لم ينبع اهتمام آنا فرنجية بمرض سرطان الثدي إثر إصابتها به وترأسها لجميعة "فارفاس"، بل لأنها تولي أهمية لكل المعاناة التي تصادف المرضى، ويفيض قلبها حبّاً لمساعدة المصابين وتقف دائماً إلى جانبهم. 16 عاماً، هو تاريخ الجمعية الحافل بالنشاطات الإنسانية والاجتماعية وأهمها توفير إمكانية صور شعاعية "ماموغرافي" مجانية على النساء في مختلف المناطق اللبنانية. تتحدّث فرنجية عن الجمعية بكل محبّة لـ"أنا زهرة" وتروي علاقتها بها ونجاحهما معاً.

 


كيف نشأت جمعية "فارفاس" التي تعنى بمرضى سرطان الثدي؟
لقد مضى على تأسيس الجمعية 16 عاماً، وقد تأسست على يد سيدات كنّ يعانين من سرطان الثدي، بالإضافة إلى طبيبهن المشرف على حالتهن الصحية. كانت الجمعية أشبه بفسحة أمل للنساء، وكانت المصابات يجتمعن كل نهار ثلاثاء من أجل التخفيف عن أوجاعهن والتحدث عن المرض من دون خوف أو تردّد ومعالجة مشاكلهن بطريقة ملفتة. مع الوقت تحوّلت الجمعية إلى الاهتمام بالمصابين بكل أنواع السرطان نظراً إلى انتشاره بشكل مخيف.

 



ما هي النشاطات التي تقوم بها الجمعية؟
قرّرت الجمعية أن تركّز على التوعية من سرطان الثدي ونشر الثقافة حوله، مثل توزيع صور شعاعية "ماموغرافي" مجانية على نحو 17 مركزاً طبياً في مختلف الأراضي اللبنانية. وكل سيدة تجري تلك الصورة نتبنّاها طبيّاً لمدّة 5 سنوات متتالية لتشجيعها على إجراء الصورة بشكل سنوي وعدم إهمال نفسها.

 


ككل سنة تشارك الجميعة في الحملة الوطنية للكشف المبكر عن السرطان، كذلك يوجد في الجميعة متطوّعات يزرن المرضى كل يوم ويتابعن حالتهن وكذلك نوزّع شعراً مستعاراً على المريضات اللواتي أجرين العلاج الشعاعي وفقدن شعرهن للتخفيف من حالتهن النفسية الصعبة. في أواخر الشهر المقبل نحتفل ككل سنة بجمع التبرّعات تعود للمرضى عبر نشاطات فنية وثقافية متعدّدة.

 


من أين نبع حبّك للدخول في الأعمال الإنسانية؟
صحيح لم أكن مصابة بسرطان الثدي، إلا أن صديقاتي أصبن بذلك المرض وقد فقدت بعضهن بسببه لذلك أحبّ تقديم المساعدات في شتى أنواعها، لأني أعرف ماذا يعاني المرضى، ومن المعروف أن سرطان الثدي لا يصيب شخصاً فحسب في العائلة بل كلّها وله تأثيراته على محيطه.

 


برأيك هل تحقق الجمعية أهدافها؟
طبعاً، إن الهدف الأساسي للجمعية هو نشر التوعية حول مرض سرطان الثدي. والفرق واضح بين التعامل مع المرض قبل 16 سنة واليوم. سابقاً، لم تكن تجرؤ المريضة على التحدث عن مرضها، لأن المرض كان أشبه بـ"تابو"، بينما اليوم يقرأ المصاب عن مرضه ويشارك في حملات توعية. في لبنان أقل من 30 % من النساء يجرين الصور الشعاعية وهذه نتيجة نتأمل أن تزداد يوماً بعد يوم بسبب النشاطات الكثيفة التي نقوم بها سنوياً.

 



لم تشدّد الجمعية على الجانب النفسي للمريض؟
لأن الجانب النفسي ضروري جداً للمريضة، وتعتبر العناية النفسية العامود الفقري للجمعية ومن أهمّ الأهداف وأسسها. تفضّل المريضة التحدث عن مرضها أمام الآخرين وليس أمام عائلتها كي لا تشعرهم بالحزن، وللأصدقاء دور مهمّ في تحسين الحالة النفسية للمريضة. أول علاج للمريضة هو سماعها جيداً ومعرفة معاناتها والتحدث معها، وإلا ساءت حالتها النفسية وعندها نحوّلها إلى طبيب نفسي للوقوف إلى جانبها.

 


هل لديكم موقعاً على شبكة الإنترنت؟
طبعاً، ونعمل على تطوير الموقع كل فترة كي يواكب عصر السرعة.

 

 

ما دور الإنترنت في التفاعل بين الجمعية والمرضى؟
طبعاً إن الإنترنت يفعّل النشاطات ويمتّن العلاقة بيننا وبين المريض. أحياناً يُرسل لنا بعض القرّاء مجموعة من الأسئلة حول وضع مرضاهم، وبدورنا نعمد إلى الإجابة عنها.