منذ أكثر من عشر سنوات، شهدت الساحة الفنية "طفرة" كبرى في إنتاج الألبومات والإصدارات على مدار العام، وخصوصاً "روتانا" التي كانت في "عزها" قبل اهتزاز مكانتها في السوق وتراجع نفوذها في ساحة الإنتاج. حينها، كانت سوق الألبومات تشهد غزارةً في الإنتاج سواء لفناني الصف الأول أو حتى لمغنيات الدرجة العاشرة. إذ كان إصدار الألبوم يبدو كـ "شربة ماء". لكن منذ أكثر من ثلاث سنوات، تغيّر الوضع وشهدت سوق الألبومات تراجعاً كبيراً، فغاب إصدار ألبومات عدد كبير من الفنانين. وبات أكثرهم من دون ألبومات على رأسهم وائل كفوري الذي كان آخر ألبوماته "بيحن" في العام 2007. ومنذ خروجه من "روتانا" عام 2008، لم يصدر أي ألبوم حتى الآن. بل اكتفى بإصدار أغنية منفردة من وقت إلى آخر من دون أن يعرف إن كان يحضّر لألبوم أم سيكتفي بـ "سينغل ضارب" من دون أن يصوّره كفيديو كليب.


رامي عياش هو الآخر لا يختلف عن وائل رغم انضمامه لشركة "ميلودي" بعد خروجه من "روتانا". ورغم مرور سنتين على توقيعه مع "ميلودي"، إلا أنّ ألبومه لم يبصر النور حتى اليوم رغم مرور ثلاث سنوات على صدور آخر ألبوماته وهو "حبيتك أنا" من إنتاج روتانا. بينما اكتفى بإصدار دويتو "الناس الرايقة" منذ عام مع الفنان أحمد عدوية.
أيضاً ملحم زين يغيب عن إصدار الألبومات منذ سنتين. إذ كان آخر ألبوماته "علواه" من إنتاج "روتانا" وصدر أواخر 2008 وحقق نجاحاً كبيراً. لكنّه لم يصدر له ألبوم جديد باستثناء أغنيتين منفردتين. الأولى كانت منذ أشهر بعنوان "حبيبة رفقي"، وأخرى منذ شهر بعنوان "مرة مثلك مهمة" من دون أن يصرّح عن نيته بإصدار ألبوم جديد، وإن كان ملحم يُعتبر من "المدللين" في "روتانا" وعلاقته بها على خير ما يرام.


نوال الزغبي أيضاً تسجّل غياباً منذ آخر ألبوماتها مع "روتانا" "خلاص سامحت" الذي يعود إلى العام 2008. بعد ذلك، تعثّرت خطواتها رغم إصدارها أغنية منفردة "أمانة" في الصيف ونجاحها، وكذلك أغنية "فوق جروحي"، وكثرة الحديث عن ألبومها المقبل، وتأجيل إصداره أكثر من مرة. وفي وقت قيل إنّ نوال ستصدر ألبومها في عيد الأضحى، إلا أنّ الأمر ليس مؤكداً حتى الآن. إذ يبدو أنّ الألبوم يواجه صعوبات رغم انتهاء نوال من تسجيل أغانيه، وسفرها إلى مصر لتسليمه لشركة "ميلوي" منذ شهر.


أيضاً الفنانة نجوى كرم غابت هذا العام عن ساحة الألبومات، ولا تبدو علاقتها بـ "روتانا" على خير رغم محاولة الفنانة اللبنانية الإبقاء على شعرة معاوية بينها وبين الشركة. بعد مماطلتها في بداية الصيف، اضطرت لاصدار أغنية منفردة "بالروح بالدم" وصوّرتها على نفقتها الخاصة حتى لا تغيب عن جمهورها الذي عودته على إصدار ألبوم مع كل بداية صيف. على أمل أن تفي "روتانا" بوعدها ويبصر الألبوم النور بعد رمضان الماضي. إلا أنّ ذلك لم يحدث لتعود نجوى وتصدر أغنية منفردة جديدة "لشحد حبك"، حيث تصوّرها أيضاً على حسابها الخاص من دون معرفة مصير الألبوم وما إذا كان سيبصر النور أم لا. فالألبوم جاهز منذ وقت طويل، في وقت تردّد عن تحضير نجوى لألبوم جديد آخر غير الذي لم يبصر النور بعد.


ويبدو أن ظاهرة غياب الألبومات ستكون سمة السنوات المقبلة لتحل محلها الأغنية المنفردة "السينغل". رغم محاولة بعض الفنانين التحايل على الألبومات بإصدار "ميني ألبوم" أي ألبوم بعدد قليل من الأغاني، إلا أنّ هذا الأمر لم يلق إقبالاً لدى الجمهور. والدليل ما حصل مع ألبوم أنغام "ما حدش يحاسبني" الذي لم يلقَ أي صدى.


في مقابل غياب الأسماء السابقة عن سباق الألبومات، تشهد الساحة نجاحاً كبيراً للفنان وائل جسار الذي بقي غائباً لسنوات إلى أن انضم إلى شركة "أرابيكا" التي آمنت بموهبته. فأصدر عام 2009 ألبوم "توعدني ليه"، وحقّق نجاحاً كبيراً. كما أصدر ألبومه الديني "في حضرة المحبوب" الذي لقي نجاحاً منقطع النظير. كما صدرت له أغنية منفردة منذ فترة، وكذلك دويتو "يا روحي غيبي" مع فنانة جديدة تدعى حنان. ويحضّر لألبوم جديد سيصدر قريباً عن "أرابيكا" التي يبدو أنّها سوف تطيح بـ "روتانا" نهائياً، خصوصاً مع ورود أنباء عن إقفال "روتانا" في نهاية العام الحالي.


المزيد

تخبّط رامي... وتحليق وائل
نجوى كرم تحت حد السيف
أناقة نوال الزغبي على المحك