لم تكن عودة نوال الزغبي إلى "روتانا" منذ أكثر من ثلاث سنوات عاديةً، رغم أن الشركة لم تكن مرحّبةً بهذه العودة التي أُرغمت عليها بعدما توسّطت لها الأميرة ريم ابنة الوليد بن طلال. علماً بأنّها طلبتها أيضاً لتشارك في إحياء حفل زفافها في الرياض. إذا أنّ الأميرة من أشد المعجبات بنوال الزغبي. بالتالي، لم تكن عودتها إلى الشركة التي غادرتها قبلاً من نوع "عودة الابن الضال" بمقدار ما كانت نزولاً عند رغبة الأميرة التي ضغطت كثيراً لتعود نوال نجمةً "روتانية". لذلك، جاء احتفاء "روتانا" بالنجمة الذهبية احتفاءً غير عادي بناء على "طلبات" الأميرة ريم. أقامت "روتانا" احتفالاً لها في فندق "الموفنبيك" في بيروت، ونصبت لها الزينة وأكاليل الورد وزفةً تشبه زفات العرائس لتحمل وقتها العودة عنوان "نوال تعود لروتانا عروساً"، وإن اقتصرت هذه العودة على الشكل والاحتفال فقط دون المضمون.


جاءت عودة الزغبي إلى "روتانا" بعد غياب عن الساحة الفنية نتيجة تشوهات أصابتها بعد قيامها ببعض "النفخ" في خديها وشفتيها. وهو الأمر الذي أبعدها عن الساحة سنتين ونصف كانت خلالها تعتبر الرقم الصعب والنجمة الأولى لبنانياً نظراً إلى الشهرة التي حققتها في بداية انطلاقتها وتربّعها على القمة في فترة زمنية قصيرة، وتقديمها عدداً من الأغاني التي لا تزال حتى اليوم تعتبر من "الهيتات" الفنية، إضافة إلى تميّز أعمالها المصوّرة التي حقّقت جماهيرية كبيرة. لكن غيابها أتى بعد إنجاب توأميها وخضوعها لتحسينات تجميلية غير ناجحة أجبرتها على الخضوع لعلاج طويل. مما أدى إلى انزلاقها من أعلى القمة إلى الأسفل. وفي فترة غيابها، استطاعت بعض الفنانات القفز بسرعة إلى الصفوف الأمامية وملء الفراغ الذي خلّفه غيابها. هكذا، استطاعت نانسي عجرم أن تحتل مكان نوال بسهولة، وكذلك إليسا التي اكتسبت جماهيرية كبيرة أهّلتها للإطاحة بنجومية نوال التي لم يكن أحد لينافسها حين ظهرت في بداية التسيعنيات. 

واستطاعت إليسا أن تكون الأكثر دلالاً في "روتانا" حيث "كلمتها لا تنزل الأرض"، ولا يُرفض لها طلب كونها الفنانة الأكثر مبيعاً في الشركة، إضافة إلى وجود نجوى كرم في الشركة في ذلك الوقت. لذلك، اقتصرت عودة نوال إلى "روتانا" على "الطنة والرنة" لا المضمون. إذ أنّ سالم الهندي لم يكن مهتماً بعودتها، بل رأى أنّ هذا الأمر فُرض عليه فرضاً. لذلك كان بديهياً أن تعصف رياح الخلافات "الزوجية" بين "روتانا" سالم الهندي والنجمة الذهبية بعد صدور ألبومها "خلاص سامحت"، وتأخر صدور ألبومها الخليجي الذي كان متفقاً عليه. وقع الطلاق بينهما بعد أكثر من عام لتخرج نوال هذه المرة من الشركة "أرملةً" نتيجة الخلافات بينها وبين زوجها إيلي ديب من جهة، وبينها وبين "روتانا" من جهة أخرى. هنا، تلقفتها شركة "مليودي" التي كانت تضع في خططها منافسة "روتانا"، وسحب نجومها منها. اذ اعتبرت أنّها "ظفرت" برامي عياش حين غادر "روتانا" فاتحاً ذراعيه لها. وكذلك الأمر بالنسبة إلى نوال التي قبلت بـ "مليودي" ـ ربما ـ هرباً من تحمّل عبء الإنتاج على نفقتها الخاصة وخصوصاً بعد انفصالها عن زوجها ايلي ديب. وقد حكي عن استيلائه على حصة كبيرة من أموال نوال التي كانت تسلمه في السابق إدارة أعمالها وأموالها.


نوال صمدت كثيراً منذ خروجها من "روتانا"، وحاولت التواجد على الساحة عبر إصدارها أغنيتها الخليجية "منى عينها" وتصويرها فيديو كليب تعويضاً عن بقية أغاني الألبوم الخليجي التي استولى عليها إيلي ديب ومنعها من تسجيلها كونها موقعةً باسمه هو. ومع أنّ "مليودي" وعدتها بإصدار ألبوم، إلا أنّ ذلك لم يتحقّق، فأصدرت نوال أغنية "أمانة" من دون أن تصوّرها كليباً رغم التصريحات التي ملأت الصحف عن نيتها تصوير الأغنية. ثم عادت وبثتها عبر شاشة "مليودي" من حفلة لها. كذلك، أصدرت أغنية "فوق جروحي" مع تطمينات لجمهورها بقرب صدور الألبوم الذي قالت إنّه سيحوي الكثير من المفاجآت الفنية. وكان آخر موعد جديد لصدوره بعد تأجيله مراراً هو عيد الأضحى، لكنّه لم يبصر النور.


اليوم، تواجه نوال مأزقاً كبيراً في ظل قرار جمال مروان المفاجئ بعدم خوض مجال إنتاج الألبومات. إذ يبدو مصير الألبوم مجهولاً، ليبقى أمام نوال خيار أخير وهو إصدار أغنيات ألبومها كـ "سينغل" بين فترة وأخرى حفاظاً على تواجدها على الساحة الفنية وحتى لا تفقد بريقها وتدخل في دائرة النسيان، خصوصاً في ظل وجود منافسات قويات على رأسهن نانسي، وإليسا، وكارول سماحة التي تثبت خطواتها الفنية بقوة ومن دون الاتكال على شركة إنتاج.

المزيد على أنا زهرة: