وائل جسّار اختار أن يسير في عالم الفن بخطى بطيئة لكن ثابتة وناجحة بامتياز. بدأ مشواره وهو طفل صغير عندما كان يغني في المناسبات وحفلات "الضيعة" التي يقطن فيها. وانتهز فرصة المشاركة في أحد المهرجانات المحلية التي أقيمت في منطقة رياق في محافظة البقاع اللبنانية ليحقّق المركز الأول. ثم اشترك في برنامج "الحروف تغني"، فأطلقوا عليه لقب "الطفل المعجزة". لكنه قرّر الابتعاد عن الساحة الفنية نظراً لانتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصبا ثم الرجولة ليعود إليها بأول ألبوماته "ماشـي". ألبوم تميز بطابعه الطربي المصري، ثم حقّق من خلال ألبوماته التالية نجاحات متتابعة. إلا أنّه اختفى عن الساحة ليدقق في خياراته خصوصاً في ظل "تكدّس" المغنّين والمؤدين.
"أنا زهرة" التقت وائل جسار، وكان هذا الحوار:

 

أين كان وائل جسار طيلة هذه الفترة؟
لم أكن غائباً. أنا موجود. لكني أنتقي إطلالاتي الإعلامية. وأعكف باستمرار على انتقاء الكلمات الجيدة والألحان المختلفة عن السائد. لقد راهنت على الانتشار والنجاح من خلال شارات مسلسلات والأفلام المصرية، ما أعتبره مجازفة لكني كسبت الرهان. إضافة إلى صدور أغنية single بعنوان «مهما تقول»، و"غريبة الناس" التي حققت نجاحاً كبيراً وصولاً إلى الأغنية التي طرحتها في عيد الفطر المبارك "مليون أحبك".

 

من يساعدك في اختيار أغنياتك؟
أنا أفضّل أن يستمع شخص معي إلى الأغنيات أثناء اختيارها. لكنّ القرار النهائي يبقى لي.

 

لماذا تغني دائماً باللهجة المصرية؟
أنا أحب اللهجة المصرية وأغنيها باستمرار. لكن هذا لا يعني أنني لا أقدم سواها، ويشرّفني أن أغني باللهجة اللبنانية لأنّها لهجة وطني. أما غيابها عن الألبوم الأخير، فلم يكن متعمّداً. من ناحية أخرى، سأقدم أغنيات باللهجة الخليجية.

 

تنجح أغنياتك عادةً قبل تصوير الكليب، لماذا؟
لأنني أركّز على الأغنية بحدّ ذاتها من كلمات ولحن وتوزيع قبل أن أتخيّل كيف ستكون الصورة، مما يضمن النجاح للأغنية قبل تصويرها، ثم يأتي الفيديو كليب ليكمل نجاحها.

 

هل غناء شارات عدد من المسلسلات المصرية كان مصادفة أم مخطّطاً له؟
ما حدث أنّ الأستاذ يوسف شرف الدين والفنان نور الشريف أرادا الخروج من حصر شارات المسلسلات المصرية بالفنانين المصريين، ووقع الخيار عليّ لغناء شارة مسلسل «الدالي». وقد أعجبتني الفكرة التي حصدت نجاحاً كبيراً خصوصاً أنّ المسلسل عرض على جزءين على مدى عامين في رمضان المبارك الذي يحظى بأعلى نسبة مشاهدة. بعد هذا العمل، قمت بغناء شارة مسلسل «عبد الناصر» وفيلم «قبلات مسروقة».

 

كيف تصف علاقتك بـ "روتانا"؟
تربطني بالشركة علاقة جيدة لكنها لا تتعدى ذلك. ولن أوقّع معها عقد عمل لأنني سعيد جداً بتعاملي مع شركة Arabica music التي أنتجت ألبوم «توعدني ليه».

 

"روتانا" اليوم هي الشركة الأضخم والأكبر من حيث الإنتاج الفني، لمَ لستَ معها؟
أنا لست محسوباً على أحد. وهذا لا يعني أنّني لا أحترم شركة "روتانا" وأقدّرها. صحيح أنّه يوجد فيها عدد كبير من الفنانين والفنانات لكنهم لا يستحقون ذلك. إلا أن المحسوبيات تلعب دوراً كبيراً في تصنيف الفنانين!

 

هل عقدك مع Arabica music عقد احتكار؟
كلا، أنا أوزّع أغنياتي وكليباتي على كل التلفزيونات. وأنسّق مع الشركة في هذا الخصوص. أرفض أن تكون أعمالي محصورة بتلفزيون معين لأنّ الفنان ملك للناس والصحافة. وإذا فرضت عليه بنود تحدد ظهوره، فستكون الشركة أول الخاسرين.

 

منذ ظهورك، اتهمت بتقليد "سلطان الطرب" جورج وسوف. متى تظن أنك تخطيت هذا الموضوع وكوّنت اسمك الخاص بك وبصوتك؟
أنا لم أقلّد أحداً. والدليل أنّه عندما نضج صوتي، ظهر الفرق بيني وبين "سلطان الطرب" جورج وسوف. مع الإشارة إلى أن الموضوع لم يزعجني يوماً لأنّ "سلطان الطرب" فنان محبوب ذو صوت رائع.

 

هل صدمك الفن يوماً؟
صدمني أكثر من مرة. وفي إحدى المراحل، قلت إنّه يجب أن أتوقف عن الغناء! لكن محبتي لعملي تجعلني دائماً أطرد الفكرة من رأسي وأكمل مسيرتي بشكل صحيح، لأن الانتصار يكون من نصيب الأقوى. وأنا كذلك بفضل محبة الجمهور لأعمالي الفنية.

 

متى تكتفي من الفن؟
عندما أشعر أنّ لا فائدة مني. الإنسان يكبر ويصل إلى مرحلة يتعب فيها ويجب أن يرتاح. عندما أصل إلى هذه المرحلة، أفضّل أن أبتعد عن الفن. لذلك، أحزن كثيراً عندما أرى الأستاذ العملاق وديع الصافي يعمل حتى اليوم.

 

من مثلك الأعلى فنياً؟
لا يوجد مثل أعلى بقدر اعتمادي على إحساسي وموهبتي حتى أرتقي أنا أو أي فنان بالمستمع.

 

ماذا عن جديدك الفني؟
لقد انتهيت من تصوير فيديو كليب أغنيتي الجديدة "مليون أحبك" تحت إدارة المخرجة رندة العلم في أول تعاون بيننا بسبب بصمتها المتميزة في عالم الفيديو كليب. لقد أرادت رندة أن تقدمني في الكليب بصورة مغايرة عن كل أعمالي السابقة، وركزت على الشكل والصورة ضمن إطار بسيط.

 

هل تتدخل في فكرة الكليب؟
تصلني عادة فكرة الكليب جاهزة، إما أن أوافق عليها أو أرفضها. وعند موافقتي، أجري عليها بعض التعديلات والإضافات.

 

ماذا عن تحضيرات ألبومك الجديد؟
لقد تأجّل إصدار الألبوم وائل إلى بداية العام الجديد. لكني انتهيت من تسجيل خمس أغنيات منه باللهجتين المصرية واللبنانية.