افتتحت التشكيلية السعودية لطيف السويل معرضها الجديد في باريس عاصمة الموضة والفن. وشاركت السويل في المعرض بثماني لوحات نابضة بالعراقة العربية الأصيلة. كذلك، ضمّ المعرض ثلاث قطع من الأثاث المركّب.
وفي اتصال مع "أنا زهرة"، شرحت لطيفة تفاصيل قطعها المركبة قائلةً: "إحدى قطع الأثاث التي ابتكرتها تعود حكايتها إلى حادثة "خليج المكسيك" حين سقط البترول في البحر. إنّها حقاً قصة غريبة. لقد لفتت القطعة الأنظار بسبب غرابتها. أركّز على ابتكار كل جديد يتسم بالغرابة. أحبّ أن أظهر للغرب كم أننا شعب غني بفكره".


وعن القطعة الأخرى التي صنعتها، قالت "جسّدتُ تأييدي للسلام، وأطلقت عليها لقب السلام في العالم".
لطيفة السويل ابنة الـ 26 ربيعاً تنحدر من أب سعودي وأم كوبية. الإسبانية هي لغة لطيفة الأم، على رغم أنّ والدتها قررت أن تعيش ابنتها في المملكة كي لا تنفصل عن جذورها الحقيقية. أكملت لطيفة تحصيلها الدراسي في المملكة، ثم توقّفت عن دراسة التسويق في جامعة الملك فيصل في الدمام، ليأخذها عشقها للفنّ إلى الغوص في ثقافات العالم. هكذا، تتلمذت على يد أساتذة في اللغة العربية, والإنكليزية والإسبانية والإيطالية. واتخذّت من تعدد لغاتها سلاحاً وجوز سفر إلى البلد الذي تشاء.
تقول: "أنا وحيدة أهلي. والدتي كوبية تعلمت اللغة الإسبانية كي أستطيع تقاسم الحياة الفكرية معي كأي أم وابنة. كما أن عائلة والدتي تضم الكثير ممن يجيدون لغات عديدة".


وعن تأثير والدتها في ثقافتها الفنية، تقول: "والدتي مهندسة ديكور مميزة، علمتني كيف أتذوّق الفن, وأركّب القطع بتناسق. كانت تأخذني إلى المتاحف الفنية, مما أسهم في تنمية ذائقتي الفنية وسهّل عليّ الطريق".
وعن مدى استيعاب الغرب لرسالتها العربية، أجابت "الأجانب يتميزون بالفضول وحب الاطلاع. من خلالهم، وجدت بأنّه عليّ أن أكمل رسالتي في إيصال ما يجهلونه عن كنوزنا العربية من خلال فني. كما أنّ شكلي الأوروبي واللغات التي أتقنها عاملان سهلاّ عليّ المهمة. أنا أتعامل كسفيرة لبلدي السعودية أينما كنت". وتتابع: "في باريس، تعيش نسبة كبيرة من المغاربة والجزائريين الذين أقبلوا على أعمالي".


وعن أسباب ضعف استيعاب الغرب للثقافة العربية قالت: "قد نكون نحن السبب. لذا، أقمتُ ثلاثة معارض خاصة في المملكة. ثم قررت إكمال مسيرتي الفنية عبر باريس".
يذكر أنّ السويل أسّست "جمعية الصداقة والحوار والسلام عبر الفن" في باريس. تتحدث عنها قائلة: "هي أول جمعية للمرأة وأكبر جمعية على هذا المستوى في فرنسا. النقاش في الجمعية لا يخرج عن نطاق المرأة وحقوقها والفن. من خلالها، أقمت عرض عباءات شرقية على مجسمات خالية من الرؤوس. حتى أنّ الفرنسيين المعارضين للنقاب غيّروا رأيهم واشتروا عباءات من تصميمي لشدة إعجابهم بها".