بعكس الأمراض الأخرى، كالإنفلونزا، أو السكري، أو الربو، يعتبر ارتفاع ضغط الدم قاتلاً صامتاً. هذا الخلل المؤذي لوظائف القلب والشرايين، لا يعطي مؤشرات واضحة، ولا ينذر بالخطر من خلال أعراض واضحة. الحلّ الوحيد لمعرفة ما إذا كنا مصابين أم لا، هو قياسه بشكل دوري.
لكن ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
نعرف جميعنا أنّ القلب، والشرايين، تشكل نظاماً مترابطاً ومتكاملاً. وتعرفين بالطبع، أنّ القلب أشبه بمضخّة تضخّ الدم في الشرايين. هذه الأخيرة تقوم بتوزيع الدم على الأعضاء والأطراف، لتغذيها بالأوكسيجين. حين يصبح ضغط المضخّة مرتفعاً جداً، لسبب أو لآخر، فإنّ الدم سيضرب الشرايين بشكل عنيف وقوي. هذا الضرب المتكرر يتعب الشرايين، ويجعلها ضعيفة. وبالتالي، يصير القلب مجبراً على بذل مجهود إضافي، ما يضعه في خطر وينهكه. هكذا، يكون للضغط المرتفع نتائج مؤذية، أكثرها شيوعاً الجلطات القلبيّة، أو الدماغيّة، إضافةً إلى فشل الكلى.
هل تعلمين أنّ نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم في العالم العربي تصل إلى 30 في المئة؟ وهذه النسبة قليلة مقارنةّ ببعض الدول الأوروبيّة مثلاً، حيث تصل النسب إلى 45 في المئة من إجمالي السكان. لذا فهي مشكلة شائعة، ونسمع عنها كلّ يوم. فكيف نتعايش معها؟
في معركتك مع ارتفاع ضغط الدم، ستكسبين الكثير من الأعداء، وبعض الأصدقاء.
1 ــ الوزن الزائد هو العدو الأول لقلبك وشرايينك.
كلما زاد وزنك، كلما كنت عرضةً لإرتفاع ضغط الدم.
زبيدة (50 عاماً) مصابة بالضغط. "اتبعت حمية، لأنقص 15 كيلوغراماً من وزني، بحسب توجيهات الطبيب، إضافةً إلى تناول الدواء بانتظام" تخبرنا.
2 ــ الملح هو عدوّك الثاني.
إضافةً إلى جميع الأطعمة التي قد تحوي ملحاً، كالأجبان الملحة، والأطباق الجاهزة، وبعض أنواع الكورنفليكس. خففي أيضاً من الأطعمة التي تحوي الكثير من الصوديوم مثل البيض، والسمك، وثمار البحر.
نجاح مثلاً، أم لثلاثة أولاد. "بعدما أصيب زوجي بارتفاع ضغط الدم، فرضت نظاماً غذائياً جديداً في المنزل. لم أعد أستعمل الملح في الطعام. الأولاد كانوا يتأففون في البداية، ثمّ اعتادوا الأمر"، تخبرنا.
3 ــ الزبدة الكاملة الدسم عدوتك أيضاً. ابتعدي قدر المستطاع عنها، واستبدليها بالزبدة النباتيّة، والزيت النباتي. تفادي الدهون الموجودة في اللحوم، واشتري اللحمة الخالية من الدهن الحيواني. هذا مفيد على أكثر من صعيد، سواءً أكنت مصابة بارتفاع ضغط الدم، أم لا.
4 ــ في معركة ارتفاع ضغط الدم، حاولي أن تكسبي بعض الأصدقاء للتخفيف عنك. الصديقة الأولى هي الرياضة. مارسيها بكثرة. سباحة، عدو، أو حتّى مشي فقط... أي نشاط فيزيائي يساعدك.
أمّا صديقتك الثانية فهي حتماً الخضار والفاكهة، وخصوصاً تلك الغنيّة بالبوتاسيوم مثل البازيلاء، والعدس، والموز، والجزر، والبلح.