يبدو أنّ بعض الكتّاب في سوريا اتجهوا إلى كتابة المسلسلات التي تتناول قضايا المرأة العربية. ويُجمع المنتجون والكتّاب على أنّ الأعمال التي تتناول المرأة ـ أكانت كوميدية أو اجتماعية ـ هي أعمال مباعة، لأنّ المرأة تتابع الدراما أكثر من الرجل وفق ما يرى المتابعون.


وحضرت المرأة بقوة في دراما رمضان 2010 من خلال أعمال تناولتها من جوانب مختلفة. مثلاً تطرّق "الخبز الحرام" (تأليف مروان قاووق وإخراج تامر اسحق) إلى الفتيات اللواتي يعملن في الدعارة. كما أنّ "صبايا" بجزئه الثاني (تأليف مازن طه ونور شيشكلي، وإخراج فراس دهني) ركّز على المرأة وهمومها والعقبات التي تتعرض لها، بالإضافة إلى أنّ المشاهد كان يتابع بشكل حثيث مظهر المرأة الخارجي والمعاصر وأناقتها. هذا بالإضافة إلى حسّها الكوميدي والفكاهي.


أما "كيلوباترا" (تأليف قمر الزمان علوش، وإخراج وائل رمضان) ورغم إخفاقه جماهيرياً، فقد أضاء على المرأة القوية والملكة التي تقود شعباً وجيوشاً، وجسدت شخصيتها سلاف فواخرجي.


أما نموذج الزوجة التي تتشبث برأيها من أجل طفلها، فقد تابعه الجمهور وتأثر به كثيراً في مسلسل "وراء الشمس" الذي ألّفه محمد العاص وأخرجه سمير الحسين. وكان المشاهد يتابع الشخصية التي أدتها صبا مبارك بكل تفاصيلها من الحب والحنان إلى القوة والعناد. أما المرأة المناضلة والمقاومة، فتجسدت في "أنا القدس" من تأليف تليد وباسل الخطيب، وإخراج باسل الخطيب. وكان المشاهد يتابع معاناتها من خلال شخصية كاريس بشار. أما المخرجة رشا شربتجي التي قدمت العام الفائت شخصية "بثينة" في مسلسل "زمن العار"، وكانت المحور الأساسي في العمل، فما زالت تقدّم نماذج متعددة من النساء. إذ تابع الجمهور في "تخت شرقي" الذي كتبته يم مشهدي، نماذج اجتماعية متعددة من النساء المعاصرات. إذ أنّ المسلسل قدم فتيات عصريات، متأقلمات مع التطور الذي طرأ على المجتمع العربي. وأضاء العمل على علاقتهن بأزواجهن وأصدقائهن وكيفية تعبيرهن عن حبهن. ونعني هنا تحديداً الأدوار التي جسدتها كل من سمر سامي، وسلافة معمار، وروعة ياسين، وميريانا المعلولي، ومها المصري وأمل عرفة. ولا تزال المرأة حاضرة في كل عمل يتم إنتاجه لأنّها تعاني من العديد من المشاكل والهموم. هذا بالإضافة إلى طموحها والتفكير في المستقبل.


وهذا العام، يتم التحضير لأعمال عدة تلعب فيها المرأة دور البطولة. إذ انتهت الكاتبة ريما فليحان من كتابة نصها الجديد الذي يحمل عنوان "حرملك" بالاشتراك مع الكاتب يزن أتاسي. ومن المرجّح أن يخرجه ماهر صليبي ليعرض في رمضان المقبل. ويتحدث العمل عن خمس نساء تجاوزن الأربعين وهن قادمات من بيئات اجتماعية مختلفة، ويعشن حالة من الحرملك المعاصر. إذ أنّهن يائسات من حياتهن إلى أن يصلن الى لحظة معينة يكتشفن فيها أنّهن أضعن حياتهن في أمور لا تستحق. وهذه الصحوة تأخذ حياتهن إلى نقلة نوعية.

 

المزيد

سلاف فواخرجي تحتفل بعيد ميلادها وبـ... "كليوبترا"