تغيّرت الفنانة اللبنانية دينا حايك كثيراً بعد تجربة المرض التي مرّت بها منذ فترة. أصبحت أكثر نضجاً وسلاماً وربما جمالاً وتألقاً. لكن مع ذلك، تطرح علامات استفهام حول إطلالاتها الخاطفة بأغنية مصوّرة ثم لا تلبث أن تختفي عن الساحة الفنية.


بدأت حياتها الفنية في سن صغيرة مع أخيها الأكبر الذي ترك الغناء لتنطلق منفردة إلى هذا العالم. جاءت المصادفة التي جمعتها بمدير شركة "ميوزك ماستر" الذي أُعجب بصوتها وأعمالها لتنتقل لاحقاً إلى شركة "روتانا" التي شكلت انطلاقتها الحقيقية.


هناك من قال إن "روتانا" تحاربك. وهناك من راهن على أنّك لن تطلّي من جديد بعد انفصالك عنها؟


لا أحد يستطيع الرهان على شيء يملكه، وأنا أسعى لتثبيت مكانتي الفنية، ولدي إرادة قوية لفعل ذلك. لذلك، سأصل لأنّني طموحة. أما "روتانا"، فلم تحاربني يوماً، وتحدث كثيرون عن ذلك بسبب غيابي عن الساحة الفنية بسبب تحضيري أغنيات جديدة. أنا أعمل بتأنٍ حتى أقدم أعمالاً تترك بصمة لدى الجمهور، وليس تقديم أعمال لإثبات أنني موجودة.


لكن هناك من اتهمك بأنك أنكرت فضل "روتانا" عليك عندما أصبحت نجمة؟


بالمناسبة، قبل انضمامي إلى "روتانا"، كنت نجمة مع أنني لا أحب الحديث عن نفسي وإلا لما أخذتني الشركة أو لفتُّ انتباه القيمين عليها.


كيف تستطيع دينا حايك اليوم الاستمرار من دون شركة إنتاج إلى جوارها؟


صحيح أنّ شركة الإنتاج تساعد الفنان في الكثير من الأمور، أهمها الإنتاجية وخصوصاً أن الفنان الحقيقي يبحث عن الاستمرارية. ولكني اخترت أن أستقل بنفسي وأتحمل اختياري من دون ندم. وهذا لا يعني أنني لا أتلقى عروضاً من شركات إنتاج، لكني الآن أصبحت أكثر وعياً وأفكر جيداً قبل الموافقة على أي عرض، وأستطيع تسهيل أموري. من وقت إلى آخر، أقدّم للناس أغنية single حتى أتواجد على الساحة الفنية. أما بالنسبة إلى الألبوم، فسيطرح في الأسواق قريباً.


لكن من المهم أن يقدم الفنان ألبومه الخاص. أليس كذلك؟


بكل تأكيد. أهمية الألبوم تنبع من أنّ دينا حايك مثلاً تجمع أكثر من أغنية وتقدمها للناس بطريقة أرقى من الـ single فيستطيعون الحصول على ألبومي. أما الأغنية السينغل فلا يستطيعون الحصول عليها. إلا أن هذا الأمر لم يعد مشكلة اليوم في ظل كثافة الإذاعات التي تبث أغنياتي بشكل مستمر.


خضت تجربة الـ «دويتو» مع الفنان الخليجي عصام كامل. لماذا تأخرت في تقديم هذه النوعية من الأغاني؟


لم أتأخر. فقد قدمت سابقاً «دويتو» مع الملحن سمير صفير. أما تقديمي «دويتو» مع الفنان الكويتي عصام كامل، فجاء بالمصادفة بعدما أسمعني الأغنية على التلفون وأعجبتني.


لماذا هذه العودة للفنانين اللبنانيين لتقديم أغنيات خليجية؟


لن أتحدث عن غيري. سأتحدث عن نفسي. منذ بداياتي، قدمت اللون الخليجي، وهناك الكثير من الأغنيات الخليجية التي تستحق أن تظهر وهي لا تقل أهمية عن اللبنانية والمصرية. إلا أن الأغنية الخليجية تستطيع أن تصل إلى الجمهور بأصحابها. أما مشاركتنا نحن كعرب، فهي محاولات لإضافة شيء إليها من خلال إحساسنا الخاص. وأقول دوماً إن الخليجيين لديهم مفردات جديدة تفاجئ الفنان والجمهور، وربما لا يمكن أن أتخيل أنّ الموضوعات التي يطرحونها في الأغنية يمكن أن تغنَّى أصلاً. لذلك تعجبني موضوعاتهم الرومانسية غير السطحية وطريقتهم في التعبير المختلفة إلى حد ما عن طريقتنا. وأعتقد أن هذا هو سر نجاح الأغنية الخليجية.


هل ما زال يضايقك تشبيه صوتك بالفنانة ديانا حداد؟
لم يضايقني هذا الأمر يوماً، لأنّ ديانا حداد فنانة كبيرة ولها جمهورها. وقد استطاعت أن توجد نوعاً من التفرد والشهرة. وإن كان هناك تشابه بيني وبينها، فهذا لا يعني أنني نسخة عنها والجمهور يعرف كيف يفرّق بين صوت ديانا وصوت دينا.


علامَ تراهن دينا حايك اليوم في عصر الصورة الفنية؟


أراهن على موهبتي الفنية أي الصوت لأنّه هو الذي يكفل استمرارية الفنان. أما الجمال فهو حالة آنية على أهميته. وبالنسبة إليّ، أحب أن أكون جميلة. وعندما أقف أمام المرآة، أشعر بالسعادة عندما ألمس جمالي. لكن فنياً، يجب أن يمتلك الفنان موهبة حقيقية ويقدم أعمالاً يتوقف عندها الناس، ثم يأتي التفكير في موضوع الشكل لأنّنا في عصر الصوت والصورة. وللأسف، عندما نتابع القنوات الغنائية الفنية، لا يستوقفنا إلا نسبة قليلة من الفنانين مثل فضل شاكر، ووائل كفوري، ونجوى كرم واليسا.


لماذا تصرين على تقديم قصة في الفيديو كليب من دون تقديم عرض أو show، أليس هذا مخاطرة؟


ليس مخاطرة. لكن حتى يشاهد الناس الفيديو كليب الذي أقدمه، يجب أن يكون مختلفاً عن السائد الذي يعتمد اليوم على الـ show. كما أن الفيديو كليب يجب أن يقدِّم رسالةً للمشاهد. وطالما أنني أستطيع تجديد نفسي في كل فيديو كليب وأقدم قصصاً متنوعة، لست مضطرة لمجاراة بعض المخرجين في ما يقدموه من صورة في الفيديو كليب لأنني لا أبحث عن الفشل.


لكن "فيه استعراض لجمال ديانا حايك في الفيديو كليب"؟!


شو المشكلة.. ليه أنا مش حلوة! (وتضحك) المهم أن يكون الاستعراض مهذباً وموظفاً ضمن سياق الفيديو كليب.


ماذا يلفتك في الأغنية عند اختيارها؟


تلفتني الكلمة لأنها هي التي تجذب المشاهد في الدرجة الأولى، وبعد ذلك يأتي اللحن. يجب أن تكون الكلمة جديدة. ومن هنا، أستطيع تجديد نفسي من خلال نوعية الأغنيات التي أقدمها لكنّي أتساءل دوماً ما إذا كانت ستلفت انتباه الناس.


لماذا أنت بعيدة عن الإعلام؟


ظهوري في الإعلام قليل لأني أختار الوقت والمكان اللذين أحب الظهور فيهما. وأرفض الظهور في الكثير من وسائل الإعلام لأن هذا يشتت الفنان ويملّ منه الناس. وعلى كل، لا يستطيع أي فنان أن يستغني عن الإعلام ضمن المعادلة التالية: الفنان الناجح هو الذي يستطيع أن يوجد علاقة صحيحة مع الإعلام.

المزيد على أنا زهرة: