"أنام وأنا تعبة، وحين أستيقظ تبقى حالة التعب قائمة، رغم أنني أنام أكثر من 8 ساعات في اليوم"، تقول ميسون. رغم التزامها بمواعيد نوم طبيعيّة، تبقى الشابة العشرينيّة متعبة طيلة الوقت. طريقة نومنا، قد تكون مؤشراً إلى سبب التعب الدائم.


قد يكون التعب المتواصل نتيجة مرض عضوي، مثل الضغط، أو فقر الدم، أو التأثّر بنوع معين من الأدوية التي تحوي الكورتيزون... وقد يكون أيضاً ناتجاً عن ضغط نفسي، أو ظروف عمل ضاغطة، أو مؤشراً لبداية حالة اكتئاب مرضيّة.
يقسّم الأطباء التعب إلى نوعين.


النوع الأول أو التعب الإيجابي، يأتي بعد نشاط مجهد، لكن مفيد. بعد نهار طويل من التنظيفات المنزليّة مثلاً، يشعر جسمنا بالتعب، بسبب الجهد الزائد الذي أحست به خلايا عضلاتنا. يعتقد الأطباء أنّ هذا النوع من التعب، يحفز الجسد وينشّطه. بعد هذا النهار الطويل، يكون النوم وسيلة لإستعادة جسمنا لطاقته، وإراحة العضلات. النوم بعد ساعات من الغسيل، والمسح، والتنظيف، والجلي، أو الرياضة يساعد جسمنا في إفراز هرمونات النمو، وتجديد خلايانا.


النوع الثاني، وهو الإرهاق الناتج عن ضغوطات سلبيّة. إن كنت قد عشت ضغطاً كبيراً في العمل مثلاً، وإن كان طفلك يوقظك مراراً في الليل، قد تحتاجين إلى يوم عطلة، لتستعيدي نشاطك وتنامي بشكلٍ كافٍ. لكنّ كلّ هذه الراحة قد لا تكون مفيدة في حالة التعب الناتج عن أسباب عصبيّة أو نفسيّة.


كيف نميّز هذا النوع من التعب؟ إن كنت تشعرين أن طاقتك بلغت الحد الأدنى، وأنك فقدت قدرتك على التركيز، وأنّك أصبحت بطيئة جداً في إتمام مهماتك اليوميّة، وأنّ مزاجك يتعكّر بسهولة، يجب أن تنتبهي من احتمال اصابتك بالإكتئاب. وفي هذا السياق، يلفت الطبيب ريان بارولا، إلى أنّ العلاقة بين التعب عند الإستيقاظ، والأسباب النفسيّة، أمر بالغ الأهميّة.


لاحظي الفرق: عندما تسهرين لساعات طويلة وأنت تنجزين عملاً تحبينه، تنامين مرتاحة رغم كل شيء. لكن عندما تتعبين نفسك بشيء تقومين به مكرهةً، ستشعرين بتعب أكبر، ويصير معدل نومك متقلباً.


نوع التعب الناتج عن أسباب نفسيّة، قد يدخلنا في مشكلة أرق، ما يضاعف آثاره السلبيّة. فعندما نقضي يوماً مليئاً بالمشاكل والمتاعب، نحفز خلايانا العصبيّة بشكل زائد، لكي نتمكّن من الصمود حتى نهاية اليوم. وعندما يحين موعد النوم، نجد صعوبة في الإسترخاء، لأنّ الجسد كان متحفزاً لساعات طويلة. هكذا، قد نصاب بالأرق، ونمضي ليلتنا من دون الحصول على ساعات النوم الضروريّة لراحتنا، ويزيد تعبنا. وفي اليوم التالي، نحفز جسدنا بشكل إضافي، بسبب التعب المتراكم من اليوم السابق. فتتكرر مأساة الليلة السابقة، وندخل في حلقة مفرغة...
راقبي نفسك، واعرفي ما الذي يتعبك، وحاولي أن تسترخي.