تكره نادين (20 عاماً) النظر إلى نفسها في المرآة. في بعض الأيام، تتعقّد مشكلتها مع حب الشباب كثيراً، فتتغيّب عن صفوفها في الجامعة. "ترافقني هذه المشكلة منذ سنوات، ولم أجد لها حلاً بعد. أحاول أن أتفادى العلاج بالعقاقير، لأنّ والدي (وهو طبيب) يحذرني دوماً من آثار بعض العقاقير السلبيّة"، تقول الشابة بنبرة يائسة. آمال (19 عاماً) من جهتها، عالجت نفسها بأدوية حب الشباب المتداولة، "لكنّني تضايقت كثيراً من الشعور الدائم بالجفاف في كامل جسدي"، تخبرنا.


المشترك بين الشابتين، إحساس دائم بالقلق، وبقلّة الثقة بالنفس. وهذه حالة شائعة بين جميع المصابين بمشكلة حبّ الشباب. فقد أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة، ارتباط مشكلة حب الشباب، بالاكتئاب، وتحديداً في سن المراهقة... وفي وقت عزت بعض الدراسات السبب إلى بعض الأدوية المعالجة للمرض الجلدي، أشارت دراسات أخرى، صدرت قبل أيام، إلى أنّ حب الشباب، في حد ذاته، يزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب وحتى في ظهور الميول الانتحارية، وذلك بسبب الارتباط الوثيق بين المظهر الخارجي، ومفهوم الثقة بالذات، في عصر أصبحت معايير الجمال لا تقبل بما هو أقلّ من مستوى الكمال الذي نراه على أغلفة المجلات!


وكان موقع "سي أن أن" قد نقل عن المعالج النفساني بوبي ماكدونالد، وهو أحد المشرفين على الدراسة الأميركيّة، أنّ "الثقة بالنفس قد تهتز مع سخرية الآخرين من الذين يعانون من حب الشباب، ويدفعهم الهلع بشأن نظرة الآخرين إليهم للإصابة بالاكتئاب". فالمراهقون بشكل خاص، يعتمدون على نظرة الآخرين لتقييم أنفسهم سلباً أو إيجاباً. وللأسف، فإنّ درجة حدّة تأثر المراهق بهذه النظرة، قد يؤدي في حالة حب الشباب، إلى ظهور ميول انتحاريّة عند بعضهم، بغض النظر عن نوعيّة الأدوية التي يتناولونها.


"قد تفترض الفتاة المراهقة أنّ مشاكلها الإجتماعيّة، وعدم قدرتها على التفاعل مع الأصدقاء، ناتجة عن امتلاء وجهها بحب الشباب، ما يؤدي بها إلى اليأس"، تلفت المعالجة النفسيّة والطبيبة سهى علي. "في المقابل، يزيد حب الشباب حين يعاني الإنسان من التوتر، أو القلق، أو الضغط النفسي. لهذا، يدور المصاب بحب الشباب في حلقة مفرغة، الحبول تسبب له الإكتئاب، وهذا المزاج السيء يزيد من حدّة انتشار الحبوب".
لمعرفة المزيد عن علاج حب الشباب، سيكون لنا عودة عبر "أنا زهرة" إلى أنجح الوسائل المستخدمة. انتظرونا.