انتقد كاتبا مسلسل "صبايا" بجزئه الثاني مازن طه ونور الشيشكلي بعض النقاد لتناولهم المسلسل، مستغربين اتهامات كاتبة الجزء الأول من العمل رنا الحريري التي وصفت العمل بـ "الساذج" و"قصر الرؤية" و"التهريج".

 

وقال الكاتبان في بيان حصلت "أنا زهرة" على نسخةً منه وحمل عنوان "هل هو مشروع نهضوي أم مسلسل ترفيهي" إنّه منذ عرض الحلقات الأولى للعمل، "انبرى بعض النقاد وأشباه النقاد على شنّ هجوم لاذع وغير مبرر وغير عقلاني على العمل متهمين إياه بأنّه يسيء الى صورة الفتاة السورية، ولا يقدم أي طرح فكري، ويسيء الى قيم المجتمع". وأضافا: "ذهب البعض بعيداً، فوصفه بأنّه يقدم نموذجاً عن المثلية الجنسية، وطالب البعض الآخر جميع من عمل في "صبايا" بالتوقف عن المشاركة في أجزاء أخرى حتى لا يمسّهم عار الصبايا لأنه عمل موجه خصيصاً إلى شريحة المكبوتين والمحرومين".

 

وأوضح الكاتبان: "نحن أولاً نستقبل بكل رحابة صدر أي نقد منهجي وعقلاني للعمل، ولا بد من الإشارة وتوجيه التحية إلى القلة القليلة التي نقدت العمل بطريقة منهجية ومفيدة. لكن أن يتحول النقد إلى مجرد تقديم وجهات نظر مجتزأة وقاصرة وبعيدة عن روح النقد، فهذا أمر غير مقبول". ولفتا إلى أنّه عندما ينبري بعض النقاد غير المتخصصين أصلاً لتشريح العمل بهذه الطريقة والتعبير عن فجيعتهم بأنّ العمل لا يحمل طرحاً فكرياً وهمّاً عاماً، فإنّ هذا الأمر يفضح جهل هؤلاء في هذه النوعية من الأعمال، ويكشف أنهم يستعملون قوالب جاهزة وأحكاماً مسبقة، ومسطرة واحدة لقياس كل الأعمال. لذلك ينتقدون "صبايا" بالطريقة نفسها التي ينتقدون فيها الأعمال التاريخية والاجتماعية وأعمال البيئة. وأضافا أنّ هؤلاء تناسوا أنّ هذه النوعية من الأعمال لا يمكن أنّ نحملها فوق طاقتها وأنّه من حق المشاهد أنّ يحظى بوجبة كوميدية خفيفة في شهر رمضان بعيداً عن الضجيج، وقرع السيوف، وقضايا الشرف، والخيانة، والعلاقات المشبوهة التي أتحفتنا فيها دراما هذا العام .

 

وتابع البيان أنّه في "صبايا 2"، قدّم الكاتبان معالجة كوميدية لحياة خمس فتيات يجمعهن بيت واحد، وهن متعلمات، وجميلات، وعاملات، وحالمات. وكل فتاة تسعى إلى تحقيق حلمها الشخصي من دون توريط الشخصيات في علاقات غير شرعية أو انحرافات أخلاقية إلى درجة كانا الكاتبان حريصين على عدم تقديم أي مشهد فيه تدخين أو تعاطي للخمر. وتساءلا: هل في ذلك إساءة للفتاة السورية؟ كما لفت البيان إلى "أنّه إذا كان نموذج الفتاة التي تعيش بمفردها بعيداً عن الأهل وهي في الوقت نفسه تحاول الحفاظ على قيم اجتماعية معينة، وتسعى للعمل وتتعامل مع النت والكمبيوتر، وتحاول تحقيق أحلامها، وترتدي ملابس أنيقة، وتهتم بمظهرها الجمالي مسيئاً إلى الفتاة السورية، فأرجو من السادة النقاد أنّ يقدموا لنا تعريفاً آخر للفتاة السورية التي يرونها، ولا أعتقد أنّ الجمال والأناقة والإهتمام بالمظهر أصبحت تهمة أو ربما جنحة" وفق ما قال الكاتب مازن طه.

 

وفي السياق نفسه، استغرب الكاتبان تبرّؤ رنا الحريري من الجزئين معاً وإطلاقها سيلاً من الاتهامات بالسذاجة وقصر الرؤية والتهريج بحق الجزء الثاني، موضحين أنّ من حق كاتبة الجزء الأول أنّ تتبرأ من عملها، ومن حقها أن تنتقد الجزء الثاني، لكن ليس من حقها أنّ تتبرأ من الجزء الثاني لأنّها ليست معنية به، فالعمل لا يحمل توقيعها.

 

وردّاً على اتهاماتها بقتل الشخصيات وتقديمهما بطريقة ساذجة، طلب الكاتبان من الحريري أن تتذكر الجزء الأول، وإحدى الحلقات التي كانت فيها البطلات لا تستطعن التمييز بين الدولار والليرة السورية. وفي حلقة أخرى، كانت إحدى ضيفات العمل تتحدث طيلة الحلقة عن كلبها والصبايا يعتقدن أنها تتحدث عن زوجها. ثم تساءلا "هل هذا الموقف يعبر عن الذكاء الخارق للشخصيات؟".

 

واختتم الكاتبان بيانهما: "نقول للسيدة رنا الحريري بكل ود ومحبة واحترام، نحن قدمنا "صبايا 2" من وجهة نظرنا، ونحن المسؤولون عن نتيجة هذا العمل، ولم يحمّلك أحد هذه المسؤولية. وإذا كانت نتيجة "صبايا" مخيّبة لك، فنحن نتمنى لك التوفيق في أعمالك القادمة".

 

وكانت الحريري أصدرت في أيلول (سبتمبر) الماضي بياناً قالت فيه إنّها تتبرأ من "صبايا" بجزئه الأول لأن المخرج لم يكن أميناً على النص، قام بتعديله من دون العودة إليها. وأشارت إلى أنّها فجعت لرؤية الشخصيات التي كتبتها تُقتل وتُشوَّه على الشاشة في الجزء الثاني، كأنّه جاء ليوغل في الأخطاء المرتكبة بحق الجزء الأول لا بل ليؤكد عليها، فالسذاجة هي عنوان الحلقات والتهريج والاستعراض هو طابع العمل.

 

يشار الى أنّ الجزء الأول كانت من كتابة رنا الحريري وإخراج ناجي طعمة، فيما أخرج الجزء الثاني فراس دهني.

 

 

المزيد على أنا زهرة:

المطالبة بعدم تقديم جزء ثالث من "صبايا"

مؤلفة مسلسل "صبايا" تتبرأ منه