بالصدفة، تحوّلت الموظفة الإدارية الى مذيعة تتوجّه إلى ذوي الإحتياجات الخاصة في قناة "الإنسانية". اليوم، تطمح لتكون المذيعة الأشهر في عالم يناديها بـ "ماما نورا".


حدّدي لنا هدف قناة "الإنسانية" من خلال برنامجك؟
لا شك في أنّها القناة الأولى المعنية بذوي الإحتياجات الخاصة على مستوى العالم. في برنامجي "من هنا وهناك"، حرصنا على استضافة شخصيات عادية منتجة في المجتمع لمناقشة مواضيع تهم الشعب على المستوى العام وشخصيات أخرى من ذوي الإحتياجات الخاصة. من خلال هذا البرنامج الذي يحمل توقيع الزميل ماجد بمشاركتي إعداداً وأحمد شحاتة إخراجاً, استطعنا بلوغ شريحة مميزة من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة التي قدمت للمجتمع تجربتها بكل إخلاص. أذكر هنا السيدة مها الوكيد الشاعرة السعودية المعروفة التي تأقلمت مع إعاقتها وحولّتها إلى مصدر وحي وإنتاجية، كما استضفنا ضابطاً بحرياً صار لاحقاً رجل أعمال ناجح بعد إصابته في حادث سيارة سبّب له شللاً رباعياً. واستضفنا أيضاً نموذجاً آخر هو عليان الذي أدّت عملية جراحية أجراها في منطقة الحنجرة إلى إصابته بشلل رباعي، ويبدو عليان من النماذج اليائسة في الحياة.


ماذا ينفع في تقديم نموذج يائس للمجتمع كعليان؟
حين عرفت ما يدور في خلده وأنّه مل الحياة بعد إصابته, قررت استضافته لأناقشه وأسأله لماذا لا يواجه المجتمع؟ لماذا لا يعطي خبرته للناس؟ لماذا لم يتحرّك ضدّ الطبيب الذي سبّب له هذه الإعاقة، ويستمر اليوم في إجراء عمليات أخرى للناس، وقد يوقعهم في المشكلة ذاتها. لكنني وجدته يتسم بشخصية مسالمة أقرب الى السلبية.


من الذي تغيرت حياته بعد الإصابة؟
الضابط البحري سلمان الدعجاني. قال إنّ حياته بدأت بعد إصابته. لقد تحول الى رجل أعمال ناجح واستلم منصب وكيل وزارة الصحة في التشيك. وتأهل الى هذا المنصب بعدما ساهم في خدمة شريحة كبيرة من المصابين في المجتمع.


ما مدى صعوبة استضافة ضيوف من ذوي الإحتياجات الخاصة سواء كانوا الإيجابيين منهم أم السلبيين؟
لم نكن نجد أي صعوبة. على العكس تماماً، كنا نجد التقبل والقبول.


ألا يشوب التعامل مع هذه الفئة نوع من التعقيد، خصوصاً أنّها تحتاج ربما الى دقة في التعامل؟
إنّها فئة حساسة جداً. والمنتمي الى هذه الفئة سيحسّ تواً بشعورك تجاهه. وطبقاً لذلك، سيتجاوب معك.


ما هي الحاجات الأساسية لهذه الفئة؟
إنّهم يحتاجون الى رفع معنوياتهم وإلقاء الضوء على نشاطاتهم، أي أن نظرتهم إلى المجتمع تعدت الحاجة.


ما الذي أهلك لبرنامج انساني في قناة "الإنسانية"؟
عملت ثمانية أعوام في مركز "تقويم النطق والسمع للمعاقين". وحين كنت في السنة النهائية في كلية الإعلام في القاهرة، التحقت بدورات في التلفزيون، ثم بقناة "الإنسانية". ووجدت بأنني حالما أبدأ بتقديم برنامج يخص فئة ذوي الإحتياجات الخاصة، فإنّني لن أجد أي صعوبة نظراً إلى خبرتي الطويلة في التعامل مع الفئة.


كيف التعامل معهم؟ بالجرأة أم بالشفافية؟
التلقائية والشفافية.


لكنهم حسّاسون جداً، أليس كذلك؟
فعلاً. بعضهم يكابر, وبعضهم الآخر يظهر الخجل على ملامحه.


في حديث مع النجم عبد المحسن النمر عن فئة ذوي الإحتياجات الخاص, صرح عن رغبته في خوض هذا المجال مستقبلاً، وقال إنّ هناك قدرات تتوافر لدى هذه الفئة تفتقدها الفئات السليمة، ما رأيك؟
بكل تأكيد. الإنسان الطبيعي يعاني من أنفلونزا يرقده في البيت، بينما المعاق رغم ظروفه تجدينه يعيش بقوة وطاقة أكبر. سلمان الدعجاني مثلاً إنسان دقيق وملتزم جداً في وقته. وعليان رغم سلبياته، يحمل قوة خطيرة في التسامح قد لا تجدينها بسهولة لدى الإنسان العادي. وإذا كانت لدى النجم عبد المحسن النية في تقديم برنامج لهذه الفئة، فقناة "الإنسانية" ستكون أول بيت يحتضن كفؤاً مثله.


ماذا تعلمت من المعاق؟
الصبر, وأنّ لكل منا نقطة قوة.


أصعب ما في حياة المعاق بالنسبة إلى الآخر؟
الآخر قد لا يفهم ماذا يريد المعاق ليلبيه.


أصعب ما في حياة المعاق؟
لا يستطيع أن يُوصل ما يريد للآخر.
من خلال احتكاكك بالكثير من الحالات، هلا أخبرتنا عن نظرة المعوقين رجالاً ونساءً إلى صعوبة زواجهم وتكوين أسرة؟
لا يجد الرجل صعوبة في أمر الزواج في حين أنّ المرأة هي التي تجد صعوبة شديدة في تقبل الطرف الآخر لها.


ماذا تنتظرين من مستقبلك؟
قال لي يوماً رئيس مجلس إدارة القناة صاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ إنّه يتوقع أن يراني ذات يوم على فضائية مشهورة وسيكون سعيداً بأنني صناعة قناة "الإنسانية". لكنني أخبرته بأنني أطمح لأن تنافس "الإنسانية" الفضائيات المشهورة وأظل كبيرة فيها. كما أطمح لأن يناديني كل الأطفال المعاقين بـ "ماما نورا" مثلما كان يحدث مع مذيعة الإذاعة المصرية "ماما فضيلة".وأتمنى من كل قلبي أن أكون المذيعة الأشهر في العالم التي تعنى بتقديم كل ما يخص فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.


ما هو مشروعك الجديد في القناة؟
برنامج "حزام أمان" الذي يطرح مشاكل الأطفال داخل الأسرة. البرنامج يحمل توقيعي تقديماً وسمير إبراهيم بمشاركتي إعداداً وخالد مسلم إخراجاً.