الزيارة التي قامت بها "أنا زهرة" لمبنى التلفزيون السعودي القناة الأولى صباح أمس, كانت حافلة جداً. دار حديث طويل مع الإعلامي سعيد اليامي حول خبرته الطويلة منذ انطلاقته كإعلامي شاب طموح وصولاً إلى تعيينه مديراً للتلفزيون ومقدم برنامج "الخط الأبيض" كل يوم خميس.

دائماً ما تكون بداية كل مُحترف قصة... ما قصتك مع الإعلام؟
تخرجت من كلية التربية. لكنّني كنت أهوى الإعلام. خلال طفولتي، كنت أعمل مديراً لإذاعة المدرسة. وكنت ألعب دور المذيع مع عائلتي، وأجري مقابلات مع أفرادها لإرضاء غروري. (يجيب ضاحكاً).


ماذا تحمل من ذكريات إعلامي طموح في مقتبل العمر؟
لم يكن كل من يعمل في المجال الإعلامي يحمل حسّ المهنة. ومن أجل أن تثبت وجودك، يلزمك التضحية. أذكر أكثر من مرة تقدمت باقتراحات تم رفضها أو تمت سرقة فكرتي. ذكريات علمتني وأسستني وأصقلتني بالخبرة.

 

لكنك ستواجه الأمر ذاته. هل تتقبل وجود إعلامي ضمن مجموعتك لا يوافقك على توجّهك ومسارك؟
الموهبة والعمل الجيد يثبتان نفسيهما. كما أنّ الحس الإعلامي مهم. العمل الصحافي المكتوب ينتهي بعد إفراغه ونشره، بينما العمل التلفزيوني يحتاج إلى تنظيم ووقت وتقارير. تقرير من خمس دقائق قد يحتاج أياماً من التحضير. العمل التلفزيوني ليس بالسهولة التي تتوقعينها. قبل قليل، خرج أحد إعلاميينا لإعداد تقرير لكنّه عاد فارغاً، فالجهة التي ذهب اليها لم تسمح له بالدخول. لكنني أقول إنّه كان باستطاعته التجرؤ أو التحايل من أجل إقناعهم بالأمر. العمل التلفزيوني ليس بالسهولة التي يتوقعها أي شخص. إنّه رغبة وهواية وإقدام.

 

ماذا يحتاج الإعلامي أو الإعلامية باستثناء الوسامة والجمال؟
لديك لاري كينغ وأوبرا وينفري. إنّهما لا يتميزان بالشكل بل بالجرأة والتمكن. كما أن الحدس والقبول أساسيان. هناك من يتمتع بجمال الشكل لكنه غير مقبول على الشاشة. القبول ينبع من الروح، والروح الجميلة تعني بأن الشخص يملك حساً لمهنته، وهذه ثقافة.


ماذا عن برنامجك "الخط الأبيض" الذي تقدمه مساء كل خميس على القناة الثقافية؟
أرى بأن الثقافة ليست مجرد تنظيم. حياتنا إجمالاً ثقافة سواء من الناحية الوطنية أو الغداء أو الصحة. سأستضيف اليوم الخميس الدكتور عيسى الأنصاري مدير جامعة الأمير محمد بن فهد في الخبر والدكتور صالح الحميدان ممثل الغرف الخليجية للجنة البشرية. وسنناقش قضية ثقافة العمل. وهذا الأمر موجود على المستوى العربي وليس السعودي فقط. لو قارنت اليابان مثلاً فــ 80% من مساحتها تتكوّن من الجبال وهي خالية من الموارد، لكنّها في مصاف الدول الصناعية بسبب تواجد ثقافة العمل لدى شعبها. ونحن، ديننا الإسلامي يحث على العمل من منطلق "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". ونحن طرحنا الأمر لأنّ فرص العمل في السعودية كبيرة، وفي المقابل لدينا بطالة لأنه لا يوجد لدينا التزام. كذلك، سوف نناقش فرصة عمل المرأة والغذاء والصحة. هناك ثقافات كثيرة مفقودة. ومن خلال البرنامج، سنحاول أن نناقش الثقافة البسيطة التي تلامس واقع المجتمع.


باعتقادك، ما الرابط بين سياسة الإعلام والتسويق؟ أرى أنّ هناك إنتاجاً لا بأس به من البرامج، بينما المشكلة تكمن ضعف الانتشار؟
في السابق لم يكن هناك الا القنوات الوطنية. لم نكن نولي التسويق اهتماماً. لكن في خضم انتشار الفضائيات، لم يعد أحد يتابع فضائيةٍ ما الا لدقائق معدودة. بالنسبة لنا، فالتسويق شبه معدوم.

 

الإعلاميان علي الظفيري والمخرج محمد العنزي يظهران دوماً في وسائل إعلامية للإعراب عن امتنانهما لك، لكن ألم تصبك حمى الانتقال لفضائية أكبر مثل علي؟
أنا فكرت في الأمر لكنّني أشعر بالوفاء إلى مكان طالما أحببته. كما أن محمد العنزي ما زال متواجداً في التلفزيون السعودي.

 

بماذا تعتب على علي الظفيري؟
زرع قيماً وعادات تعودنا عليها ثم تركنا وذهب. "عتبة محبة" وأقول له ولمحمد العنزي: أنتما القدوة وأنا المستفيد منكما.

 

كيف تقيّم العمل في التلفزيون السعودي لجهة أداء الإعلاميين؟
لدينا ذوو الخبرة مثل الإعلامية نهى الناظر سواء من ناحية الإعداد أو التقديم. وهناك الوجوه الجديدة التي نعطيها فرصة للتدريب وصقل نفسها بالخبرة.

 

الدكتور عبد العزيز خوجة هل أحدث نقلة في الإعلام السعودي بعد توليه المنصب الوزاري؟
بحكم شاعريته ووجوده في المجال الإعلامي سابقاً، فهو الأخبر في المجال الإعلامي. لا شك في أنّه رفع سقف الحرية.

 

ما هي خططكم للمرأة الإعلامية؟
الإعلام عمل تكاملي, إن لم يكن للمرأة دور فيه، فلن يكون النجاح حليفه. الأم مدرسة إذا أعددتها، أعددت شعباً طيب الأعراق. حتى في مجال النقاش، إن لم تتواجد المرأة فلن تحل القضية.

 

من هي المذيعة التي تراهن على مهنيتها ومستقبلها في التلفزيون السعودي؟
كنت وما زلت أراهن على ناهد الأحمدي.


أخيراً ما الرسالة التي توجّهها إلى وزير الإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة؟
أقول له بأن إعلامنا بحاجة لزرع الثقة في الجيل الإعلامي الشاب والطموح. وهذا لا يأتي من دون توقّع أخطاء تبدر منه.

المزيد على أنا زهرة: