عشرة في المئة فقط من الأطفال دون الخامسة، يعانون من هذا العارض، بحسب موقع "دوكتيسيمو" الطبي. لذا فهو غير شائع جداً، كما قد يعتقد بعضنا. المشكلة أنّ كثيرين ما زالوا يخشون الحديث في مسألة التبوّل الليلي، ما يضع الأمهات في حيرة من أمرهنّ. "ماذا أفعل إن كان طفلي ما زال يبوّل في السرير؟"، تسأل كثيرات.


في البداية، عليك أن تعرفي أنّ التبوّل الليلي المرضي، يشمل بشكل خاص الأطفال ما فوق سنّ الخامسة. قبل هذه السنّ، تكون عمليّة إغلاق المبولة صعبة على بعض الأطفال، لذا يمكن ألا يكون للأمر أي علاقة بسبب بيولوجي مرضي، بل يحتاج القليل من الوقت لا أكثر.


يمكن للتبوّل الليلي أن يكون ناتجاً أيضاً عن أسباب وراثيّة في العديد من الحالات. وفي غالب الأحيان، يكون ناتجاً عن سبب فيزيولوجي بحت. لكن إن كان طفل قد أمضى فترة ستة أشهر أو عاماً كاملاً من دون التبوّل في السرير، ثمّ عاد ليبوّل ليلاً، فهذا مؤشر على أنّ خلف هذا العارض سبباً نفسياً. وهناك العديد من العوامل الخارجيّة التي قد تجعل الطفل يتوتّر: مولود جديد مثلاً وعدم تقبّله لفكرة الأخوّة، انتقال من بيت إلى آخر، طلاق أو مشاكل عائليّة، تعب في المدرسة...
إن استمرّت حالة التبول الليلي لفترة قصيرة، ليس هناك من داعٍ لإستشارة الطبيب. يمكنك أن تداوي طفلك من خلال تشجيعه. لكن ان استمر الأمر لفترة طويلة نسبياً، عليك ألا تتأخري عن استشارة طبيب أطفال.


لا تعتقدي أنّ هذه المشكلة بسيطة ويمكن أن تزول من تلقاء نفسها. أسباب التبوّل الليلي تختلف من طفل إلى آخر، لهذا من الضروي تشخيص الحالة لمعرفة ما إذا كان هناك خلل عضوي يجب معالجته بسرعة، فقد تكون هناك مشكلة كلويّة، أو ربما التهابات، أو حتّى... السكري. في هذه الحالة، محاولة معالجة الأمر من خلال إيقاظه ليلاً لدخول الحمام مثلاً، قد لا تسبب لك وله إلا تعباً إضافياً.


ولا تعتقدي أنّ ليس للتبوّل الليلي علاقة بالنوم العميق. فالأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، ينامون كغيرهم، لكن المشكلة أنّهم يعانون صعوبة معيّنة في الإستيقاظ...
بعض الحلول اليوميّة البسيطة قد تساعدك، لكنها لا يجب أن تغنيك عن زيارة الطبيب، وأكثرها بديهية أن لا يشرب طفلك قبل النوم مباشرةً، وأن تحثيه على الدخول إلى الحمام قبل النوم. اجعلي الطريق إلى الحمام سالكة أمامه في الليل، كأن تتركي ضوء الحمام مضاءً كي لا يشعر بالخوف. اتركي إلى جانبه بيجاما وسروالاً داخلياً نظيفين، لكي يتعوّد أن يغيّر ملابسه بنفسه إن لم يستطع الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.


الأهم أن تبقي معنويات طفلك مرتفعة، ولا تسمحي لإخوته وأصدقائه مثلاً بتعييره. شجّعيه كي يحاول التخلّص من هذه المشكلة، ولا تجعليه يشعر بالخجل. لكن لا تنسي أنّ الأمر قد يكون خارجاً عن إرادته، لهذا سارعي لإستشارة الطبيب.

 

المزيد على أنا زهرة

زواجكِ: راجعي مدة الصلاحية
أحبِّي نفسك كما أنتِ
الصداع... جسدك يدقّ جرس الإنذار
مرضى الفصام ضحيّة الخرافات الشعبيّة
أمهات بعد الثلاثين