حوار مع سيدة الأعمال الإماراتية هدى المطروشي عضو مجلس إدارة «غرفة تجارة وصناعة أبوظبي»، وعضو الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سيدات أعمال أبوظبي»، يفتح النوافذ على تجربة نجاحها في مجال المال والأعمال والمحافظة على التراث

حوار: إشراقة النور

 

متى كانت بدايات دخولك عالم المال والأعمال؟
أنا خرِّيجة «كليات التقنية العليا» عام 1991، وبالمناسبة هي أول دفعة تخرجت في كليات التقنية. بعد تخرجي بنحو 9 أعوام، قررت الدخول في عالم المال والأعمال. والآن، بعد مضي نحو 10 سنوات، أستطيع أن أشعر بالرضا عن قدرتي على التوفيق بين حياتي الأسرية والتزاماتي نحو عملي. فأنا أم لخمسة أبناء وبنات، اثنتان منهم في مرحلة الدراسة الجامعية.

 

ما قصتك مع التراث؟
مجال عملي يشمل الاهتمام بجميع المصنوعات التراثية، مثل الأبواب القديمة والمداخن والأثاث القديم، وكل ما يمتُّ إلى ماضينا العريق بصلة. وإلى جانب المعرض، لديّ مصنع لصناعة المنتجات التراثية، فأنا لا أستورد القطع، بل أصنعها، حيث إنني أهوى فن النحت، وصقّلت هوايتي بحضور مجموعة من الورش التعليمية. كما أن وجود فنّيين وحرفيين في المصنع أضاف كثيراً إلى العمل.

 

ما فلسفتك في الاهتمام بعالم الأثاث، كانطلاقة لأعمالك وتسمية شركتك «تراث أجدادنا»؟
«تراث أجدادنا» مرتبط بنوعية الأثاث الموجود في المصنع، إذ هو قديم ومحدَّث. لذا، ارتبط الاسم به، فحين ننظر إلى أنفسنا، نتطلّع غالباً إلى جذورنا، ونحاول الحفاظ على ذكريات الماضي بمختلف أشكالها، من رقصات فلكلورية وأقمشة وأثاث وتحف عمرانية ومعالم أثرية. هذه الأشياء والتقاليد، التي تهدف إلى حماية هذه الذكريات، والحرص على انتقالها عبر الأجيال، تجتمع تحت تسمية التراث الحضاري، وهذا هو الدافع الأساسي إلى مشروعي المتخصص في صناعة قطع الأثاث التراثية.

 

هل تعتقدين أن مجال العمل في الأثاث الذي اخترتِه مناسب للسيدات؟
بل هو الأنسب للسيدات، فالمرأة هي صاحبة الذوق والأناقة والجَمال في ما يخص مملكتها. فالديكور والفن، هما جزء لا يتجزأ من عالمها الخاص بها. كذلك فإن النحت فن يتطلب وجود فنان، له الذوق والحس الفني، وهذه الصفات تتوافر لدى كثير من النساء.

 

هل هناك أيادٍ بيضاء وراء هذا العمل؟
بصراحة، لقد ساعدني برنامج «انطلاقة» بشكل كبير، في تطوير وإنماء شركتي (« تراث أجدادنا»)، المتخصصة في تصميم وتنفيذ قطع الأثاث التراثية.

 

وما هو برنامج «انطلاقة»؟
هو برنامج عالمي، استحدثته شركة «شل» في المملكة المتحدة عام 1982، وصل حتى الآن إلى 18 دولة في العالم، تحت مسمّى «لاي? واير». يهدف برنامج «انطلاقة» إلى تشجيع الكوادر الشابة (من سن 18 إلى 32 سنة)، على الانطلاق بمشروعاتهم الخاصة، وتوفير الدعم والتدريب لكل مَن يرغب، وقد تم استحداث برنامج «انطلاقة» في أبوظبي، في عام 2002. و يوفر برنامج «انطلاقة»، ورشات عمل وبرامج تدريبية مجّانية للكوادر الواعدة، في جميع مجالات إدارة الأعمال، إضافة إلى توجيه محترف لبلورة أفكارهم ودعمهم عند بدء المشروع، وفوزي بجائزة أفضل مشروع مطوّر كان البداية، ولقد استفدت من هذا البرنامج كما ذكرت في تطوير هذه الشركة.

 

يُقال إنّ «وراء كل عظيم امرأة»، مَن هو الشخص الذي يقف وراء هدى المطروشي ويساندها في رحلة نجاحها؟
هم أشخاص عديدون، على رأسهم «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة «الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الفخري لـ«مجلس سيدات أعمال أبوظبي» (حفظها الله ورعاها). ومن ثم عائلتي وزوجي وزملائي في العمل، الذين كانوا ولايزالون لهم دور كبير في نجاحي، وأقدّر لهم كل جهودهم في عملي الكبير.

 

حدِّثينا عن تجربتك مع «مجلس سيدات أعمال أبوظبي»؟ وكيف ترصدين حالة التعاون بين سيدات الأعمال محلياً وعالمياً؟
لقد اختارتني الدكتورة روضة المطوَّع، رحمها الله، كعضو معها في الهيئة التنفيذية، وعملنا تحت مظلة «غرفة التجارة والصناعة»، ونظمنا الكثير من الملتقيات والمنتديات الخاصة بالمرأة، وما يخص المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقد تم تطوير مشروع «مبدعة» والإعلان عنه في ذلك الوقت. ومع تغيير «مجلس سيدات أعمال أبوظبي» الحالي، أتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة.

 

كيف تُقيِّمين تجربة  الأعمال الإماراتية عموماً؟سيدة
لقد فرَضت سيدة الأعمال الإماراتية نفسها في المنطقة كقوة تجارية واستثمارية مؤثرة، ما حقَّق مشاركة رئيسية فاعلـة للمرأة في الاقتصاد الوطني. وفي رأيي أن التجربة ناجحة، وتحتاج إلى التشجيع والدعم لكي تحقق مزيداً من النجاحات.

 

هل تجدين أن هناك عوائق تقف أمام النساء في هذا المجال، بسبب خصوصية منطقة الخليج؟
لا يوجد أي عائق أو حاجز، خاصة أن حكومة أبوظبي أتاحت الفرص كافة أمام المرأة لتُشارك بفاعلية وثقل في ميادين التجارة والصناعة، كما أن وجود «صندوق الشيخ خليفـة لدعم المشاريع» خير دليل على ذلك.

 

كانت لك تجربة إنشاء أول مركز تسوّق نسائي منذ سنوات عديدة.. ما الهدف منه؟
بدأت أول مقهى نسائي «4th Street Coffee» في مركز «She Zone» للتسوّق، وهو أول مركز تسوق نسائي في أبوظبي، وكنت في ذلك الوقت وحتى وقتي الحاضر، مغرمة بالمقاهي وطريقة عملها والخدمات التي تقدمها للناس. وقد كانت البداية قوية، والتجربة كانت مع عدد من رجال الأعمال، وكانت ناجحة بكل المقاييس، وقد أضافت إلى خبرتي الكثير، لأن الكل كان متحمساً للمشروع الذي لاقى نجاحاً كبيراً في بداياته.

 

ما طموحاتك المستقبلية، وبرنامجك الذي تَسعين إلى تحقيقه، من خلال عضويتك في مجلس إدارة «غرفة تجارة وصناعة أبوظبي»؟
أتوقع أنَّ عضويتي في مجلس إدارة «غرفة تجارة وصناعة أبوظبي»، ستضيف إليّ الكثير، وستتيح أمامي الفرصة لدخول عالم التجارة والاقتصاد والمال والأعمال، والمشاركة في تطويره، إضافة إلى تنمية قُدرات روّاد الأعمال، وتمكين المرأة، والإسهام في الارتقاء بدورها الاقتصادي والاجتماعي. أما على الصعيد العائلي، فأنا أتمنّى التوفيق لأبنائي، ووصولهم إلى أعلى الدَّرجات، وأن أحصل على الدكتوراه في السياحة، بإذن الله.

المزيد على أنا زهرة: