يارا لابيدوس اللبنانية الأصل وزوجة مصمم الأزياء الفرنسي أوليفيه لابيدوس، هي فنانة شاملة، تنقلت بموهبتها ما بين المسرح، الموضة والغناء. تابعتُ مشوار يارا لابيدوس منذ وصولها إلى فرنسا وحتى اليوم. وكنتُ حاضرة في عرسها الأنيق. اليوم عودة معها إلى أهم مراحل حياتها.

 

يارا أخبرينا عن مغامرتك الباريسية منذ البدء وحتى اليوم.

عشت طفولتي في أجواء متأصلة في الفن، وسط أب مهندس معماري وأم رسامة تشكيلية، وأخ هاو للموسيقى، وعم مؤلف أغاني ومؤسس ل" مسرح العاشرة صباحاً " في لبنان..

بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، أتيت إلى باريس وأنا في عمر 16 عاماً، حيث تابعت دراستي وتدريبي، وتدرّجت في دور الأزياء الراقية. وفي عمر 19 أطلقت أول دفعة فساتين من تصميمي تحت إسم Y BY YARA التي بيعت من بين أفضل ماركات العصر.

بعدها التقيت بخطيبي أوليفيه الذي أصبح زوجي بعد ست سنوات. أنجبنا طفلتين لهما من العمر 7 و 10 أعوام. كل هذا حصل بسرعة في لمح البصر، كما في الأفلام.

 

بدأت في عالم الموضة، ومن ثم انتقلت إلى عالم الغناء، لماذا ؟

كنت أحلم أن أكون فنانة على المسرح في طفولتي، لكن الموضة كانت تبدو لي كحلم يمكن تحقيقه، بعكس المسرح الذي كان يبدو لي حلماً صعب المنال. بدأت تعلم المسرح بعمر 8 سنوات في لبنان وكذلك العزف على البيانو. وفي باريس تابعت دراسة المسرح في معهد Cours Florent. ولكن بعد ذلك عدت بكل بساطة إلى شغفي الأول بالموضة.

 

أين نجد جذورك اللبنانية؟

أنا من مدينة صور في لبنان. هذه المدينة التي تشدني إليها بقوة سحرية. فأصولي اللبنانية بادية تماماً على وجهي وفي نظراتي وأفكاري، ولبنان حاضر دائماً في حياتي اليومية.

 

بعد ألبومك الأول ماذا تحضّرين؟

أنهيت للتو كتابة ألبومي الثاني الذي تطلب مني جهداً كبيراً وباعاً طويلاً، ولكنه ممتع جداً.

 

في الألبوم الأول، هناك أغنيات كتبها زوجك المصمم أوليفيه، وأخرى كتبها الصحافي الفرنسي باتريك بوافر دارفور. فكيف تم التعاون معهما ؟

في ألبومي الأول، أحاسيسي القوية تجاه لبنان وتداخل الصور في ذاكرتي إلى ما لا نهاية، جعلوني أترك مهمة كتابة أغنية عن الأرز لزوجي أوليفيه. كذلك الإعلامي الفرنسي الكبير باتريك بوافر دارفور وهو صديق قديم لي وكأب ثان، عندما علم أني أحضّر ألبومي، عرض علي كتابة أغنية هي الأولى له !

 

هل عندك حنين للبنان ؟

طبعاً أحن إلى لبنان. فأنا ولدت خلال الحرب اللبنانية، ولكن رغم ذلك عشت أجمل أيام حياتي في بلدي، مغمورة بالحب والحنان من جميع عائلتي.

 

كيف تعيش ابنتاك هذه الثقافة المزدوجة مع أهل أذكياء وفنانين ؟ وهل لديهما الحس الفني ؟

آه بنتاي، دميتاي، إنهما شعر بأكمله. لدينا الذكاء والجمال؟ شكراً لهذا الإطراء ! لدي الانطباع أنني أكرر رسم نشأتي وطفولتي. لديهما والدان فنانان مثلي. فهما يشاهدانا نجرّب، نرسم، نغني ونكتب كلمات الأغاني...أشك أنهما ستختاران مساراً علمياً !!! أما بالنسبة للثقافة المشتركة، فهما على يقين تام أنها بمثابة ثروة لهما.

 

علاقتك بوالد زوجتك كانت جيدة، وهو حتى تنبأ لك بالغناء على مسرح الأولمبيا.

نعم، تيد كان عماً رائعاً...قبل ستة أشهر من الحفلة الموسيقية، قال لي : عندما تظهرين على مسرح الأولمبيا، سأكون حاضراً في المقاعد الأمامية كي أصفق لك.
أكلمك الآن وصورته على مكتبي، بالنسبة للجزء الأول من الحكاية كان عمي على حق، لكنه كان قد فارقنا عندما حدث ذلك بالفعل.

 

ما كان شعورك بالغناء على مسرح الأولمبيا حيث غنى الكبار كفيروز وأم كلثوم؟

لم أكن أصدق أنني سأعيش أوقاتاً جميلة كهذه في حياتي المهنية.

 

هل تعتقدين بأنك امراة مُلهمة ولمن ؟

يجب التوجه بالسؤال إلى أوليفيه !

 

هل الإنترنت ضروري اليوم لشهرة الفنان ؟

نعم، الإنترنت هو وسيلة لا غنى عنها، لكن يجب الانتقاء لأننا نجد على الإنترنت ما هو جيد ولكن أيضاً ما ليس له نفع أو ذات قيمة.

 

ما هي المشاريع الجديدة، وهل تخليت عن مشاريع الموضة ؟

أنا دائماً الساعد الأيمن لأوليفيه ومصدر إلهام له. نحن نتعاون سوية حول تشكيلاته الخاصة..فالموضة كانت وستبقى جزءاً من حياتي. الموسيقى، الكتابة، والغناء هي فنون ضرورية لي، تدُخل إلى قلبي الإشراق والسرور.

 

يارا، ما هي كلمتك الأخيرة لقارئات " أنا زهرة " ؟

لقارئاتنا العزيزات على موقع " أنا زهرة " أقول لهن. إبقين كما أنتنّ، فأنتن دائماً الأجمل.