صوفيا المريخ فنانة شابة استطاعت أن تجد لنفسها مساحة خاصة على الساحة الفنية بعدما حقّقت نجاحاً وحضوراً في برنامج "ستار أكاديمي" بنسخته الأولى. اكتسبت حبّ الجمهور بعفويتها وبساطتها. تتميز بالذكاء والجمال. لذلك لم تتعجل في إطلاق أول ألبوماتها لأنها أرادت أن يكون "جيداً" على حد تعبيرها. ولم تتخوف من ابتعادها "المؤقت" عن الجمهور لأنّها كانت تبحث عن الكلمة المختلفة عن السائد واللحن المتميز.


بداية، لماذا أنت مختفية عن الساحة الفنية؟
لم أختفِ بل أنا موجودة. وأستمتع بنجاح أعمالي المصوّرة، لكني أنتقي إطلالاتي الفنية وأعكف على تجهيز ألبومي الجديد. وأتصوّر أنّ أي شخص يعيش تحت الأضواء يحتاج الى الابتعاد والصمت بين الحين والآخر. وعلى كل، أؤكد للجميع أنّني لم أعتزل الغناء.


ما هو جديدك الفني؟
لقد سافرت الى المغرب مؤخراً للمشاركة في مهرجان "أصوات نسائية" الذي يقام في مدينة تطوان احتفاءً بالمرأة. وقد شهد حضور عدد كبير من الفنانات من مختلف دول العالم. وكان جميلاً أنني قدمت للمرة الأولى أغنيتي الجديدة "نموت عليك".


فيديو كليب أغنية "بحب فيك" كان مختلفاً عن باقي أعمالك الغنائية المصوّرة. اعتمدت على الديكور والصورة والقليل من الإبهار بعيداً عن صورة صوفيا الفتاة الجميلة. هل كان هذا مقصوداً؟
لقد سمحت لنا أغنية "بحب فيك" بتقديم قصة لا تعتمد فقط على صورة الفتاة الجميلة المغرية السائدة في كليبات اليوم. وأردت أيضاً أن أقدّم للناس صورةً مغايرة لصوفيا المريخ التي اعتادوها. وهذا ما تحقق في كليب "بحب فيك". وفي النهاية، أنا لست طفلة ولست امرأة ناضجة. عمري اليوم 27 سنة، أي فتاة شابة مليئة بالحياة. وهذا ما أريد أن أقدمه للناس مع بعض التنويع. في فيديو كليب "كلمة حب"، ظهرت بشخصيتي الحقيقية وهي صوفيا الفتاة الناعمة والهادئة. أما في فيديو كليب "بحب فيك"، فقد أردت تقديم صوفيا المرأة القوية التي ترفض الإبتعاد عن حبيبها حتى لو كان الإنتقام هو الثمن!


لماذا تأخر ألبومك مقارنة بباقي زملائك في برنامج "ستار أكاديمي"؟
الفكرة ليست بالوقت لأنّنا نعمل من أجل تقديم مادة فنية تلقى استحساناً لدى الناس. وبالتالي، تبقى مسألة التوقيت تفصيلية. وأعتقد لو كنت تسرّعت وقدّمتُ أغنية في وقت سابق لطرح ألبومي، لما حقّقتُ النجاح الذي بلغته اليوم. وبالمناسبة، أسمع كل يوم أكثر من 50 أغنية وربما لا تعجبني أيٌّ منها، لأن الأغنية الجميلة باتت نادرة اليوم، وتحتاج إلى الكثير من الوقت لنجدها. وكما يقولون "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"!


تعرضت للإنتقاد على قاعدة أنك لا تتمتعين بموهبة تسمح لك بالغناء في مقابل جمال وافر تحظين به. كيف تردين على هذا؟
لديّ موهبة صوتية لكن بصراحة ما زالت طبقاته تحت الاختبار. وأنا آتية من مدرسة الغرب الموسيقية، مما تطلّب مني مجهوداً، إضافة إلى معرفة المقامات الشرقية. وهذا ليس بالسهل، بل يحتاج إلى بعض الوقت لأجد هويتي الموسيقية والغنائية. وعلى كل، الجمال موهبة يمنحها الخالق، وهو ضرورة لكل فنانة حتى يكون جواز مرور إلى عالم الفن. وصوتي أفضل من الكثير من الأصوات الموجودة اليوم على الساحة الفنية. وأعتز بشهادات فنانين كبار مثل راغب علامة الذي أشاد بصوتي حين شاركته الغناء ضمن فعاليات مهرجان الأردن في العام الماضي. وأعتقد أنّ هذا يكفيني. ولا أكترث بالآراء الأخرى.


هل تتدربين على "الفوكاليز"؟
بكل تأكيد لكني لا أواظب عليه بشكل مستمر بسبب ضيق الوقت. إلا أنّ أفضل مكان لتدريب صوتي هو المسرح, حيث يتعلم الفنان طريقة الأداء الحقيقية لناحية الصوت والأداء والحضور.


فى تجربتك مع إحدى شركات الاتصال الكويتية، غنّيت باللهجة الخليجية. هل يمكن أن تكرّري التجربة في ألبوماتك الغنائية؟
نعم، وكانت لديّ بالفعل أغنية خليجية في ألبومي من ألحان الأستاذ فهد الناصر وتوزيع ميشال فاضل.


تتمتعين بشخصية قوية, لكن كم أنت عنيدة؟
أنا شخصية عنيدة. وأتذكر عندما بدأت تعلّم المشي في طفولتي، كنت أحاول الزحف على الأرض لأقف وأتناول كتاباً من المكتبة. وكثيراً ما كنت أقع على الأرض أو أضرب رأسي بالحائط. إلا أنّني تعلمت بشكل لا إرادي من هذا العناد والإصرار والمثابرة للحصول على ما أريده. وهذا ما خدمني عند دخولي الفن، لأنّ الفنان هو حلم قبل أن يكون صاحب مهنة، وبالتالي عليه أن يتشبث بحلمه، ولا يستسلم بسرعة طالما يمتلك موهبة حقيقية.


في ظل "الزحمة" الموجودة اليوم على الساحة، كيف يستطيع الفنان المبتدىء أن يجد مكاناً لنفسه؟
في بداية انطلاقتي، كنت أفكر طويلاً في هذه المسألة. لكنّني وصلت إلى قناعة مفادها أنّ كل فنان يتميز بشخصيته، حتى لو تشابه مضمونه الفني مع زميل الآخر. وأعتقد أنّ لدي الكثير من الصفات التي تميّزني عن زملائي في الوسط، وقد جذبت إليّ شريحةً واسعة من الجمهور. وعلى كل، لقد أصبح المتلقي اليوم قادراً على التميز بين العمل الفني الجيد والرديء وما هو فن وما ليس فناً.


إلى أي حد أصبح الفنان اليوم "صناعة"؟
إلى حد ما. لكنّ تصنيع الفنان وليس الفن يفقده الكثير من فنية إنتاجه. وللأسف، لا تتوافر في عالمنا العربي مؤسسات تصنع "نجم" كما في هوليوود أي لدينا مواهب فنية لا تجد من يصنعها كما يجب.

 

للمزيد:
صوفيا المريخ: مزاجي يتحكّم بثيابي ولدي 60 حذاءً!

مهرجانات صيف صوفيا المريخ