تكاثرت الأخبار التي تؤكد حصول عادل إمام على أربعة ملايين دولار مقابل حملته الدعائية لإحدى شركات المحمول. وهو رقم لم يسبق أن ناله أي فنان عربي بمن فيهم الفنان العالمي عمر الشريف الذي لم يتجاوز أجره 25% مما حققه عادل إمام!


في اللحظة التي انشغل فيها الإعلام بأجر عادل وتساءل ما إذا كان سيدخل موسوعة "غينيس باعتباره الأعلى أجراً عربياً بل ينافس بقوة عالمياً، كان الناس يتابعون على الفضائيات دموع أحمد الهوان الذي يعرفه الجمهور باسم "جمعة الشوان". جمعة هو البطل الحقيقي لمسلسل "دموع في عيون وقحة" المأخوذ عن ملفات المخابرات العسكرية المصرية ولعب بطولته عادل إمام. كان الشوان يشكو أنّه لا يجد أموالاً لعلاجه. وتذكّر الناس على الفور أنّ "الشوان" الصورة الدرامية يكسب ملايين الدولارات، بينما "الشوان" الأصل البطل الذي جازف بحياته لحماية الوطن بعدما كان جاسوساً لحساب مصر ضد إسرائيل، هذا البطل لا يجد مصاريف علاجه. وقد حرص جمعة الشوان ـ أقصد أحمد الهوان اسمه الحقيقي ـ على أن يذكر في كل أجهزة الإعلام أنّ عادل لم يسأل عنه رغم أنه كما يقول ساهمت شخصيته التي أدّاها عادل في بزوغ نجوميته قبل 27 عاماً!


تدخلت الدولة وأنهت المأزق الذي عاشه أحمد الهوان، وسددت مصاريف علاجه، وخصّصت له معاشاً شهرياً مدى حياته. انتهت مأساة البطل المصري نهاية سعيدة. لكن الحديث لم يتوقف عن اشتراك عادل إمام للمرة الأولى في حملة إعلانية. صحيح أنّ المبلغ لا يقاوم، لكن الناس يشعرون تجاه بعض الفنانين بأنّهم ملكية عامة، لا يجوز أن يتحولوا إلى مروجين لسلع تجارية من أجل حفنة من المال ولو قدِّرت بالملايين. أم كلثوم، وفيروز، وفاتن حمامة، وعبد الحليم، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، ومحمود درويش وغيرهم لا ينبغي أن يصبحوا مروّجي سلع. صحيح أنّ أم كلثوم قدّمت في شبابها إعلاناً عن نوع صابون اسمه "نابلسي فاروق" على اسم ملك مصر السابق فاروق، لكنها لم تكرر ذلك بعدما أصبحت "أم كلثوم" سيدة الغناء العربي. عادل بالتأكيد يعلم أنّ الشركة المعلنة لن تدفع مقابل الإعلان هذا المبلغ الضخم إلا وهي واثقة تماماً بأنها ستبثه ليس فقط عشرات المرات ولا حتى مئات بل آلاف المرات في مختلف الإذاعات والتلفزيونات أرضيةً وفضائيةً. أي أنّ شركة الإعلان ستأخذ حقها كما يقولون باللهجة المصرية "تالت ومتلت". خلال الـ 15 عاماً الأخيرة ومع انتشار عصر الفضائيات، كان عادل إمام بطبعه حريصاً على ألا يكون متوافراً بكثرة في مختلف المحطات. ولهذا السبب، لم يقدّم أي مسلسل تلفزيوني بعد "دموع في عيون وقحة". عادل يريد دائماً أن يصبح عزيز المنال تلفزيونياً ليظل محتفظاً ببريقه السينمائي كأنه يقول لجمهوره: لكي تراني، يجب أن تدفع ثمن التذكرة. إلا أنّه منذ العام الماضي، قرّر أن يستثمر هذه الندرة في التواجد المرئي ويحصل أيضاً على المقابل المجزي الذي لا يملك سوى أن يستجيب لسطوته. كانت البداية عندما وافق في العام الماضي على مشروع برنامج "أكاديمية الزعيم". تلك التجربة لم تكتمل، لكنّ عادل حصل أيضاً على أجر غير مسبوق برامجياً اختلفت تقديراته بين مليونين وثلاثة ملايين دولار. واكتشف عادل بعد بضعة أسابيع من توقيعه على البرنامج أنه قد صار طعماً لكل من يريد أن يصبح فناناً، وأن الملايين التي رصدت من أجل أن يتصدر اسمه البرنامج، سيحصلون عليها عن طريق استمارات تباع باسمه وتبلغ قيمة الواحدة 20 دولاراً. أي أنّ ما دفعته له المحطة الفضائية باليمين ستحصل على أضعافه بالشمال. ولهذا، تراجع في منتصف الطريق بعدما أقام في العام الماضي حفلاً ترويجياً للبرنامج في عمان.


لم تكتمل الصفقة نعم. لكن عادل ـ وكعادته عند التعاقد على عمل فني ـ حصل على أجره مقدّماً. وهكذا خرج من تجربة "أكاديمية الزعيم" مكللاً هو أيضاً بالانتصار المادي، وغير محروق تلفزيونياً في الوقت عينه. انطلق إلى مسلسل "فرقة ناجي عطا الله"، محققاً كعادته أجراً صار حديث كل شركات الإنتاج التلفزيوني، سميا أنّ اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري ألغى كل تعاقداته مع النجوم الآخرين، واستثنى فقط مسلسل عادل إمام. ولهذا، ارتفع أجره إلى ستة ملايين دولار، وهو رقم استثنائي بكل المعايير!


عادل يبدو لي أنّه يعلم أن هذه هي الصفقات الأخيرة له في مشواره، وأنه لم يعد قادراً على الوقوف يومياً على خشبة المسرح مثلما اعتاد على مدى 40 عاماً. ولهذا شعر أنّ هذه المشاريع لن تنتظره طويلاً. وهكذا تستطيع أن ترى إعلان المحمول والمسلسل وقبلهما برنامج "أكاديمية الزعيم" مجرد صفقات مالية لن يتوقف خلالها عادل كثيراً أمام مَن يعترض أو يسأل أو ينتقد حتى لو كانت دموع جمعة الشوان!

 

 

المزيد على أنا زهرة:


قواعد مكياج المراهقات من كتاب بوبي براون
من المطبخ إلى البشرة
20 نصيحة في خدمة بشرتك
ليزر أم IPL ما الحل للشعر الغير مرغوب؟
خطوات لساقين ناعمتين