مروان خوري فنان الرومانسية والإحساس المرهف بامتياز. يُطلق عليه لقب الفنان الشامل ويعتبر رمزاً للكلمة واللحن الأنيق. رغم كل التحديات التي تواجه الفن الجميل على الساحة اليوم، إلا أنّ مروان خوري نجح في الاختبار، بعدما راهن على خياراته الفنية الرصينة. فكان النجاح حليفه. تصدّر ألبومه الجديد "راجعين" المرتبة الأولى في أسواق الكاسيت العربية. مروان خوري في حوار لـ "أنا زهرة":


مضت فترة على طرح ألبومك الأخير "راجعين". ما هي أصداؤه لدى الجمهور؟
الحمد الله، الأصداء أكثر من ممتازة. وهذا النجاح يأتي استكمالاً لمسيرة بدأتها منذ سنوات، لأنّ كل الألبومات التي قدمتها سابقاً حالفها النجاح لدى "محبي مروان خوري" وليس "جمهور مروان خوري"! فأنا لا أحب استعمال مصطلح "جمهور" بل أحبّ مصطلح "محبين" أي هؤلاء الذين يستمعون إلى أغنياتي بحبّ. والدليل تصدّر ألبومي حتى الآن المرتبة الأولى بعد أسابيع على إطلاقه، ليس في لبنان فحسب بل في دبي والمغرب أيضاً.


ما الفرق بين هذا الألبوم وغيره من الألبومات؟
الفرق أنه الأكثر تنويعاً. لا يوجد خط موسيقي واحد يجمع كل الأغنيات. أنتقل بأذن المستمع من اللون الشعبي الى الطربي ثم الكلاسيكي فالمودرن. بالإضافة إلى أنّني اعتمدت خطاً تجديدياً على صعيد كلمات الأغنيات، وتحديداً في أغنية "وطي صوتك" التي تختلف تماماً عما قدمته من أغنيات سواء بصوتي أو من تلحيني.


لكنك تعرضت للنقد بسبب هذه الأغنية على أساس أنّ لفظة "وطي صوتك" لا تحبّها المرأة. ماذا أردت أن تقول من خلال هذه الأغنية؟
لا أسمّي ما كتب عن الأغنية في الصحافة نقداً، بل هو اختلاف في الرأي حول طريقة التعاطي مع المرأة. وبالنسبة للأغنية، لا يوجد تناقض بين المعنى والشكل والفكرة، لأنني أردت أن أقول للمرأة "وطي صوتك" بشكل مباشر. ولا أنكر أن الأغنية كانت تحدياً كبيراً لي. لكن كانت المفاجأة ردة فعل الجمهور الإيجابية المتفهمة والمعجبة بالأغنية. من هنا، تأكدتُ من ضرورة أن يجازف الفنان على صعيد الكلمة أو اللحن أو التوزيع لتقديم طرح غنائي جديد من دون أن يصدم الجمهور بشكل كبير.


كان واضحاً في الألبوم اشتغالك على الكلمة: هل هذه معادلة جديدة قررت تطبيقها في مسيرتك الفنية؟
ليس بالضرورة أن تكون معادلة ثابتة بل محاولة تجريب. أنا أعيش حالة تجريب مستمرة لأنني مغنٍّ وشاعر وملحن أيضاً. ولا شك في أنّ الكلمة هي دائماً المهمة في المثلث الغنائي. لذلك، استعملت في أغنيات الألبوم مفردات لافتة يتقبلها الجو العام. لكن على الفنان أن يحافظ على لونه وثوابته الأصلية مع قدرته على الإستدارة والتغيير الفني العصري.
يلاحظ أنك ابتعدت قليلاً عن الطابع الرومانسي الذي تميزت به، واتجهت إلى اللون اللبناني في أغنية متل "تم النصيب". 

ألا تعتبر ذلك مغامرة؟
لم أبتعد كثيراً بل خففت قليلاً من ذلك الطابع الرومانسي. ولا أنكر أن الناس أحبوني بهذا الخط الرومانسي في أغنيات مثل "كل القصائد" و"قصر الشوق". وفي الألبوم الأخير، حافظت على خطي الرومانسي في أغنية "راجعين"، وحتى الأغاني الوطنية التي ضمها الألبوم كانت رومانسية أيضاً. وعلى كل، أنا لا أبتعد كثيراً عن الشكل الذي أحبني به الناس.


ضمّ الألبوم أغنية وطنية لكنها ابتعدت عن الطابع الحماسي. لماذا؟
لأنّ تلك هي طريقتي في التعبير. لقد انتهى زمن الأناشيد الحماسية التي تثير الشعوب بعدما اختلفت نظرتها للأشياء. ولا نستطيع القول إنّ الوطن اختلف. لكن بعد التجارب الصعبة التي مررنا بها، أصبحنا نراه بطريقة أكثر نضجاً. أنا أغني للبنان كمواطن وليس كفنان لأستعرض حبي للبنان. أردت أن أقدّم حالة تجري في دمي وفي داخلي. أردت أن أعبّر عن خوفي وأملي في هذا البلد. لذلك اخترت طريقة تشبهني في التعبير.


لماذا لا يجد الفنان الملتزم في أغنياته وموسيقاه الإهتمام المطلوب من شركات الإنتاج؟
أشكر ربي لأنّني حتى الآن أعمل عبر شركة أستطيع أن أقدّم فيها ما أريد من دون تدخّل. وهذه نعمة. ولا أنكر أنّ شركات الإنتاج لا تميل لتقديم الفن الملتزم الذي يعبّر عن قضايا معينة لأنها تعتبر بأنّه لا يدر الأموال. لذلك يختارون الأغنيات الموسمية المناسبة لحفلات الصيف!


لماذا لا يستطيع الفنان الملتزم أن يصل للجمهور بسهولة؟
هذا صحيح. لا يستطيع الوصول لشريحة كبيرة. ولنكن واضحين إنّ الجمهور ليس واحداً. هناك جماهير متعددة بسبب فارق العمر والتجربة والخيارات. والفن الملتزم ليس بالضرورة أن يكون نخبوياً. ويستطيع أن يلامس القاعدة الشعبية العامة من دون تغييب النخبة. وهذا ليس بالشيء السهل الذي يواجهه الفنان عند تحضير أي عمل جديد.


بعد ألبومك الأخير، أين تضع نفسك على الساحة الفنية؟
لدي مكانة خاصة بي. وهي مكانة جيدة في لبنان وكل العالم العربي.


مروان خوري الرومانسي في أغنياته وألحانه وإطلالاته. أين الحب من حياتك؟
لا يغيب الحب عنّي. لكن إذا كانت الرومانسية هي الالتزام والزواج، فأعتقد أنه سيكون هناك تناقض! أنا لست ضد فكرة الزواج ولكن ليس دائماً الحب الرومانسي هو الذي يؤدي الى الزواج. وفي النهاية، الزواج شركة تجمع الحب والتفاهم والمصلحة المشتركة. لكن الحب بالمطلق هو المتحرر من أي قيد. وهذا هو الحب الأسمى. والزواج ضرورة لا بد منه!

 

المزيد على أنا زهرة: