لا تمتلك نادين قانصو موهبةً واحدةً بل اثنتين، الأولى هي التصوير الفوتوغرافي الذي نقلها إلى الموهبة الأخرى وهي تصميم الأكسسوارات، فحققت شهرتين في مجالين لا يمكن الوصول إليهما بسهولة.


عند سؤال نادين قانصو عما إذا كان هناك منافسة بين تصميم الأكسسوارات والتصوير لديها، تضحك وتقول :"كلا، لا يوجد منافسة. أعتبرهما عالمين مختلفين عن بعضهما البعض. أنا مصوّرة قبل أن أكون مصمّمة أكسسوارات. ألتقط صوراً يومياً ليس لأنظّم معرض صور بل لأنني أحب القيام بذلك أو ربما قد استعملهم في المستقبل القريب. لا يمكن أن أصوّر وردةً مثلاً من دون أن يكون موضوع المعرض هو الورود، فالموضوع هو الذي يحدّد الصور التي يجب إلتقاطها".


الماضي والحاضر
تحت عنوان "الماضي والحاضر" كانت قد أقامت الفنانة الشابة معرض صور فوتوغرافية لها قبل أشهر قليلة، أما الأسبوع الماضي فقد كان الحفل الخيري لبيع الصور في مزادٍ علني يعود ريعه لدعم "مشروع المرجان" الذي ينفذ برعاية الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم ويهدف الى زرع المرجان قبالة سواحل دبي. اتُخذت فكرة المشروع في شهر آب الماضي وأقيم المعرض في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.


الثقافة و"لوي فيتون"
تلفت قانصو إلى أن إدارة التسويق في لدى در "لوي فيتون" في دبي، اتصلت بها بصفتها مصوّرة واعطتها توجيهاتٍ محددة، للتركيز على البحر عموماً و"الداو" خصوصاً، لأن الشركة ارادات تسليط الضوء على ثقافة المنطقة، فكانت سفن الداو نجمة عملها.


الموضوع الذي اختاروه أبدت موافقتها عليه بسرعة، لأنها تحبّ التركيز على الجوانب الثقافية. تعبّر قانصو عن سعادتها بالعمل، وتقول :"الحدث جيد والموضوع مهمّ لي شخصياً كمصوّرة و"لوي فيتون" ماركة مهمّة ليس في عالم الموضة فحسب، بل تشجع الفنانين في الإمارات العربية المتحدة أو الساكنين فيها، على تقديم أفضل ما عندهم.


أسود وأبيض
تشير قانصو إلى أن مشروع "الحاضر والماضي" مميّز بالنسبة إليها، فهو ليس عملاً سهل التنفيذ، لأنه محصور بأشياء معينة طُلبت منها، وكان المعرض عبارة عن 9 صور باللونين الأسود والأبيض فحسب. استغرق تحضيره نحو شهرين ونصف الشهر، التقطت العديد من الصور، لكن وقع الاختيار على عددٍ معين منها. أما عن الألوان في الصور، فتشير قانصو إلى أن :" الصور كلّها بالأسود والأبيض، وبما أن البواخر لونها بني فأردت من خلالها أن أرسم الماضي والحاضر لأنني أحسست بالقديم، وعندما زيّنت الصور بالفضة قمت بتلك الخطوة من أجل لمسة الحاضر. أحب الأسود والأبيض إجمالاً، لأنهما يحملان معاني كثيرة تجمع الحاضر والماضي. لقد ركّزت على البواخر والتقطت بعض الصور لكلماتٍ مكتوبةٍ عليها "وافي" و"فزاع" و"ما يهاب" أو بعض الأرقام باللغة اللاتينية. اكتشفت من خلال المعرض أنه يمكن تحويل الأمور البسيطة إلى أمور جميلة ومعبرة".


فضّة
وعن أهمية العمل بالنسبة إلى مسيرتها، تشير قانصو إلى أن هذا العمل يضيف الكثير على مسيرتها الفنية، لأنها أضفت إليه بعض الفضّة والأكسسوارات، الأمر الذي أخرجه من دائرة التصوير العادي، مع أن صورها لم تكن يوماً تقليدية، كما تقول. وتضيف :"لم تكن صوراً مطبوعة على اللوحات فحسب، بل هي صرخة للأمام. أعمل على الهوية العربية وعملي ليس سياسياً".


وعن المشاريع مستقبلاً مع "لوي فيتون" تلفت إلى أنه لا يوجد مشاريع أخرى معهم حالياً، وهو المشروع الأول وتأمل ألا يكون الأخير. تختم الشابة بالقول أنها أقامت خلال مسيرتها نحو 6 معارض، واحدٌ منهم كان في لندن والباقي في الإمارات، وللأسف لم يكن لبلدها الأم لبنان أي نصيبٍ من المعارض.