حين تصاب نادين بنوبة الشقيقة، تلازم فراشها لأيام. بعدما فشلت العقاقير في مساعدتها، صارت تلجأ للعلاج بالإبر. "عليّ أن ألزم فراشي، وأبتعد عن الضجيج والضوضاء"، تخبرنا الشابة العشرينية.


حالة نادين ليست فريدة. نوبات الصداع النصفي، أو الشقيقة، تطال ثلاث نساء، مقابل رجل واحد، بحسب دراسة أميركيّة حديثة. الدراسة أجرتها "عيادة مايو"، وهي إحدى العيادات المرموقة في الولايات المتحدة. وهدفت هذه الدراسة إلى الربط بين مراحل تطوّر جسد المرأة، واحتمالات إصابتها بالشقيقة. ولاحظ الباحثون أنّ مسببات الصداع النصفي تختلف منذ البلوغ، وصولاً إلى سن اليأس. كما لاحظوا أنّ التغيرات الهورمونية تلعب دوراً رئيسياً في تطور المرض، لهذا فإنّ حدّة الآلام تتضاعف بعد البلوغ، وتزيد في سنّ الإنجاب.


ريما مثلاً، ابنة الـ 14، لم تكن تشعر بأي عوارض ألم في رأسها قبل أن تبلغ. "استيقظت صباح أحد الأيام، لأجد نفسي غير قادرة على تحريك رأسي"، تخبرنا المراهقة. وبالفعل، تلفت الدراسة إلى أنّ حالة ريما، تشبه حالة الكثير من بنات جيلها. التغيرات الجسدية، إضافةً إلى الضغوط الإجتماعية التي تعيشها المراهقة خلال هذه المرحلة من عمرها، كلّها عوامل تؤثّر على زيادة احتمال إصابتها بنوبات الشقيقة. لهذا، تنصح الدراسة بتدريب الفتيات اليافعات على التحكم بغضبهن، كوقاية أوليّة من الصداع المزمن.


بالنسبة إلى خالدة، فإنّ فترة الحيض تكون الأقسى عليها. الشابة العشرينية المصابة بالشقيقة منذ بلوغها، تشتدّ أوجاع رأسها أثناء الطمث. "يعود السبب في ذلك إلى هبوط نسبة الأستروجين في الدم، خلال الفترة السابقة للحيض. ويمكن تفادي هذا النوع من الصداع النصفي بواسطة أدوية تعطى قبل الحيض"، تخبرنا الدراسة الأميركيّة.


الغريب أنّ بعض النساء يصبن بالشقيقة إثر الحمل، لكنّ عوارضها لا تلبث أن تزول بعد الشهر الثالث. وتبلغ نسبة الحوامل اللواتي يشفين حوالي ثمانين في المئة. أما من تلازمهنّ النوبات فيخضعن لمراقبة الطبيب، لمعرفة الأدوية التي يسمح لهنّ بتناولها، حفاظاً على سلامتهن ّوسلامة الجنين. وفي حين ينعدم احتمال اصابة النساء بالشقيقة بعد الخامسة والستين، لاحظت الدراسة نفسها أنّ نوبات الصداع تشتدّ عندما تصل مريضة الشقيقة إلى سنّ اليأس.
صحيح أنّ التغيرات الهورمونيّة لها دور أساسي في تحديد احتمال إصابتنا بالشقيقة، إلا أنّ درهم وقاية خير من قنطار علاج. نصائح "أنا زهرة" إليك ثلاث:


- مارسي الرياضة بانتظام
- نامي جيداً، وبكشل كافٍ، وابتعدي عن السهر لساعات طويلة
- اتبعي بعض تقنيات الإسترخاء، مثل الحمامات الساخنة، واليوغا مثلاً.