"صلعته تحرجني، أخجل أن أرافقه إلى الأماكن العامة"، تقول نسرين ممازحة زوجها هيثم. بدأ الزوج الشاب يفقد شعره تدريجاً في السنتين الأخيرتين، والحديث في الموضوع يزعجه بشدّة. حين يغادر الزوج المكان، تستعيد نبرة نسرين شيئاً من جديّتها: "يفكر جدياً في زرع الشعر، فقد أصبح الموضوع يسبّب له عقدة".


كثيرون من الرجال يعانون من مشكلة الصلع الشائعة في عالمنا العربي. تختلف مراحل فقدان الشعر بين رجل وآخر، "لكنّ معظم الرجال يتفقون على أنّ الصلعة تفقدهم جاذبيّتهم"، يقول هيثم صاحب أحد صالونات الحلاقة البيروتيّة. نسأله إن كانت مراكز زرع الشعر المخصصة لمعالجة الصلع، التي تنتشر إعلاناتها في كلّ أرجاء العاصمة اللبنانيّة تقريباً، تلقى رواجاً. "بالطبع، فهذا بحسب خبرتي الحلّ الوحيد للمشكلة، خصوصاً أن الشائع من أدوية أعشاب وغيرها لا يفيد في معظم الحالات"، يقول.


ينتج الصلع عن خلل في هرمون الذكورة تيستوستيرون، وقد يكون غالباً وراثياً، ويشمل أكثر من رجل واحد في العائلة. لكن هل زرع الشعر هو الحلّ المضمون الوحيد؟ الباحثون في "جامعة بنسلفانيا" الأميركيّة يعتقدون العكس. فقد اكتشف هؤلاء الآلية الفعليّة لخسارة الشعر، ما قد يسهّل إيجاد علاج جذري لهذه المشكلة قريباً. هذه البشرى السارة بالنسبة إلى جميع الرجال الصلع، زفتها نشرة "جورنال أوف كلنيكال إنفستيغايشن" الأميركيّة، ونقلتها الصحف العالميّة. وفي خلاصة البحث، أنّ الصلع ناتج عن سبات في وظيفة الخلايا الجذعية الوجودة في بصلة الشعر. ويكفي بحسب قولهم "إعادة إيقاظ" تلك الخلايا، لتعود إلى سابق نشاطها، وتنبت الشعر من جديد! وبحسب الخبراء، فإنّ الصلع لا يعني اختفاء بصلة الشعر بشكل كلّي وتام، بل إنّ لا شعر جديداً ينمو في المنطقة المعنيّة. الشعر الذي ينبت في المنطقة الصلعاء، يكون من الصغر بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.


وأجرى فريق الخبراء بحثه على رجال كانوا يخضعون لعمليات زرع شعر، وقارن بين بصلات الشعر في المناطق الصلعاء، والمناطق حيث ينبت الشعر في رأس الرجل نفسه. ومع أنّ المناطق الصلعاء كانت تحوي العدد نفسه من البصلات، إلا أنّها كانت تنكمش ويصبح الشعر الذي تنتجه رفيعاً جداً.


وقال رئيس فريق البحث الدكتور جورج كوتزاريلي: "حقيقة وجود عدد طبيعي من الخلايا الجذعية في المناطق الصلعاء يعطينا الأمل في امكانية تنشيطها"... إذاً أبشرن خيراً يا من فقد رجالكنّ شعر رؤوسهم!

 

المزيد على أنا زهرة:
ارمي التلفزيون خارج غرفة النوم
المواد الكيماوية وخطر الموت
الرياضة لتحسين المزاج
أصيب بنوبة قلبيّة... فانتحر
السرير للنوم فقط