تملك د. جلاء أسعد طاهر خبرة أكثر من 10 سنوات في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي. فبالإضافة إلى عملها مديرة لبرنامج سرطان الثدي في هيئة الصحة بأبو ظبي، لا تزال د.طاهر تمارس عملها الإكلينكي في البرنامج الوطني للكشف المبكر لصحة الأم و الطفل، إذ تعمل طبيبة أخصائية لبرنامج و قارئة أولى للماموجرام ( أشعة الثدي). تخرجت د.طاهر من جامعة الملك فيصل في السعودية سنة 1993 و بدأت حياتها المهنية كطبيبة في الجراحة العامة. ثم اتجهت اهتماماتها الى قضايا طب المجتمع. بينما أولت تركيزاً خاصاً حول مجال صحة المرأة و حصلت على شهادة الماجستير في صحة الأم والطفل من جامعة كلية لندن- بريطانيا، و الدكتوراه في الإدارة الصحية من جامعة جونز هوبكنز. د.طاهر إحدى الخبراء الذين سيجيبون على أسئلة قراء وقارئات "أنا زهرة" حول سرطان الثدي وكل ما يتعلق به. لا تتردي في إرسال استفساراتك على الإيميل التاليeditors@anazahra.com :

تمت إجابة هذه الأسئلة باستشارة د . علاء المعراوي- استشاري و رئيس قسم الأورام والدم بمستشفى المفرق.

كيف تكون حالتي بعد العلاج الكيميائي؟ هل يؤثر على القوة و التركيز؟

العلاج الكيمائي كغيره من العلاجات و ليس له علاقة بقوة التركيز و لكن بعض الأدوية التي تعطى قبله مثل أدوية الغثيان و منع القيء قد تسبب حالة الاسترخاء و النعاس. أما بالنسبة لقوة التركيز فهي قد تتأثر بسبب المرض نفسه أو من فقر الدم المصاحب و عادة ما يتحسن تدريجيا.

كم تستغرق مدة العلاج الكيميائي في الجلسة الواحدة ومدة العلاج بالكامل؟ هناك أنواع عديدة من الأدوية التي تعطى كمجموعات لعلاج الأورام السرطانية عامة وأورام الثدي خاصة وعادة يتكون العلاج من عقارين أو ثلاثة عقاقير يتم ‏اختيارها من بين عشرات العقاقير المتوفرة حاليا. يعطى العلاج الكيماوي بشكل دورات علاجية كل أسبوعين أو 3 أسابيع على حسب نوع البروتوكول المستخدم بينها فترات راحة يستغرق العلاج حوالي 3 إلى 4 أشهر. عادة تدخل المريضة لأخذ العلاج لمدة يوم واحد في العيادة المخصصة لذلك بالمستشفى وتخرج إلى المنزل في نفس اليوم. الجلسة الواحدة في العلاج الكيميائي تأخذ من ساعة إلى عدة ساعات حسب نوع الأدوية الكيميائية و المناعية المعطاة. و معظم هذا الوقت يكون للأدوية التي تستخدم في تحضيرالمريضة و تعمل على منع الأعراض الجانبية مثل الحساسية و الغثيان و القيء. أما عن إدوية المناعة فيعطي على فترة سنة كاملة تأخذ المريضة خلال 17 جلسة مناعية. تعطى الأدوية إما عن طريق الفم أو بالحقن في الوريد أو في العضل. ولتسهيل عملية الحقن بالوريد والتقليل من إمكانية حدوث التهاب مكان وضع الإبرة في الوريد فربما تطلبين أو يخبرك الطبيب أنه بالإمكان زرع منفذ بلاستيكي تحت الجلد يتم حقن الأدوية من خلاله وأيضا أخذ عينات الدم.

ما هي الآثار الجانبية على صحتي؟ هل يلحق بي العلاج الكيميائي أي ضرر؟ الأعراض الجانبية تعتمد على نوع الأدوية المستعملة، كميات الأدوية المستعملة وطول فترة العلاج. وتعتمد درجة هذا التأثير على قدرة الخلايا على الانقسام. فكما أن الخلايا السرطانية نشيطة كثيرة الانقسام (وهذا ما يجعل الدواء يقضي عليها أو يوقف نموها)، فإن هناك خلايا أخرى في الجسم نشيطة وكثيرة الانقسام مثل خلايا الشعر وخلايا النخاع العظمي (التي تكون كريات الدم الحمراء والبيضاء و صفائح الدم)، وكلما كانت الخلايا أكثر انقساماً كلما كان تأثير العلاج الكيماوي عليها أشد. لذلك فإن أكثر مضاعفات العلاج الكيميائي هي سقوط الشعر ونقص كريات الدم البيضاء وصفائح الدم بينما تكون خلايا الجسم الأخرى الأقل نشاطاً وانقساماً أقل تأثراً. و لكن العلاج الكيميائي قد تطور كثيراً عبر السنوات و أصبحت حدة الأعراض الجانبية أقل.

ننصح بمراجعة أقرب قسم طوارئ في حال حدوث أي مضاعفات أو ارتفاع في الحرارة فوق 38و3 درجة مئوية . أما الدورة الشهرية فتتأثر بهذه العلاجات فقج تتأخر و احيانا تنقطع بشكل مؤقت اودائم حسب نوع العلاج و سن السيدة . فكلما كان عمر السيدة اقرب الى سن انقطاع الطمث كلما كان احتمال انقطاع الدورة الشهرية أكبر . و على المريضة أن تسأل الطبيب قبل العلاح عن الأعراض التي يمكن أن يحدثها العلاج . فكلما كلن علم المريضة عن علاجها أكمل كلما سار العلاج بيسر و سهولة أكبر.

‏بعض هذه الأعراض دائم وبعضها مؤقت. فيما يلي استعراض للأعراض الجانبية المؤقتة التي عادة ما تختفي عند إيقاف العلاج: الإحساس بالتعب والإرهاق، غثيان وقيء، فقدان الشهية، تساقط الشعر، تقرحات بالفم، اضطرابات في الدورة الشهرية، ضعف المناعة وإمكانية التعرض للإصابة بالالتهابات كالانفلونزا وغيرها بسب نقص في ‏كريات الدم البيضاء، إمكانية الإصابة بالنزيف الخراجي والنزيف تحت الجلد حتى من الإصابات البسيطة نظرا للنقص في الصفائح الدموية.

لماذا يتساقط شعري؟ وهل سيعود للنمو من جديد؟ يتساقط الشعر لأن خلايا بصيلة الشعر هي من أسرع خلايا الجسم انقساماً و العلاج الكيميائي يعمل على مبدأ القضاء على الخلايا سريعة الانقسام (مثل خلايا السرطان) و إن كانت سرعة انقسام خلايا بصلة الشعر قريبة نسبياً من سرعة انقسام خلايا الورم فإنها تتأثر، خاصة إذا كان نوع العلاج الكيميائي المستخدم من النوع الذي يؤدي إلى هذا العارض الجانبي. لكن الشعر يعود لينبت خلال شهر بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي و يعود إلى طبيعته بعد 3 إلى 6 أشهر لكن قد يتغير لونه أو ملمسه في بعض الأحيان.

ما تأثير ذلك العلاج على خصوبة الرحم وعلى انقطاع الطمث؟ تنقطع العادة الشهرية عند بدء العلاج عند كثير من المريضات ولكنها تعود إلى الظهور مرة أخرى بعد انقضاء فترة العلاج عند النساء الأقل من الأربعين عاما، ولكنها عادة ما تختفي إلى الأبد عند المريضات الأكبر سناً. العلاج الكيميائي ليس له تأثير على البويضات، ولكنه يحدث تغير في عمل المبايض بحيث تصبح غير قادرة على تحرير البويضات. تعتمد الخصوبة عند السيدات دون سن الأمان في العلاج الكيماوي على نوع العلاج، الجرعة وعمر السيدة. ولكن من المعروف أنه كلما كان عمر السيدة أقل كلما كانت فرصة خصوبتها بعد العلاج أكثر.

ماهي الأمور التي ينبغي تجنبها أثناء العلاج؟ ليس هناك من أمر ممنوع بتاتاً. تنصح المريضة أن لا تتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة لدى إعطاءها بعض العلاجات الكيميائية والتي تؤدي إلى التحسس من أشعة الشمس و قد يكون من المفيد الابتعاد عن الأشخاص المصابين باللاتهابات الحادة خاصة أو الانفلونزا من أفراد العائلة و الجلساء. و بشكل عام فإن العلاقات الزوجية غير ممنوعة مع أخذ الحذر بعدم حدوث الحمل خلال العلاج. هل ينبغي أن أغير طبيعة طعامي ونمط حياتي في تلك الفترة؟ إن نسبة 15% من المريضات يزيد وزنهن على العلاج الكميائي لذا ينصحن بالاعتدال في الطعام و تناول الخضروات و الفواكه و الألياف وكميات بسيطة و متكررة من الطعام مع الإكثار من تناول الماء.تجنبي تناول الأطعمة الحارة أو الدسمة. أكثري من تناول الأطعمة الباردة و الخفيفة مثل اللبن. كذلك إنقاص الوزن مع المحافظة على أن يكون الطعام غنياً و متنوعاً. و ننصح بـأخذ قسطاً كافياً من الاسترخاء و الراحة و النوم و مزاولة الرياضة الخفيفة كالمشي.

المزيد على أنا زهرة: