يمكن وصف الممثلة السورية سوزان نجم الدين بأنّها صاحبة "بعض" الأدوار المميزة، التي يعود فيها الفضل للمخرجين الذين تعاملت معهم. لكن لا يمكن اعتبارها نجمة سوريا الأولى في وجود موهبة أمل عرفة، وسلاف فواخرجي وغيرهما. ويمكن الاعتراف بأنّه عندما حققت نجاحات في أدوارها، كانت الساحة الفنية في سوريا خالية من الوجوه الشابة التي تستطيع أن تنافس سوزان نجم الدين على البطولة المطلقة. لذلك، برزت في عدد من الأعمال السورية التي علقت في ذهن المشاهد منها "نهاية رجل شجاع"، و"أخوة التراب"، و"الكواسر" وغيرها. في المقابل، ومع ظهور وجوه أخرى أثبتت تفوقها وتميزها كسلاف فواخرجي وأمل عرفة، خفت نجم سوزان في الدراما السورية ولم تعد مطلوبة كثيراً، خصوصا أنّ علامات التقدم في العمر بدت واضحة عليها، ولم تعد تصلح لأداء الأدوار الشابة. تراجعت كثيراً وبرزت أسماء نسائية أخرى في سوريا لفتت الأنظار. بقيت سوزان تعيش على "ذكريات" الأمس. ورغم ادعائها المثالية والجرأة والصراحة، إلا أنّه كان ينقصها الكثير من الصدق لتعترف بذلك في حلقة "بدون رقابة" مع وفاء الكيلاني. إذ أصرّت الممثلة السورية على أنّها نجمة كبيرة، واسمها في العالم العربي يسوق أكثر من اسم الراقصة لوسي التي شاركتها مسلسل "مذكرات سيئة السمعة" الذي عرض في رمضان الماضي، وشهدت كواليسه معارك "شد شعر" بين الممثلة والراقصة. نجم الدين تعتبر أنّها بطلة العمل الأساسية وأن لوسي مجرد ممثلة "سنيدة" لها، متناسية أنّها في مصر اسم لا يعرفه كثيرون كما تدعي وكما صرّحت مع وفاء كأنها "تبيع الماء في حارة الساقين". بطريقة مبطنة، اتهمت سوزان لوسي بأنّها هي التي أشعلت النار ووصل دخانها إليها في ردّ على سؤال وفاء الكيلاني التي قالت إنّه لا يوجد دخان من دون نار. واعتبرت أنّ لوسي طلبت زيادة مشاهد في العمل غيرةً منها.


سوزان نجم الدين التي يبدو أنها لا ترى ولا تسمع غير نفسها، كانت تنفي كل ما ورد في الصحافة من تصريحات على لسانها، خصوصاً من وسائل إعلامية موثوقة. اتهمت الصحافة المصرية بأنّها هي التي لفّقت قصّة خلافها مع لوسي أثناء تصوير المسلسل، وأنّها هي ولوسي "أصحاب". فيما الواقع غير ذلك تماماً، عدا أنّها لم تتقبل رأي الصحافية المصرية التي قالت لها إنّها غير محبوبة من الشعب المصري، وأنّه من شدّة حماسها للعمل في الدراما المصرية، قبلت بأدوار ليست ذات مستوى. هنا، بدا الانزعاج واضحاً على سوزان، فاتهمت الصحافية بأنّها تكرهها ولا يحق لها الكلام بلسان الشعب المصري. واستشهدت بجائزة حصلت عليها من استفتاء لإحدى المجلات غير المعروفة، وهي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في "مذكرات سيئة السمعة" الذي عرض في رمضان الماضي. وتجاهلت الرد على سؤال وفاء عما إذا كانت مقتنعة بهذه الجائزة وإن كانت فعلاً أفضل ممثلة في رمضان الماضي؟


نجم الدين التي تأسف على مثاليتها في هذا الزمن ينقصها الكثير من الشفافية لتعترف بفشل مسلسليها "نقطة نظام" و"مذكرات سيئة السمعة". هي وإن صحّ قولها بأنها نجمة كبيرة، وولدت بطلة، واسمها يبيع في العالم العربي أكثر من لوسي، فإنّه لا يجوز لها والحال كذلك أن تقول عن "نقطة نظام" إنّه لم يفشل، ولم ينجح. كيف لفنانة تصف نفسها بأنّها صاحبة مزاج في اختيار أعمالها تعشق الدور الذي تؤديه، وأنّها لا تعمل من أجل المال لأنّها من عائلة ميسورة، أن تطلق هكذا تصريح؟ عدا إصرارها على أنّ مسلسل "مذكرات سيئة السمعة" نجح أو على الأقل هي نجحت فيه، رغم إجماع النقاد على أنّه كان أسوأ مسلسل رمضاني لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية.


سوزان نجم الدين التي أرادت أن تظهر بصورة مثالية في حلقة "بدون رقابة"، لم تكن مقنعة بالدور الذي اختارته لنفسها. وإن كانت تفتقر للجرأة التي قالت إنّها تمتلكها، إلا أنّه يمكن قراءة بين سطور تصريحاتها. هي لم تتهم علناً تيسير فهمي بسرقة فكرة مسلسلها "الهاربة"، بل قالت: "كان يعرض مسلسلي عندما بدأت تيسير فهمي بتصوير مسلسلها. ولا أعتقد أنّ هذا توارد أفكار". وكذلك، اتهمت ابنة بلدها جومانا مراد بأنّها تقدم العري والإغراء في السينما المصرية، وهي ترفض ذلك لكن بطريقة غير مباشرة. إذ أكدت أنّها لم تشاهد فيلم "الريس عمر حرب" الذي سبق أن صرحت أنّه عرض عليها. وللمصادفة أنّ الكثير من الأعمال التي نجحت، سبق أن عرضت على سوزان لكنّها رفضتها. مثلاً، رفضت مسلسل "أسمهان" الذي قدمته سلاف فراخرجي لأنّها رأت أنّه "توليفية" للفشل، ورفضت مسلسل "هانم بنت باشا" الذي قدمته حنان ترك. سوزان بدت في الحلقة كأن منتجي مصر يقفون على بابها بـ"الطابور" وهي التي ترفض رغم تصريحات المخرج خالد يوسف بأنه لم يعرض عليها أي دور في أعماله. وهو الأمر الذي وضعها في مأزق، معترفةً بأنّ الذي عرض عليها الفكرة هو المنتج كامل أبو علي وليس خالد يوسف.


سوزان التي ترفض الاعتراف بفشلها في مسلسل "مذكرات سيئة السمعة"، صرحت أنّ سلاف فواخرجي فشلت في مسلسل "كليوباترا"، وأشادت بأداء كندة علوش في مسلسل "أهل كايرو"، ونفت أن تكون شاهدت جومانا مراد في مسلسل "شاهد إثبات". أما في فقرة "تلغي مين"، فقد فضّلت المخرج حاتم علي على باسل الخطيب، ونجدت أنزور، وهيثم حقي. ونفت أن تكون أمل عرفة منافسةً لها.
سوزان التي اتجهت مؤخراً إلى الكتابة والإخراج والغناء بسبب انحسار الأدوار عنها، اعتبرت أن ذلك تكاملاً وليس تشتتاً، وأنّه عندما غنت، لم تفكر في الصوت والأداء، بل كانت تريد أن تسهم في عمل من أجل فلسطين وشعب غزة.


نجم الدين التي تبدو متضاربة في أفكارها، كانت بحاجة للتروي قليلاً قبل أن ترد على تصريحات لوسي التي قالت إنّها أكبر وأهم من سوزان نجم الدين، وأنّه طبيعي أن يكتب اسمها قبل اسم سوزان. لكن هذه الأخير ردّت بانفعال أنّ ذلك موقف سخيف ترفض الرد عليه وأضافت: "أنا ولدت بطلة، ولا أقبل أن أكون غير البطلة". إذا كانت كذلك، لماذا لم توفق باختيار مسلسل يقدمها كذلك فعلاً بدلاً من مسلسل طغت عليه الخلافات الشخصية والصراع على من هي البطلة الحقيقة؟ ولماذا تصرح بفشل زميلتها سلاف فواخرجي وتُكابر على فشلها الذريع!

المزيد على أنا زهرة: