إن غابت عن الشاشة الصغيرة، تكون بين صالات السينما وخشبات المسارح، نجمة لكل الفصول... تعيش حالة نشاط مستمر، لا تنتهي من عمل إلا وتكون قد بدأت التحضير لآخر...

 اختارها الكاتب شكري أنيس فاخوري عندما كانت في الـ 18 من عمرها. شجعتها المسرحيّة نضال الأشقر في مسيرتها إلى أن صار في حوزتها اليوم عدد كبير من الجوائز. إنها الممثلة اللبنانية ندى فرحات التي التقتها "أنا زهرة" في هذا الحوار:


بدأت مسيرتك الفنية في الـ 18، مَن تشكرين على ما وصلت إليه اليوم؟

أنا التي اخترت هذا العمل. لذا أشكر نفسي أولاً وأهلي والعائلة ثانياً. وطبعاً شكري أنيس فاخوري الذي اختارني، كما أشكر لاحقاً نضال الأشقر التي شجّعتني. وللأفلام التي كنت أشاهدها دور كبير في نجاحي، إضافة إلى الممثلين الذين كنت أشاهدهم. منهم ما زال يمارس عمله الفني ومنهم من اعتزل.


هل تعتبرين أنّك حققت ما تطمحين إليه؟


كلا، ليس بعد. ما زلت أعمل للوصول إلى الهدف المطلوب. كل فترة، أفكّر ملياً بماذا أريد أن أعمل. وفي الوقت عينه، أتابع عملي وأحضر الأفلام والمسلسلات.


ما الذي تطمحين إليه؟ هل تريدين أن تصبحي نجمة عالمية مثلاً؟


أطمح بعمل فني يجمع بين فريق تقنيات قوي جداً، وشخصيات قوية جداً، ومونتاج وتوزيع قوي. على الأقل، أبحث دوماً عن الحلقة الكاملة للفريق الفني. وهذا ما ينقصنا في لبنان. التمثيل هنا سواء كان عملاً مسرحياً أو تلفزيونياً أو سينمائياً هو ناقص. لا أطمح لأكون نجمة عالمية. إذا حدث هذا، أوافق عليه. وإن لم يحدث، فأنا راضية بعملي في وطني. أعمالي ستطلقني حتماً إلى الخارج لأنني حصلت على جوائز كثيرة من بلدان عديدة.


هل هذا النقص سببه المعاهد اللبنانية؟ إذ ذكرت سابقاً أننا نفتقر للدراسة الأكاديمية الجيدة؟


لا أنكر بأنّ الممثل ينطلق أولاً من المعاهد والجامعات، لكنّ المنتجين الكبار القيمين على الأعمال الفنية والدولة اللبنانية لا يضعون الفن في أولوياتهم. مثلاً في النقابات، لا حقوق للممثلين. لو أنّ الدولة تدعم الفن، ولو أن وزيري الثقافة والإعلام يدعمان الفن ويعلمان أين النقص وكيفية سدّه وتطوير هذه المهنة، وكيفية احترام الممثل والمخرج والكاتب، لوصلنا إلى نتيجة جيدة. أحياناً وبهدف الربح، يتم إنتاج العديد من الأفلام في شهر واحد، فيخفّض المنتج من رواتب الممثلين.


تلومين الدولة بسبب عدم تطور مهنة التمثيل في لبنان، أليس للممثلين غير الأكاديميين دور في ذلك؟


هناك ممثلون درسوا في المعهد وهم فاشلون في تأدية أدوارهم. وبالعكس هناك ممثلون غير أكاديميين ويبرعون في أدوارهم وناجحون لأنهم يطوّرون أنفسهم ويأخذون المهنة بطريقة جدية، ناهيك بالذكاء في المهنة. مثلاً هناك ممثلون تعلّموا ويريدون أخذ دور البطولة، وهم لا يعرفون كيفية التفاعل في هذه الأدوار. وهنا يقع اللوم على المنتجين الذين لا يعرفون كيفية اختيار الممثلين. هذا بغض النظر عن العديد من الأعمال الجميلة التي تعرض حالياً.


تؤمنين بأنّ التمثيل إحساس ولا تحبين الدخلاء على المهنة، ماذا تقصدين بقولك هذا؟


أنا لا ألوم الدخلاء. أنا ألوم الممثلين الذين يأخذون شخصية وهم ليسوا بمستواها. لا أعتقد أن هناك دخلاء، ولكل شخص الحرية التامة في ممارسة المهنة التي يريدها، شرط أن يكون واثقاً من نفسه ويعلم كيفية تأدية هذا الدور، لأنّني في النهاية أدافع عن مهنتي التي أحب, وأفتخر بالذي يمثل بطريقة جيدة، وأنتقد الممثلين السيئين. فالأمر سيان إن كان الممثل متخرجاً من معهد أم أنه لم يدرس المهنة سابقاً. هناك العديد ممن لا يمثلون بطريقة جيدة وهم من الخريجين.


من هم الذين يجب إبعادهم عن هذه المهنة إذاً؟


كثيرون. لكن لا أريد تسميتهم. لا أريد أية مشاكل. لقد أعطيت أسماء من قبل لأنه كان من الضروري تسميتهم. كما أنني قد سميت مسبقاً في مجلة وتُبت، فأنا لا أقوم بذلك بهدف الدعاية. كما أنه في المقابل، هناك ممثلون يبرعون في التفاعل مع أدوارهم وإيصال الرسالة المطلوبة إلى المشاهد.


نلت جائزة أفضل ممثلة عن دورك في فيلم «تحت القصف»، هل كنت تتوقعينها؟


حمّلتني هذه الجائزة مسؤولية أكبر لكن لا يعني أنها «نفختني». إذا أخذت جائزة، لا يعني أنني لا أقبل بأدوار صغيرة أو ثانوية. الجائزة تحدّد قدرة الممثل بالنسبة إلى المشاهد وهي فقط للعمل الذي أديته. وهذا لا يعني أن أكون «من الناس اللي فوق». أنا نلت خمس جوائز من بلدان متعددة. وبصراحة لم أكن أتوقع هذا العدد من الجوائز. لكنّني كنت أتوقّع بأن أدائي الصادق سيؤثر في المشاهدين سواء أكانوا من مؤيدي هذا الفيلم أم لا.


هل هناك موقف سياسي في هذا الفيلم الذي يتناول العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006؟


كان يعبّر عن موقف إنساني وليس عن موقف سياسي. هو يتكلم عن رفض قاطع للحرب سواء كانت في لبنان أو في العراق أو في أي بلد آخر. الرسالة كانت أنّنا ضد الحرب. أنا لم أعد أتحمّل رؤية أي طفل يقتل.


ما هي الصعوبات التي واجهتك في تأدية دورك؟

الفيلم بأكمله كان صعباً «هلكني». منذ عرضه عليّ حتى إنجازه، كان صعباً. فقد قمنا بالتصوير تلقائياً بعد انتهاء الحرب أي في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، ومن الطبيعي أن يكون صعباً.


هل مررت في أوقات قررت التراجع فيها عن المشاركة في هذا الفيلم؟


عندما بدأنا الفيلم، صوّرنا يوماً بأكمله تحت القصف فعلاً. ولم نكن نعلم أنه سيتم وقف إطلاق النار. ورغم ذلك، كنت أريد الذهاب ووضع نفسي تحت الخطر لأنني أريد مع باقي القيمين على العمل أن نوصل هذه الرسالة مهما كان الثمن. لم أعد أتحمل رؤية أي طفل ميت تحت التراب، وأنا لا أستطيع فعل أي شيء لبلدي. من الذي يحقّ له قتل الأطفال؟ لذلك كنت أريد أن أشعر فعلاً بما يشعر به الشعب اللبناني عموماً والجنوبيون خصوصاً. لذلك، تقدمت ولم أتراجع أبداً.


ندى أبو فرحات، أين تجد نفسها أكثر؟ في المسرح أوالسينما أم التلفزيون؟


أرى نفسي في الثلاثة معاً: في المسرح، يجب أن أعيش الشخصية من البداية إلى نهايتها. ويجب أن ألفت المشاهدين في مختلف المراحل التي تمرّ بها هذه الشخصية. فإذا لم يتفاعل الجمهور، يجب تقوية الأداء. ومن ناحية أخرى، إذا تفاعل كثيراً، يجب السيطرة عليه. أما سحر السينما، فهو أنني أمثّل أمام العدسة التي تأخذ كافة التفاصيل والتعابير التي لا نجدها على المسرح. أما التلفزيون فهو مسؤولية ولذة أكبر، لأنّ نسبة المشاهدين تكون أكبر. ومن جهة أخرى، التلفزيون «وقح» يدخل إلى المنزل من دون استئذان. لذا يجب أن تكون هناك دقة في اختيار المواضيع لأنها تخاطب مختلف شرائح الجمهور.


هل التمثيل مهنة جاحدة؟


التمثيل مهنة جاحدة بالفعل بالنسبة إلى المجتمع المنغلق على نفسه. لكن بالنسبة إلى المجتمع المنفتح، التمثيل هو فن.


وصفت بصاحبة الجرأة في التمثيل، ألا يؤثر ذلك سلباً فيك؟


على الممثل أن يكون جريئاً في تأدية دوره. وأنا مقتنعة بما أقوم به طالما أن الأغلبية من المشاهدين يؤيدون ذلك. ماذا يقولون إذاً عن الفنانات اللبنانيات أو العربيات اللواتي يظهرن «بشهوانية» في الفيديو كليب وشبه عاريات؟ لا يهمني رأي الشخص المنغلق الذي يطلب مني تفسيراً وتبريراً.


لماذا رفضت السفر إلى مصر؟


رفضت السفر لأنّني لا أحب أن أوقف عملي في بلدي وأعمل في بلد آخر. أفضّل أن يأخذني عملي إلى بلد آخر. لو ذهبت إلى مصر، سأبدأ من الصفر. لكن الآن، أنجزت العديد من الأعمال. لذا أقبل الذهاب إلى مصر ولديّ مجموعة كبيرة من الأعمال من أفلام ومسلسلات ومسرحيات. لذا أبدأ من بلدي، أنطلق منه وأرفع صورته في الخارج.


ذكرت سابقاً أنك تحبين الغناء، هل تنوين الانخراط في هذا المجال؟


هذا المشروع أحبه كثيراً. أحب الغناء لكن على طريقتي ووفق إمكانات صوتي ليس أكثر.


ماذا عن جديدك؟


لديّ ثلاثة مسلسلات انتهى تصويرها، وسيبدأ عرضها قريباً. كما أنّ هناك مسرحية جديدة سنعمل عليها. وهناك مشروع سيتم تنفيذه لكنني لا أستطيع الكشف عن تفاصيله.

 

 

المزيد على أنا زهرة:
أمور لا بد منها لتشعري أنك جميلة
قواعد مكياج المراهقات من كتاب بوبي براون
خطوات لساقين ناعمتين
إيقاف الزمن مع ابتكارات إيف سان لوران
عالجي بشرتك الجافة من الداخل والخارج