حالما حصلت نادية الجندي على جائزة أفضل ممثلة "تاريخية" من "مهرجان القاهرة للإعلام العربي"، اعتبرتها طوق النجاة وليست مجرد درع واق. لكنها في الوقت نفسه صارت هراوة تنهال بها على الجميع. ولهذا، أهدتها على الفور إلى حزب أعداء النجاح، وقصدت الذين انتقدوا أداءها بدور "الملكة نازلي" في مسلسلها الرمضاني "ملكة في المنفى". تعتبر نادية أن كل مَن كتب رأياً سلبياً في طريقة تقمصها للدور، ينتمي إلى هذا الحزب الذي لا يمارس أي شيء في الدنيا سوى محاولة التقليل من نجاحها طوال شهر رمضان، وقبل بزوغ شهر رمضان، مروراً بشوال وذي الحجة وحتى رمضان القادم!


نادية لا توقف البحث عن جائزة تمنحها مشروعية كي تحمل لقب "نجمة الجماهير" الذي ظل لصيقاً بها في السينما على مدى 25 عاماً. وعندما انتقلت إلى التلفزيون قبل 8 سنوات مع الطيور المهاجرة من النجوم والنجمات، بعدما أدارت السينما ظهرها لأغلب نجمات الجيل، ظلت "نادية" حريصة على كتابة اسمها مصحوباً بلقب "نجمة الجماهير". إلا أنّ القضية أنّ "نادية" لا تتقاضى الأجر الأكبر بين نجمات الشاشة الصغيرة، فقد سبقتها يسرا، وليلى، وإلهام بينما غادة عبد الرازق سبقت الجميع. ارتفع أجر غادة إلى 2 مليون دولار، فكيف تصبح نادية هي نجمة الجماهير؟ قال منتج المسلسل إنّ أجر نادية لم يتجاوز نصف مليون دولار. كما لم تحظ نادية بأي دقائق إعلانية تسبق مواعيد عرض مسلسلها لأنّ وكالات الإعلان تحرص على تقديم إعلانات قبل المسلسل الأكثر كثافة في معدلات المشاهدة، ومسلسل نادية لم يسجل أي درجات في المشاهدة. فكيف يستقيم هذا مع احتفاظها بهذا اللقب ولم تجد نادية أمامها سوى السعي للاستحواذ على جائزة تعلن أنها الأولى، وتستحق في هذه الحالة أن تحتفظ بلقب "نجمة الجماهير". حاولت أن تنتزع الجائزة في الأردن في مسابقة كانت الأولى من نوعها التي أقيمت بالقرب من البحر الميت قبل شهرين، فكان أقصى ما حصلت عليه جائزة عن مجمل أعمالها. ولم ترضي هذه الجائزة طموحها، ووضعت أمامها هدفاً واحداً، أن تقتنص جائزة "مهرجان القاهرة للإعلام" للملكة نازلي. وكانت بالفعل جائزة مثار الأقاويل لأن مجرد اختيار نادية الجندي لأدائها الدور، يؤكد أن المخرج السوري محمد زهير رجب قد راهن على الجواد الخاسر لأن نادية هي فنانة النمط الفني الواحد. نادية لا تقدم إلا شخصية واحدة في كل أفلامها. تكرّر مفردات الأداء نفسها ولا نرى سوى تنويعات على التيمة نفسها. والمفروض أنّ الشخصية الدرامية تسبق الشخصية النمطية التي رسخها الممثل. إلا أننا كنّا لا نشاهد سوى نادية الجندي وتوارت تماماً الملكة نازلي.


نجحت خطة نادية في اقتناص الجائزة غير الجائزة، ودائماً في مهرجانات عربية خاصة قد تمارس ضغوطاً ما حتى ولو كانت ضغوطاً أدبية لتغيير دفة الجائزة لتصل إلى فنان كان ينبغي أن تتجنبه الجوائز!


ويبقى السؤال: هل يصدق الناس الجوائز؟! الحقيقة أنّ الفنان فقط هو الذي يصدق، بينما الناس عندما يتذكرون أداء نادية، سيتساءلون: هل هم حقاً كانوا يشاهدون "الملكة نازلي" أم أن التي كانت أمامهم على الشاشة الصغيرة طوال 30 حلقة في شهر رمضان الماضي هي نادية الجندي بشحمها ولحمها؟ نادية التي شاهدوا أفلامها على مدى نصف قرن من الزمن، ولم تغيّر أبداً طوال تلك السنوات من شخصية نادية الجندي. نعم، كادت نادية أن تخرج لسانها للنقاد، مؤكدة لهم أنّها بهذه الجائزة كانت على حق وهم على باطل. لكن من قال إنّ النقاد فقط هم الذين انتقدوا طريقة نادية الجندي في التعامل مع "نازلي"؟ الجمهور أيضاً لم يقتنع، خاصة أنّه لم ينس أنّه شاهد قبل ثلاث سنوات وفاء عامر وهي تتقمص في مسلسل "الملك فاروق" دور نازلي بإبداع وألق. بينما نادية الجندي كانت تشعرني في كل حلقة تلفزيونية تظهر فيها بأنها تريد أن تقول بصوت عال وهي في زي الملكة "نازلي" لازمتها المشهورة في فيلم "الباطنية": "سلم لي ع البتنجان"!!

 

المزيد على أنا زهرة:

هل تختارين مكياجك المناسب؟
مهام منزلية لشعرك في الشتاء
كيف أصبحت كيلي أوزبون نحيلة؟
استفتاء: أروى أجمل فنانة خليجية
أطعمة تمنع الشعور بالجوع