في أول تجربة إبداعية لها، استطاعت الكاتبة آمنة المنصوري أن تجذب إليها الأنظار في الأوساط الأدبية، بما قدمته في عملها السردي الضخم "عيناك ياحمدة".


إنها كاتبة إماراتية شابة شاركت من قبل في كتابة سيناريو وحوار المسلسل الكرتوني «فريج» وحصلت على جوائز أدبية عن كتاباتها القصصية القصيرة والمسرحية خلال المرحلة الجامعية.


والمنصوري التي تدرس حالياً الماجستير في نظم المعلومات لدى إحد الجامعات البريطانية، وتعمل أيضاً عضواً في هيئة تدريس إحدى الكليات.


تتناول في روايتها موضوعاً حساساً حول تهميش الفتاة في عائلة إمارتية، ذاهبة بعيداً في اقتراح أن تقوم حبكة الرواية على كذبة. فالشخصية الأساسية "حمدة" يتم استبدال هويتها الجنسية لدى ولادتها ويكذب الأب على الناس كلهم قائلاً بأن زوجته أنجبت ولداً.


وبهذه الحيلة التي تلجأ لها المنصوري تخلق حبكة من نوع جديد، لأنها تعيد لهذه الطفلة هويتها ما أن ينجب الولد. ولكن لنكتشف أنها فقدت بالنسبة لأبيها أهمية وجودها، فتلقى منه ما تلقى كفتاة مهمشة ومزدراة.

ومن خلال هذه الرواية تضيء المنصوري الكثير على خبايا الأسرة الإماراتية التقليدية وتتناول معاناة المرأة، ثم تورط الشخصيات في قصة حب تنقذ من خلالها وجود "حمدة".


تقوم تقنية الرواية على "الفلاش باك" أي أنها تبدأ من الآخر، إذ تستفيد المنصوري من ذاكرة "حمدة" لتستدرجها لقص ذكريات حياتها.


الجميل لدى المنصوري وهي من إمارة رأس الخيمة أنها مسكونة بالمكان المحلي، تفاصيل "الفريج" وتستوحي أجواء الحكاية من «السكيك»، فتشرح تفاصيله وتستدعي قاطنيه وتصف مكوناته وتستعمل لغة أهله العامية في كثير من مواضع الرواية.


فتنتج عملاً يجمع بين العامي والفصحى. لعبة تريد منها أن تظهر هذه الروح البدوية الأصيلة كما هي متجاورة جنبا إلى جنب مع انتمائها للمكان العربي بمعناه الواسع.


وكانت المنصوري في لقاء لها مع صحيفة "الإمارات اليوم" قد قالت بأن هناك الكثير مما يعد مشتركاً بين سيرة حياتها وبين أبطال الرواية، مبينة أنها ليست حمدة ولكنها تعرف الكثير من شخصيات الرواية المحيطين بها.


وعدّت فقدان الأم في مرحلة مبكرة من العمر هو أحد أهم المحطات في حياتها وحياة الشخصية الأساسية.


كان تعلق المنصوري بالكتب والقراءة سببا رئيسياً كرّس فيها فكرة الكتابة والمعرفة واستكشاف العالم من خلال الكتابة عنه، تذكر أن كتب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي هي أول تعالق بينها وبين القراءة.


وتتذكر محاولاتها الأولى في كتابة القصة القصيرة والتي قوبلت بالترحيب ونالت عنها الجوائز.


هذه هي الطبعة الرابعة من "عيناك ياحمدة" وتستعد المنصوري الآن لدفع روايتها الجديدة إلى المطبعة، ومن المتوقع أن تحمل هذه الرواية على صوت الرجل وتدور في الصحراء.


كتبت المنصوري هذه الرواية تحت اسم مستعار "الغدير العذب" والآن تعمل على كتابة أعمال درامية بتكليف من شركة إنتاج، إلى جانب عرض قدم لترجمة الرواية للغة الانجليزية من إحدى المؤسسات الثقافية الأجنبية في الدولة.


وربما سيكون في ترجمتها صعوبة بالغة لأن نقل روح اللهجة العامية أمام الفصحى العربية لإظهار المعنى الذي ترمي إليه المنصوري لن يكون سهلاً.

المزيد على أنا زهرة: