إلى صحتها. فهذه مؤشرات على قصور معيّن في القلب"، يشرح طبيب أمراض القلب والشرايين أحمد زكريا. "صحيح أنّ احتمالات الإصابة بالجلطة بعد سنّ اليأس تزيد، إلا أنّ هذه ليست قاعدة، إذ يمكن أن تصاب المرأة بالجلطة في مراحل عمريّة مختلفة، خصوصاً إذا كات مدخنة، أو تتعرّض لضغوط نفسيّة كبيرة، أو تتبع نظاماً صحياً عشوائياً ومهملاً"، يشرح.
يجدر بك ألا تستخفي بأي عارضٍ من أعراض الجلطة. الإحصائيات الرسميّة العربيّة لا تطمئن. على سبيل المثال لا الحصر، تعتبر أمراض القلب والشرايين السبب الأول للوفاة في الإمارات العربيّة المتحدة، وتشكل نسبة 25 في المئة من إجمالي الوفيات، متقدمة بذلك على السرطان!
"المشكلة الحقيقيّة التي نواجهها في غرف الطوارىء، هي عامل الوقت. فالكثير من المرضى لا يعرفون تمييز مؤشرات حدوث الجلطة القلبيّة. التنبّه لأعراض معيّنة، والتصرّف السريع على هذا الأساس، قد ينقذ حياة كثيرين"، يشرح الطبيب زكريا.
فما هي المؤشرات التي قد تنبّهك لقرب إصابتك بجلطة؟
المؤشر الأبرز ألم حاد في منطقة الصدر، يتواصل لأكثر من عشر دقائق من دون انقطاع. يترافق هذا الألم مع شعور بأنّ منطقة الصدر مسحوقة، أو مضغوطة. يمكن أن يمتدّ الألم إلى الحنك، والمعدة، والذراعين والأيسر منها على وجه الخصوص.
"هناك أعراض أقلّ شيوعاً مثل ألم مفاجىء في الكف، أو في الحنك. كما تترجم الأعراض عند بعض المسنين باضطرابات معويّة"، يقول زكريا. "ما أن تظهر هذه الآلام والإضطرابات، يجدر الإتصال بالإٍسعاف بأسرع وقت ممكن"، يضيف.
من هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالجلطة؟
"بالطبع المدخنون والمدخنات هم الفئة الأكثر عرضةً للجلطة"، يقول الطبيب. "هذا بالإضافة إلى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، والكوليستيرول، والسكري، ويعانون من وزن زائد. كما أنّ الأشخاص قليلي الحركة معرّضون بشكل كبير أيضاً"، يشرح.
كيف يمكننا تفادي الجلطة القلبيّة؟
إلى جانب عوامل الخطورة، هناك عوامل حماية، قد تساعدكِ في حماية قلبك. "نصحيتي الأولى اتباع نظام غذائي صحّي، ومتوازن، والإبتعاد عن الأطعمة المالحة، والدهنيّة. كما يجب ممارسة الرياضة، وأبرزها رياضة المشي لتنشط الدورة الدمويّة"، يقول زكريا.
تذكري، إن أصيب أحدهم بجلطة دماغيّة، ولم يغيّر نمطه الحياتي غير الصحي، ولم يتوقّف عن التدخين، فإنّ احتمال إصابته بالجلطة مرة ثانية تزيد خلال الأشهر الستة التي تلي الجلطة الأولى.