حتى اليوم، لا تزال بيروت عاجزة عن تقديم مهرجان ينافس المهرجانات العربية في قيمتها وجودتها. إذ تغيب نقابة الفنانين ووزارة الثقافة عن رعاية تلك المهرجانات التي يُطلقها أفراد يحوّلون تلك المهرجانات إلى فوضى ومجرد خطابات مملة وطويلة، ومجاملات لأصحاب السعادة، وفرصة جيدة لسيدات المجتمع لارتداء فساتين السهرة والمجوهرات، ووقوفهن على المسرح لتقديم الجوائز للفنانين بطريقة هزيلة. وهذا ما حصل أمس في "مهرجان بيروت للتكريم". اللافت أنّ المهرجان أطلق أمس دورته الأولى، فأصر المنظمون على إعطائه صفة "دولية" رغم افتقاره لأقل مقومات المحلية، وأهمها أنّ الصحافة لم تعلم شيئاً عنه. بل وُجِّهت دعوات لعدد محدود جداً من وسائل الإعلام، عدا الفوضى في التنظيم.


المهرجان لا يختلف في مضمونه عن مهرجانات التكريم هنا وهناك. حتى أنّه لم يبقَ فنان في العالم العربي لم ينل تكريماً كما حصل منذ أشهر في "موركس دور". ويأتي هذا المهرجان كأنه في مواجهة مع الـ "موركس دور"، خصوصاً أن الراعي الرسمي له وناقله هو قناة "أو. تي في". وتم اختيار شخصيات مميزة في مجالها سواء في عالم الفن أو الصحافة. ورغم محاولة المهرجان تكريم نجوم من الصف الأول في لبنان والعالم العربي، إلا أنّه سقط في فخة الكلمات الترحيبية المملة والطويلة، خصوصاً كلمة الإفتتاح التي ألقاها القنصل أنطوان الهبر. وحالما اعتلى المنصة، لم يتوقف عن توجيه التحيات لكل الشخصيات الموجودة في القاعة. وهو الأمر الذي أثار استياء الحضور. وبعدما استفاض في تحياته، ختم قائلاً: "أكتفي بهذا القدر". لكنّه سرعان ما عاد ليعتذر بأنّه نسي ذكر بعض الأسماء التي استفاض في ذكرها تعويضاً على هذا النسيان. ولا يُعرف حتى الآن سبب إصرار منظمي كل المهرجانات على إلقاء تلك الكلمات التي لا ينصت إليها أحد، وتشعر الحضور بالملل. ولعل أبرز ما ميز المهرجان قراءة الأسماء خطأ وتصحيحها أكثر من مرة.


افتتحت المهرجان الراقصة سمارة التي أدت وصلةً أبهرت الحاضرين. وربما يحسب للمهرجان افتتاحه بتلك الوصلة التي جعلت سمارة تستعيد أمجادها السابقة، وترقص بكل حيوية وليونة، وتأسر الحاضرين. ورغم تجاوزها الخمسين، إلا أنّها أبدعت كابنة عشرين. فيما وضعت ملكة جمال لبنان رهف عبدالله نجمة المهرجان إعلاناً بانطلاقه.

 


فنانو مصر أولاً
من الفنانين المصريين الذين اختارتهم اللجنة لتكريمهم يحيى الفخراني الذي حضر بلحيته الطويلة حيث سيجسد شخصية محمد علي، وغادة عبد الرازق، والمخرج خالد يوسف. ولوحظ حضورهم باكراً، والتزامهم بموعد إنطلاق الحفل الذي تأخر بسبب تأخّر بقية الفنانين. غادة عبد الرازق وصلت برفقة خالد يوسف وبقيت معه. ولفتت الحضور بفتحة فستانها عند الصدر. أما خالد يوسف فمرّر كالعادة رسائله السياسية عند استلامه الجائزة، ووجّه تحية لفلسطين وللمقاومة في لبنان.


كارول سماحة نجمة باميتاز
المهرجان كرّم أيضاً الفنانة السورية أصالة التي حضرت برفقة زوجها طارق العريان، ومصمم الأزياء اللبناني نيكولا جبران. ومن لبنان أيضاً، تم تكريم كارول سماحة التي اعتُبرت نجمة المهرجان بلا منازع. إذ حظيت بتصفيق حار عند صعودها إلى المسرح، وقدمت أغنية "خليك بحالك" على عكس أصالة التي لم تحظَ بتصفيق وقدمت أغنية "حياتي". وغاب المذيع نيشان الذي كان مقرراً أن يسلّم الجائزة لأصالة، لكنّه انشغل بتصوير حلقة مع المغنية هيفا وهبي لبرنامج "أبشر". علماً بأنّ النجمة اللبنانية رفضت أن تُطل مباشرةً في برنامجه، مفضلة أن يتم تصوير الحلقة.
ومن المغرب، اختيرت الفنانة أسماء المنور التي أبدت سعادتها بهذا التكريم الذي يتزامن مع صدور ألبومها الجديد "روح أسماء 2010".


ملحم بركات لم يحضر
ولعلّ مفاجأة المهرجان غياب الفنان ملحم بركات وعدم حضوره لاستلام جائزته رغم تأكيد المنظمين بأنّه سيحضر، ورغم أنّه وضع اسمه الأول بين المكرمين في الكتيب الخاص بالمهرجان. ولم تذكر الأسباب التي حالت دون حضور بركات.
من المكرمين أيضاً الفنان غابريال عبد النور، وعميدة الإعلامين العرب ليلى رستم، والفنان مارسيل خليفة الذي لم يحضر لأسباب صحية، والراقصة سمارة، وكذلك نقيب الصحافين محمد بعلبكي. وحين طلب من الأخير أن يصعد لإستلام جائزته، كان غير جاهز بعد. وهو الأمر الذي أثار الاستغراب، فراح الحضور يتساءل عن معنى "النقيب لم يجهز بعد" ليعود بعد ربع ساعة ويصعد الخشبة... ملقياً "خطبة" طويلة!

موضوعات ذات صلة: