اعتبرته ضيفاً زارها بلا موعد وبلا سابق معرفة. فقررت أن تحسن التعامل معه حتى يمضي في سبيله وتكمل هي حياتها بسلام.

فائزة الزبيدي تستذكر دائماً قوله تعالى " قل لن يصيبنا ألا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المتوكلون". أصيبت الزبيدي بسرطان الثدي وهي امراة ممتلئة بالحيوية والجمال والإقال على الحياة.
تقول الزبيدي " زارني المرض وهو يحمل لي الألم والضيق والمعاناة، زارني وهو يحمل لي الخوف والحزن والقلق. لكني رغم ذلك رحبت بالضيف كما وصاني ديني. وتحملت عطاياه وصبرت على الألم والضيق وتجاوزت المعاناة وكسرت الخوف وشتت الحزن وأخمدت القلق وتحديت المصاعب بالإيمان القوي بقضاء الله وقدره، والصبر عليه بالإرادة الصلبة والعزيمة الجبارة".

كان خـبــر الإصابة وبسرطان الثدي بمثابة الفاجعة لكل من حول فائزة، أهلها وزوجها ومعارفها. "كنت أرقد على سرير المستشفى لا أعرف ما هي الحكاية. دموع في عيون من حولي، إستنكار وصراخ في صدورهم أكاد أسمعه دون أن يتلفظوا به".

كان على زوجها أن ينقل لها الخبر، لكنه لم يستطع التلفظ باسم المرض، ليقف مدهوشاً أمام قوة احتمالها وتقبلها لما كتب عليها أن تقاسيه.

على العكس مما هو متوقع كانت فائزة هي من تخفف على من حولها. تقول "كنت أبعث الأمل والسعادة فيمن حولي بثباتي وصمودي ومواجهتي للحقيقه، فلم أستسلم ورجعت إلى عملي كمديرة مدرسة وعملت بجد ونشاط رغم جرعات الكيماوي التي كانت تحرق عروقي لكنها لم تستطع أن تحرق عزيمتي وإصراري على مواجهة الحياة بكل تفاؤل وسعادة".

بل وقررت أيضاً أن تكمل دراساتها العليا فأكملت شق طريق نجاحها وذهبت لجامعة اليرموك في إربد والتحقت بدراسة الدبلوم العالي تخصص إدارة مدرسية وفي هذه الأثناء كانت تخضع للعلاج بالأشعة النووية.
عن تلك افترة توضح فائزة "كان أمراً صعباً للغايه أن أذهب صباحاً من عمان إلى إربد وأعود في المساء للعلاج بالأشعة النووية في مركز الحسين للسرطان، واستمريت على هذه الحال 9 شهور حصلت من خلالها على شهادة الدبلوم العالي بتقدير ممتاز وبوقت قياسي حيث أن الدراسة تحتاج سنة أو سنة وفصل صيفي".

تعافت فائزة تماماً من المرض، وهي الآن تعطي المحاضرات حوله لتوعية النساء اللواتي يقاسين تجربة مماثلة. وتقول لهنّ مثلما تقول لقارئات أنا زهرة "لا تستسلمي واثبتي وجددي روحك وحياتك وسيـسي مرضك لصالح سعادتك وسـعادة من حولك ولا تجعليه سـببأً لتعاسـتك وتعاسـة من حولك". وتضيف "الألم يمر وينتهي، والمرض يظهر ويختفي والجراح تبرأ وترتوي والنفـس تتألق وتنتشي".

المزيد على أنا زهرة: