في إطلالاته الإعلامية القليلة، يسجّل الفنان اللبناني ملحم زين مواقف جريئة. ها هو يؤكد عبر موقع "أنا زهرة" رفضه سياسة دفع المال للصحافيين والدعم المادي للأغنية عبر الإذاعات، معتبراً أنها خطوات لإرضاء غرور الفنان ومحاولة "غسيل دماغ بالقوة" للجمهور. واعتبر أيضاً أنه غير مجبر على رقص الدبكة أثناء تأدية وصلته، مشيراً إلى أنه مطرب و"ما بنط لحدا حتى يسلطن" على حد تعبيره.
"أنا زهرة" التقت ملحم زين وكان هذا الحوار:
لاحظنا أنّ أغنيات ألبومك الأخير ذات نمط متشابه، هل ستستمر على الخط الموسيقي اللبناني الذي انطلقت عبره؟
على العكس، كانت الأغاني منوعة على رغم أن "الدبكة" كانت "زيادة شوي".


لكن الجمهور انتظر منك التنويع؟!
الألبوم منوع ولم يقتصر على الدبكة. لكن لأنّني صورت أغنية "علواه" ذات الطابع اللبناني البلدي، اعتقد الناس أنّ الألبوم كله على هذه الوتيرة.


من خلال إنتاجات "روتانا"، اعتدنا فكرة أنّ الألبوم لا يتعدى سبع أغنيات، وعندما نسأل الفنان عن ذلك، يقول إنه انتقى النخبة. فهل برأيك أن الناس سيحبّون ويحفظون 13 أغنية موجودة في ألبومك في خلال سنة؟
لا أتوقع أن يحبّ الناس الأغنيات الـ 13. لكن حتى الآن، حققت خمس أغنيات من الألبوم نجاحاً في لبنان وسوريا والعالم العربي ودول الاغتراب. وقد كنت حازماً بشأن طرح 13 أغنية في الألبوم الذي أنتجته. أما شركة "روتانا" فقد دفعت لي حق صوتي وقامت بالتوزيع والدعاية.


هل جاء هذا الكم الكبير تعويضاً للجمهور عن غيابك عامين؟!
ربما، ولعل هذا الغياب يرجع إلى مزاجيتي في العمل. وعادة يستغرق تحضير الألبوم ستة أشهر. لذلك، ارتأيت تقديم 13 أغنية حتى "يشبع" الجمهور.
في الماضي كانت الأغنية تولد لتعيش. أما اليوم فالأغنية التي تدعم في الإذاعات تعيش شهرين، والمدعومة تلفزيونياً أي المصوّرة تعيش ثلاثة أشهر!
أعتقد أن هذا الكلام لا يمكن تعميمه على كل الأغنيات. لنأخذ مثالاً أغنية "إنت عمري" للسيدة أم كلثوم. صحيح أن الناس يعرفونها، لكن كم مرة تغنَّى وسط عالم الفن التجاري الذي نعيش فيه!


مثلاً إذا سألنا أي شاب عن أغنية لملحم زين، إذا عرف عنوانها فلن يتذكر الكلمات؟
(يقاطع) ليس صحيحاً. مثلاً أغنية "شو جابك على حيّنا يا صغيرة" ستغنى بعد 30 عاماً وسيتم تجديدها لأن الأغنية الجيدة تفرض نفسها. أما الألوان الغنائية الهشة فهي موجودة منذ عصر عبد المطلب وصولاً إلى عبد الوهاب لأنّ الفن أصبح تجارة، خصوصاً أن شركات الإنتاج تنظر فقط إلى الأرباح عند طرح ألبوماتها. وأنا كفنان لا أستطيع تغيير هذا الواقع.
يقال إنك طرحت هذا الكم الكبير من الأغنيات بسبب الحفلات!
(يضحك) بالتأكيد لا. أنا لا أحتاج إلى 13 أغنية حتى أقدم حفلات جيدة. رصيدي الغنائي اليوم يضمّ 50 أغنية. أي أنني أستطيع الغناء أربع ساعات في حفلة واحدة وليس ساعتين.


هل من أجل الحفاظ على نوعية الأغنيات، قررت أن تكون منتج الألبوم وليس "روتانا"؟
لا. المسألة كانت مصادفة. إلا أن الألبوم المقبل سيكون من إنتاج "روتانا". وبكل تأكيد، لن يحتوي فقط على ست أغنيات حتى لو أنتجت الأغنيات الباقية على حسابي.


لماذا توصف بالمزاجية وهو ما لا يتناسب مع استمرارية الفنان؟
لا أستطيع التخلص من هذه المزاجية. مثلاً لا يمكن أن يتخيل أحد أن ألبومي استغرق العمل عليه عامين على رغم عدم وجود معوقات على صعيد الإنتاج والدعاية!


ماذا عن الحفلات؟
هناك نسبة تحصل عليها الشركة. ومن حقي اختيار الحفلة التي أريد.


لكن هل من حقك التعاقد مع متعهدين غير متعهدي "روتانا"؟
نعم. وأنا أتفاوض مع متعهدي الحفلات وليس "روتانا".


هل تفرض عليك "روتانا" التعامل مع مخرجين دون غيرهم؟
روتانا لم تفرض عليّ أي شي.
سمعنا أنك تحضر أغنيتين مصريتين، هل سيتقبلك الناس في هذا اللون خصوصاً أنهم انتظروا منك تقديم أغنية يمنية؟
سأغني "حضرمي" بكل تأكيد. ومن يريد أن يكون فناناً عربياً يجب أن يكون شاملاً ويغنّي كل الألوان. وأنا أحترم طريقة تفكير الفنان حسين الجسمي. فهو الخليجي الذي غنى اللون المصري والتونسي واللبناني. وإذا قدمت أغنية مصرية مثلاً، لا يعني أنني تركت لوني اللبناني.


أين حضورك في مصر؟
لقد حققت انتشاراً في مصر، لكني لم أقدم أغنيات مصرية.
هل استطعت إتقان اللهجة "الحضرمية" من زوجتك؟
ما زلت أتعلم على رغم صعوبة الغناء الحضرمي.

المزيد على أنا زهرة: