ما الذي فعله "سبارتاكوس"؟ لقد قرر تحرير العبيد في روما القديمة. قاد هذه الثورة مطالباً بالمساواة ليصبح الجميع أسياداً. البداية تنطلق دوماً كالشرارة من إنسان يتمتع بمواصفات الزعامة يصدّقه الناس ويتحلّقون حوله، فيصبح قائداً ومُلهماً لهم ويبدأون بعده طريق الحرية!!


السينما المصرية تعامل النجوم "السوبر" باعتبارهم أسياداً ينبغي للنجمات اللواتي لا يحقّق رصيداً في شباك تذاكر أن يتقهقرن إلى الصفوف الخلفية في انتظار موافقة النجوم على ترشيحهن للأدوار التالية في الأهمية الدرامية والمساحة الزمنية!


النجمات في السينما هنّ دوماً الطبق الفاتح للشهية الذي يمكن أن نبدأ به الطعام، وقد ننحّيه جانباً ونستغني عنه، مكتفين بالطبق الرئيسي. حتى أنهن أصبحن كوردة في عروة جاكيتة النجم. تستطيع ألا تضع الوردة، لكنك لا تستغني أبداً عن الجاكيت. ارتضت النجمات بهذه المكانة التي انعكست بدورها على التفاوت الرهيب في الأجور التي يحصل عليها نجوم الشباك مقارنة بالنجمات اللواتي لا يتجاوز أجورهن عادة نسبة 10% مقارنة بالنجوم. مع ذلك، كانت هناك أكثر من محاولة لتحطيم هذا القيد. لكن بين كل النجمات، أرى أنّ منى زكي أكثر نجمة خاضت محاولات في الكفاح. بعدها، تأتي مي عز الدين التي خاضت أكثر من معركة سينمائية في هذا المجال. ويعرض قريباً لمنى فيلمها "أسوار القمر" حيث تؤدي دور البطلة الكفيفة. وأيضاً، يُعرض حالياً لغادة عبد الرازق فيلمها "بون سواريه". مع ذلك، فإنّ أقرب نجمة ـ من وجهة نظري ـ قادرة على قيادة هذه الثورة هي ياسمين عبد العزيز التي صارت تستحق لقب الزعيمة لأنّه في كل عام، تحرص الشركات السينمائية على أن تصنع لها مشروعاً. لم تكن ياسمين عبد العزيز في فيلمي "الدادة دودي" (2009)، و"الثلاثة يشتغلونها" (2010) أول نجمة حاولت التمرد على الوضع القائم بين نجمات هذا الجيل. لقد سبقتها منى زكي، وحنان ترك، وهند صبري، ومي عز الدين، وغادة عادل وغيرهن. وكل منهن خاضت أكثر من تجربة في البطولة، إلا أن شروط نجاح الثورة لا تكفيها فقط إشادة النقاد ولا جوائز المهرجانات. الأهم أن يقول شباك التذاكر كلمته وبصوت عال واضح النبرات تسمع بين جنباته صهيل الملايين. وهذا ما حدث مع ياسمين. صار اسمها يشكّل عامل جذب على الأفيش الذي يعني أنّها النجمة التي جاء إليها الجمهور. وعندما رأى اسمها على أفيش الفيلم، لم يضن عليها بثمن التذكرة بل دفعها عن طيب خاطر. نعم، تستطيع ياسمين ـ بعدما أصبحت نجمة لها رقم ـ أن تضع عينها في عين حلمي، والسقا، وكريم، وسعد، وهنيدي. ورغم أنها لم تصل إلى الأرقام التي حققها هؤلاء، إلا أنها على الأقل لا تزال تشكل رقماً في الساحة بعدما أصبحت فنانة تتمتع بمظلة جماهيرية ينضوي تحتها بعض النجوم الجدد!

 


عانت ياسمين كثيراً حتى حصلت على موافقة نجوم يشاركونها البطولة في "الدادة دودي". كان هناك أكثر من نجم من جيلها قرأ السيناريو ثم انسحب لأن مساحة الدور لم تناسبه. وأخيراً استقر الدور على الفنان محمد شرف. وفي الثلاثة "يشتغلونها"، شاركت عدداً من الوجوه الجديدة بعدما واجهت رفض النجوم. وكان الوحيد الذي وافق على مشاركتها مشهداً واحداً كضيف شرف هو أحمد عز. وهو ما عانته أيضاً غادة عادل في فيلم "في شقة مصر الجديدة". إذ اعتذر كل من أحمد عز، وكريم عبد العزيز وشريف منير. ولهذا استقر الرأي على خالد أبو النجا. وهو ما تكرر أيضاً بعدها في فيلم "الوتر" الذي لعبت بطولته غادة عادل، حتى استقر الأمر على مصطفى شعبان. أيضاً، واجهت منى زكي اعتذار أكثر من نجم شباك في فيلمها "أسوار القمر" حتى وافق عمرو سعد وآسر ياسين. ومع ذلك، فأنا أعتبر أن قائدة التمرد هي ياسمين لأنها حققت إيرادات. نعم قادت ياسمين ثورة النجمات على الشاشة. إنها "سبارتاكوسة" محررة العبيد، وتبعتها الآن أكثر من "سبارتاكوسة" أخرى. وهكذا الأيام "دول" بين النجوم والنجمات!!

المزيد على أنا زهرة: