عادت موضة الغناء الخليجي إلى الساحة، خصوصاً مع إقبال المطربات عليها. بعدما كان الأمر يقتصر على أغنية واحدة في الألبوم، قرّر عدد من المطربات إصدار ألبوم كامل باللهجة الخليجية. وهو الأمر الذي فسره بعضهم بأنّه يهدف إلى المكاسب المادية، خصوصاً في ظل الركود الذي يعاني منه سوق الكاسيت في مصر.


وكانت الساحة الغنائية شهدت منذ فترة توجّه عدد من المطربين إلى الغناء باللهجة الخليجية منهم أنغام، وخالد سليم، ونوال الزغبي، والمغربية ليلا بالإضافة إلى المطربة السورية أصالة التي تخصصت مؤخراً في الغناء بهذه اللهجة وابتعدت عن اللهجة المصرية. ثم قرر عدد آخر من المطربين هذه الفترة إصدار ألبومات خليجية على أن تُطرح خلال الفترة المقبلة.
ومن بين هؤلاء سمية الخشاب التي قدمت قبلاً أغنية خليجية بعنوان "كل بعقله راضي"، وتستعد لطرح ألبوم كامل باللهجة الخليجية. كذلك الأمر بالنسبة إلى المطربة لطيفة التي تصدر هي الأخرى ألبوماً خليجياً بعد نجاح ألبومها الأخير. أما مي سليم، فقررت إصدار ميني ألبوم خليجي.

 

ذلك رصدت "أنا زهرة" تلك الظاهرة لمعرفة أسباب توجّه المطربين للغناء باللهجة الخليجية.
هدية بسيطة
في البداية، تقول سمية الخشاب لـ "أنا زهرة" إنّ أغنيتها "كل بعقله راضي" حققت نجاحاً كبيراً في الخليج "واكتشفت نجاح الأغنية عندما كنت أسافر إلى دول الخليج حيث فوجئت بالجمهور يردد كلمات الأغنية ويطالبني بالغناء باللهجة الخليجية". وتضيف: "عندما قدمت "كل بعقله راضي"، كانت هدية بسيطة مني لأهل الخليج تقديراً لحبي لهم. وبعد ذلك، عرض عليّ تقديم ألبوم كامل، ووافقت على الفور لأنني من عشّاق هذه اللهجة، وستنتجه مجموعة من الشعراء الخليجيين الذين سيشاركون في كتابة الأغنيات. والجديد أنّ الألبوم متعدد اللهجات سيتضمن الغناء باللهجة العراقية والمغربية واللبنانية والسعودية وغيرها".
وعن رأيها في اتهام مطربي الأغنية الخليجية بالسعي وراء المال، أجابت: "لا أعتقد ذلك. قدمت الغناء الخليجي لأنه يستهويني، فضلاً عن أنني أمتلك موهبة تعدد اللهجات. أستطيع الحديث بأي لهجة فور سماعها. وهو الأمر الذي دفعني إلى الغناء باللهجة الخليجية منذ البداية. مع العلم أنّ الغناء باللهجة الخليجية لا يحقق أموالاً خيالية كما يعتقد بعضهم".


لون جديد
أما الفنانة التونسية لطيفة، فتجهز حالياً مجموعةً من الأغنيات الخليجية الجديدة بعد نجاح ألبومها الأخير "اتحدى" الذي طرحته باللهجة الخليجية كاملاً. وعن تجربتها مع الغناء الخليجي، قالت: "قررت العودة بألبوم خليجي حتى أقدّم لوناً جديداً عن الألوان الغنائية التي قدمتها قبلاً. ورغم أنّني قدمت تجارب خليجية عدة، إلا أنّني أعتبر ألبوم "اتحدى" ذا مذاق خاص ومختلف".
وأكدت أنّها تعتبر الغناء باللهجة الخليجية مغامرةً، وعلى المطرب أن يعي ذلك لأنّ الجمهور الخليجي جمهور يمتلك حسّاً فنياً عالياً وراقياً، ولا يقبل إلا بالفن الجيد. وأشارت إلى أنّها تجهز بالفعل عدداً من الأغنيات الخليجية الجديدة منها عمل مع الفنان فايز السعيد، وآخر مع الشاعر عبيد الدبيسي والملحن وليد الشامسي.


ميني ألبوم خليجي
أما الفنانة الشابة مي سليم، فقرّرت خوض تجربة الغناء باللهجة الخليجية، لأول مرة من خلال "ميني ألبوم" سوف يحتوي على ثلاث أغانٍ.
وتقوم مي هذه الأيام بعقد جلسات تحضير للألبوم مع عدد من أهم الأسماء من الملحنين والشعراء في الخليج لاختيار الأغاني في أقرب وقت، حتى يكون جاهزاً لطرحه في الأسواق في نهاية العام الجاري. وبررت مي خوضها هذه التجربة بأنّها ترى أنّ عدداً من المطربين حقّقوا نجاحاً كبيراً في تلك النوعية من الغناء. لذلك قررت خوضها سيما أنها تجيد التحدث بها.
وتضيف: "قررت تنويع تجاربي في الغناء وخوض تلك التجربة لأضيف إلى رصيدي الغنائي تنوعاً، فضلاً عن أنّني قررت خوض تجربة الميني ألبوم التي أعتبرها مفيدة لأي فنان من أجل التواجد على الساحة في ظل الركود الذي يعاني منه سوق الكاسيت".


تهديد للأغنية المصرية
في النهاية، يعلّق الناقد الفني محمد سعيد على تلك الظاهرة بأنّها "ليست في صالح الأغنية المصرية، سيما أنّ أفضل المطربين توجّهوا إلى تلك التجربة مثل أنغام وشيرين التي تفكر أيضاً في الغناء باللهجة الخليجية. وبالتالي سيؤثر ذلك في الأغنية المصرية. أما باقي المطربين فأعتقد أنّهم يسعون إلى المال بدليل أنّ الأغنيات التي يقدمونها لم نسمع عنها ولم تحقق أي نجاحات".
وأشار إلى أنّ "المطربين في العالم العربي يغنون باللهجة المصرية الأكثر انتشاراً من أجل تحقيق الشهرة وليس العكس. وأن يتجه المطربون للغناء الخليجي فهذا يدلّ على خطورة الوضع على الساحة الغنائية وانسياق المطربين وراء المادة".

 

للمزيد:

http://www.anazahra.com/celebrity/news/article-5703