انتشرت في الفترة الأخيرة موضة جديدة على الساحة الغنائية تعرف بظاهرة "الميني ألبوم". ورغم عدم نجاحها باستثناء تجربة عمرو دياب، إلا أنّ عدداً من المطربين قرروا الإقبال عليها. بل اشتعلت الحرب بينهم على أحقية "الميني ألبوم"، خصوصاً بين كل من عمرو مصطفى الذي أكد أنّه أول من اخترع "الميني ألبوم". في حين تنسب شيرين عبد الوهاب هذا الحق لها، مؤكدة أنّها أول من قدمت تلك الفكرة عندما طرحت ألبوم "بطمنك".

 

 

فكرة أوروبية

ومن المعروف أنّ "الميني ألبوم" فكرة أوروبية في الأصل وليست مصرية كما يدعي بعضهم. بل أقدم عليها عدد من المطربين اللبنانيين قبل المصريين. لكن وقتها، لم تدرج تحت مسمى "الميني ألبوم". إذ طرحت شركة "روتانا" ألبوماً يتضمن أغنية واحدة لكل من نجوى كرم ووديع الصافي بعنوان "كبرنا".

 

 كما أصدر فضل شاكر الميني ألبوم مرتين: الأولى بعنوان "خدني معك" التي غناها مع يارا. وبعد عامين، قدم أغنية "يا مسهرني الليل" وكان وقتها يطلق على تلك الأغنيات اسم "سينغل". ثم تطوّر الأمر وبدأ الألبوم يتضمن أكثر من أغنية، ويصل أحياناً إلى أربع أغنيات كحد أقصى مثلما حدث مع المطربة شيرين. إذ طرحت ألبوم "بطمنك"، وبررت ذلك وقتها بأنّها تريد أن تتواجد مع جمهورها بأغنيتين بعد غياب طويل بسبب ظروف الحمل والولادة.

 

 

تهافت المطربين
والعام الماضي، قدم الملحن والمطرب عمرو مصطفى ميني ألبوم "الكبير كبير". ثم فاجئنا عمرو دياب بطرح ميني ألبوم جديد بعنوان "أصلها بتفرق" في موسم الصيف الماضي. وكرّت السبحة وأقبل المطربون على تلك التجربة ومنهم أنغام التي أصدرت ميني ألبوم بعنوان "محدش يحاسيني" لكنه لم يحقق أي نجاح.

 


كما قررت سميرة سعيد خوض التجربة، وتسجل حالياً "ميني ألبوم" تطرحه خلال الفترة المقبلة. كذلك الأمر بالنسبة إلى المطربة الشابة مي سليم. إذ تخوض تجربة الغناء باللهجة الخليجية للمرة الأولى من خلال ميني ألبوم جديد.

 


"أنا زهرة" التقت ببعض الموسيقيين للتعرف إلى سر انتشار تلك الظاهرة بين المطربين.

 

 

موضة
في البداية، وصفها الملحن حلمي بكر بالموضة أو الظاهرة التي سرعان ما تختفي لتحلّ مكانها موضة جديدة يلهث وراءها المطربون من جديد. لكنه في الوقت نفسه، يرى أنّها فكرة جيدة لحل المشاكل الإنتاجية التي يعاني منها سوق الكاسيت حالياً. وأشار إلى أنّه رغم بساطة الفكرة، إلا أنه يمكن أن تنعكس بصورة سلبية على المطرب. لذلك لا بد من دراستها جيداً قبل الإقدام عليها.

 


أما الملحن هاني مهني، فيؤكد أنّها ظاهرة جديدة على المجتمع المصري، إلا أنّها منتشرة في أوروبا منذ سنوات طويلة. لذلك يندهش من صراع المطربين على أحقية تلك الظاهرة، وإن كان يرى أن المطربين يلجأون إليها من أجل التواجد وتعويضاً عن أزمة الإنتاج في سوق الكاسيت. كما وصفها بأنّها ظاهرة نابعة من ضعف الإنتاج في ظل القرصنة الموجودة في سوق الكاسيت.

 

 

في صالح الجمهور

وأكد الناقد الموسيقي أشرف عبد المنعم أنّها ظاهرة من شأنها إنعاش سوق الكاسيت اذا تم استغلالها بشكل جيد، سيما أنّ الألبوم الكامل الذي يطرحه المطرب لا يتوافر فيه سوى عدد من الأغنيات الجيدة، والباقي لا يكون في المستوى نفسه. لذلك، من الأفضل أن يتجه المطربون إلى تقديم أغنيتين أو ثلاث، ويأتي ذلك في صالح المنتج أولاً والمطرب والجمهور الذي أصبح لا يستوعب ألبوماً كاملاً.

 

للمزيد: