ربيع هنيدي

غياهيب.. إنسانة مُرتَّبة في أفكارها.. دافئة في مشاعرها.. تلقائيّة في مواقفها.. صادقة في تعابيرها.. مُحيِّرة في حُبّها.. مختلفة في ملامحها.. شيخة في تعامُلها.. مثقّفة في نقاشها، ترفض أن تكشف كل ما في داخلها، لكي تحتفظ لنفسها، ولو بالقليل القليل من إنسانيتها. وما يشهَد على إبداعها، هو قصائدها التي تَغنَّى بها العديد من نجوم الغناء الخليجي.. فماذا تقول في أوّل ظهور إعلامي لها؟


• على الرغم من الشهرة التي حصدتِها في الآونة الأخيرة، لكننا نراك مختفية إعلامياً، حتى وأنا أجري بحثاً لجمع بعض المعلومات عنك، قبل حوارنا هذا، لم أجد ما يشفي القلب.
- نعم، أنا مبتعدة عن الإعلام، لأني أريد أن أُحدِّد قيمتي عند الناس، من خلال شعري وأعمالي، من دون أن يعرف أحد شيئاً عني. فما يهمّني هو أن يصل شعري إلى الناس، لا أن أصل إلى الناس من خلال شعري. وهذا أول لقاء صحافي لي، وسعيدة بأنه مع «زهرة الخليج» التي أعتبرها أهم مجلة أسرية خليجية وعربية. ولولا أنكم أقنعتموني بأهمية اللقاء، ولأنه يأتي متزامناً مع نهاية عام وبداية عام، أي فيه من التميُّز.. لكنت اعتذرت.


لأنه اللقاء الأول لك، لابد أن نُشبع نَهم الفضوليين في الساحة الشعرية والفنية من الذين يتساءلون: مَن هي غياهيب؟ شاعرة أم شاعر مستتر خلف ذلك الاسم؟ وهل غياهيب من عامة الناس أم فئة الـ(VIP)؟ وهل غياهيب إماراتية.. خليجية أم عربية؟
- سأجيب بصراحة، أنا شاعرة (VIP)، من عائلة كريمة في الإمارات، ومن دبي تحديداً، لكن اسمي الحقيقي يصعب أن أكشف عنه، لقناعتي بأن الإنسان عندما تكون لديه خصوصية، يستطيع أن يُعطي أكثر.. مثل الجندي المجهول.


• قد يتساءل البعض، كيف لشاعرة (VIP) مرفهة، كل ما تطلبه تجده، أن تشعر بمعاناة الناس كما في شعرك؟
- الله سبحانه وتعالى خلق الناس سواسية، والمال في الحياة ما هو سوى وسيلة لتأمين معيشة ورغد كريمين، والله عز وجل هو مَن يزرع في داخل نفوس عباده مشاعر الإحساس بالآخرين. وأتعجّب لماذا يعتقد البعض أنه إذا كان الشاعر من فئة الـ(VIP) أو الأثرياء أو رجال الأعمال، هو بذلك لا يملك مشاعر تجاه الآخرين، ويشتري القصيدة بخلاف إذا كان الشاعر من الجزيرة أو عامة الناس.. هنا يصدقه الناس. وهذه المسألة يجب توضيحها.. أنه إذا كان الإنسان متعلماً ومدركاً، وفي الوقت ذاته لديه مال أو منصب، هذا لا ينقص من شاعريته شيئاً.


• مَن الشاعر الذي تَرين أنَّ في إمكانك أن تُشكِّلي معه «دويتو» شعرياً؟
- (تبتسم وتقول): أتمنّى أن أتعامل مع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم (فزاع)، ونُقدِّم معاً «دويتو» شعرياً، فهو خطير ولا يُعلَى عليه شعرياً.


• عرفناكِ غياهيب الشاعرة الـ(VIP) من الإمارات، لكن مُؤخَّراً أطَلَّت شاعرة عُمانية، تحمل الاسم ذاته، ألم يُحدث هذا لغطاً؟
- لم يزعجني الأمر، وللأمَانَة هي سبقتني إلى الاسم، لكني لم أكن أدري بها عندما اخترت الاسم ذاته لنفسي. وقد يكون الأمر أحدَث لغطاً عند الجمهور في البداية. لكن بعد ذلك اتضحت الأمور، ومن خلال «زهرة الخليج» ستتضح أكثر.. فهي غياهيب العُمَانية، وأنا غياهيب الإماراتيّة، ومعظم المطربين يعرفونني، أمثال ميحد حمد وحسين الجسمي وعيضة المنهالي، وآخـرين. كذلك، سأفتتح قريباً موقعي الرسمي على الإنترنت، وهذا سيُعزز من تَواصُلي مع الجمهور أكثر.


• هل تذكرين حكاية أول قصيدة دوّنتها، كيف جاءت فكرة غنائها؟
- سبحان الله، كان مكتوباً أن يبدأ المطربون الغناء من أشعاري في ذلك التوقيت، بعد أن وجدت لنفسي مَخرَجَاً من المشاغل والمسؤوليات التي تحيط بي، فأعطيت قصيدة «لحن الهوى» إلى المطرب ميحد حمد، بعد أن لحّنها فايز السَّعيد، وما إن بثّتها الإذاعات وتلقّاها الجمهور، حتى حصدت النجاح وأحبها الجميع، وكانت ردود الأفعال بحقها طيبة. ولقد اخترت ميحد حمد حينها، لأن شكل القصيدة ذكّرني بعراقة صوته، ثم بعد ذلك كتبت أغنية «لبيّه»، وشعرت بأنها تناسب حسين الجسمي، الذي غنّاها ونجحت أيضاً، ويردِّدها الناس للآن.


• البعض يرى من خلال تعاملك مع الأصوات التي قدّمت العديد من قصائدك، أن تركيزك وولاءك هما أولاً للمطربين في الإمارات، هل هذا صحيح؟
- لا أنكر أن أولاد بلدي هم الأحَــقّ بشعري، لكن أيضاً ردود الأفعال الإيجابية التي جاءتني من كل البلاد العربية، مفادها أنهم أحَبُّوا الشِّعر الذي غنّاه العديد من مطربي الإمارات، لكنهم يدعونني ألاّ أبخل بشعري على المطربين والمطربات الخليجيين والعرب الآخرين، وهذا ما دعاني إلى أن أعيد حساباتي، لأني فعلاً أتمنى أن أحلِّق بالأغنية الإماراتية عربياً وعالمياً، وطبعاً هذا لا يكون فقط من خلال الأصوات الإماراتية، التي لم يقصّر أصحابها معي، لكن أيضاً من خلال حناجر عربية ستُقدِّم أشعاري بصوتها.. ففي القريب انتشار أكبر وتعاونات أكثر، إن شاء الله.
الكثير من الشعراء الـ(VIP) يبحثون في خياراتهم الأولى، عن الصوت الذي يُغرِّد بأشعارهم، أن يكون ذائع الصِّيت

. لذا، كان نصيب مطربين أمثال محمد عبده، راشد الماجد، حسين الجسمي، عبدالمجيد عبدالله، أصالة، أحلام وآخرين، أوفَـر في هذا المجال، هل توافقين على هذا الرأي؟
- أشعر بأن الأغنية لكي تنجح، تحتاج إلى مُثابَرة وإخلاص في العمل. وأنا صحيح شاعرة، لكن في الأغاني التي يشدو بها المطربون من أشعاري، أتَدخَّـل في كل صغيرة وكبيرة، أي في سماع اللحن والتوزيع الموسيقي، وإبداء الرأي حتى في تصوير الأغنية «فيديو كليب». لذا، تجدني كثيراً ما أتكلّم مع المطرب مباشرة، لأشرح له القصيدة، ولماذا كتبت هذا البيت الشِّعري أو ذاك فيها، لكي يغنّيها بإحساس أكبر، وأحب سماع رأيه أيضاً لكي نَخرج بنتيجة حلوة في العمل.. ومغزى كلامي، أنه حتى لو كان الصوت مشهوراً، وتم منحه القصيدة من دون أن يحدُث تواصُل بينه وبين الشاعر، هذا لا يكفي لنجاح العمل.


• تعامُلك مع المطرب حسين الجسمي له نكهة متميزة، فهذا المطرب يملك «كاريزما» وجماهيرية كبرى عند الجمهور، تجعلانه مُوصلاً جيداً لأفكارك وأغانيك، حتى بات كثيرون يحسدون هذه الكيمياء التي بينك وبينه، والتي تَظهر في معظم الوقت بأشكال وألوان جديدة من التعاون..
- هذا صحيح، فكل أغنية أراها تختلف عن الأخرى عندما يشدو بها حسين الجسمي، لدرجة يتجدد فيها أيضاً. والجميل في الجسمي أنه لا يُجامل، وهذا يخدم أكثر تعاوننا ويجعله يصل إلى الجمهور بصدق وإحساس أكبر. ولديّ عدا عن كل ما سبق وقدمته أنا والجسمي، مشروعان، سيكونان مفاجأتين سأبوح بهما من خلال «زهرة الخليج» للمرة الأولى.
المفاجأة الأولى، أغنية تتحدث عن الاغتصاب، والمفاجأة الثانية بطلتها مطربة عربية كبيرة وقديرة، ستُقدّم مع الجسمي أغنية من أشعاري.


• بالنسبة إلى المفاجأة الأولى، نراها جرأة أن يشدو مطرب عربي عن الاغتصاب..

- نعم، وهذا ما يُميِّز الجسمي أنه مطرب صاحب مواقف، الغناء عنده كالشِّعر لديَّ.. هو موقف ورسالة قبل أن يكون ترفيهاً، وصديقاتي قلن لي عندما استمعن لقصيدة «جزامني» أنها فكرة جريئة (هنا تُسمعنا الأغنية بصوت الجسمي وهو يدندن بها على العود، لتقول): فعلاً تقطّع قلبي وأنا أقرأ موضوعاً عن اغتصاب مجموعة لطفلة. لذا، قررت أن أحوّل الحادثة إلى أغنية تكون بمثابة صرخة طفلة، تتكلم من ألمها، واخترت أن تأتي المفردات في الأغنية بسيطة، لتُقنع المستمع بملاءمتها عقلية الطفلة. ووضعت في القصيدة مفردة «زنجبارية» سَمَّيت القصيدة بها، هي «جزامني».. أي انٌظُر إلى حالي، تقول كلماتها: «جزامني.. جزامني، ألمي تجاوز صرختي، هُم حطّموا أزهاري، في روضتي وجنّتي، تَحَايلوا وسلبوني أحلامي وفرحتي، يا مُعتدي استعطفك، مزّقت لي طفولتي، يا مُجرمٍ ماذا فعلت؟ حتى تُعتم دنيتي، ربي إلهي أسألك، جزامني لحالتي...».


• في المفاجأة الثانية، مَن هي المطربة التي ستُقدّم الـ«دويتو» مع الجسمي؟
- المطربة الكبيرة وردة، التي تحظَى بمحبَّة وتقدير الجميع، وكنت قد تركت قرار الاختيار للمطرب حسين الجسمي، هذا لكوني أملك الثقة باختياراته، وسيتم تسجيل الـ«دويتو» الذي يجمع وردة والجسمي قريباً، وأخصُّ قرَّاء «زهرة الخليج» بمطلعه الذي يقول: «ناديتني يا غرامي.. باحساس ما شي مثيله، انت مناي وهيامي.. واحلام عمري الجميلة».

 

للمزيد:
"أهل المعزة" تجمع الشاعرة غياهيب وعيضة المنهالي

الجسمي وأروى وخالد.. في حفلة واحدة