على رغم تقديمه مجموعةً من الأعمال الدرامية والسينمائية، إلا أنه يعتبر "الجماعة" أهم عمل قدّمه حتى الآن. من خلال تجسيد شخصية حسن البنا، استطاع أن يحفر اسمه بين نجوم الفن في مصر والوطن العربي. كما اعترف أنّ الجدل الذي أثير حول المسلسل صبّ في صالح المشاهد قبل العمل. هو الفنان إيّاد نصّار الذي التقته "أنا زهرة" لمعرفة سر اختفائه بعد تقديم العمل، وكيف استطاع أن يلمّ بتفاصيل شخصيّة حسن البنا إلى درجة أنّه حظي بلقب أفضل ممثل في دراما رمضان هذا العام.

 

لماذا رفضت إجراء الحوارات خلال عرض المسلسل؟
أنا كنت في معسكر مغلق لم أخرج منه إلا بعد انتهاء شهر رمضان سيما أنّ التصوير استمر حتى عرض الحلقة الأخيرة من المسلسل. لم يكن لديّ وقت لإجراء أي حوار أو حتى مشاهدة العمل نفسه.

وما سرّ اختفائك بعد انتهاء عرض المسلسل مباشرة؟
لم أختفِ لكنّي سافرت إلى الأردن لرؤية أبنائي، سيما أنّ انشغالي بالعمل حرمني من رؤيتهم أكثر من ثمانية أشهر. وكان لا بد من أن أسافر لقضاء إجازة العيد معهم. وفور عودتي، بدأت أتحدث عن العمل في مختلف وسائل الإعلام.

ما رأيك في الجدل الذي أثاره المسلسل قبل عرضه وخلاله؟
يقاس نجاح العمل الفنّي بمقدار الحالة الجدلية التي يخلقها بين المشاهدين. لا يوجد إجماع على عمل، لكنّ حالة الجدل تعني أن هناك مشاهدة ومتابعة لهذا العمل. وأرى أنّ الجدل جاء في صالح المشاهد والعمل معاً لأنّ المسلسل ألقى الضوء على فترة صعبة ومجهولة بعض الشيء للجيل الجديد. والمثير أنّ العمل جعل كثيرين يبحثون عن حسن البنا كي يعرفوا تاريخه وتاريخ الجماعة وأعتقد أن تلك هي رسالة الفن.

هل أثّر الجدل الذي أثير حول العمل في تقديمك للشخصية لدى عرضها؟
صراحة، خلال التصوير، كنت منعزلاً عن كل وسائل الإتصالات المتاحة، ولم أكن أعلم بالجدل ولا بالانتقادات. ابتعدت عن كل ما أثير حول المسلسل حتى لا أتعرض لعملية تشويش، وخصوصاً أنّني كنت مركزاً جداً على الشخصية.

ما هي ردود الفعل التي تلقيتها بعد عرض المسلسل؟
ردود فعل جيدة. عندما أقابل الجمهور في الشارع، كان أغلبه يناديني بالشيخ حسن. ويستوقفني البعض ليؤكد لي أنّ العمل رائع. وهناك مَن يقول إنّه عمل رائع لكنّه يختلف معه في بعض النقاط. وهناك من اتفق مع العمل فكرياً.

كيف استعديت لتقديم الشخصية؟
علاقتي بحسن البنا ليست حديثة العهد، بل بدأت منذ طفولتي. فقد كنت أقرأ عنه. وعندما عرض عليّ الأستاذ وحيد حامد العمل، بدأت منذ عام بقراءة كم كبير من المراجع. كل ذلك ساهم في رسم صورة حسن البنا في ذهني. اعتمدت على صورته في داخلي، ودعمت المراجع تلك الصورة. لكنّي في النهاية كنت محكوماً بالنص.

كيف استطعت رسم الشخصية سيما أنه لا تتوافر لحسن البنا لقاءات حية؟
اعتمدت على المراجع والصور، وركّزت تماماً على حركاته في الصور حتى أكوّن ردود فعله. فقد اعتمد الكاتب وحيد حامد على كم كبير من المراجع التي تتحدث عن حياة البنا. كما أنّني كنت أتمتّع بخلفية فكرية عنه.

قبل تقديمك العمل، كيف كنت ترى حسن البنا؟
حسن البنا انسان. يعني، ليس قديساً ولا نبياً لكنه في النهاية انسان له عيوبه وميزاته. لكن أن يُنجز عمل يتناول مسيرته أو حياته، يعني ذلك أنّه شخصية غير عادية. لذلك تعاملت معه بمنطق الانسانية، لكنني في النهاية مثلي مثل كل الفنانين. أنا محكوم بنص معين لكني كنت أتفق فكرياً مع هذا النص. ويمكن أن يكون هذا الاتفاق ساهم في تصديق الجمهور لدوري في العمل.

ما هي أصعب المشاهد التي قدمتها في العمل؟
لا يوجد مشهد صعب وآخر سهل. كل المشاهد تحتاج إلى تركيز كبير، لكن هناك مشاهد تتطلب تركيزاً وجهداً أكثر مثل مشهد المواجهة بين البنا ومرتضى المراغي. هذا المشهد يحوي انفعالات كثيرة تراوح بين الصعود والهبوط في نبرة الصوت والقوة والضعف في آن، بالإضافة إلى مشهد آخر يظهر البنا لدى سماعه آية "إن تريد أن تكون جباراً في الأرض"، فنظر إلى الراديو نظرةً صامتةً، لكنّها معبرة عما يدور في داخله، وتكمن صعوبتها في انفعالها الداخلي من دون كلام.

لماذا تستهويك دائماً تقديم الشخصيات التاريخية؟
لأنّك تستطيع أن تخرج فيها كل ما لديك من طاقة إبداعية، ولأنّه لا تتوافر سينما عندنا في الأردن، فالأمر متّجه نحو الدراما ذات الطابع البدوي. أمّا بالنسبة إلى مسلسل "الجماعة"، فلا أعتبره عملاً تاريخياً بل مسلسلاً يرصد فترة تاريخية، كما لا أعتبره سيرة ذاتية لكنّه حالة فكرية لشخصية معينة.

ما الذي يشغل تفكيرك بعد تقديمك شخصية حسن البنا؟
أكثر ما يشغلني هو سؤال: ماذا بعد الجماعة؟ أعتبر أنّ نجاح المسلسل وضعني في مأزق. لا أستطيع تقديم عمل أقل من مستوى "الجماعة" من حيث المضمون.

ماذا عن السينما، وخصوصاً آخر أدوارك في فيلم "بنتين من مصر"؟
لقد قدمت في مصر أكثر من فيلم مثل "حفل زفاف" و"أدرينالين". وكلّها أعمال قدمتني بشكل مختلف، وأضافت إلى مشواري الفنّي. أمّا عن "بنتين من مصر"، فأعتبره عملاً أكثر من رائع، استطاع أن يرصد معاناة الفتيات في العالم العربي كلّه بالإضافة إلى هوس الشباب في البحث عن الفتاة المثالية.

وماذا عن أعمالك في الأردن؟
للأسف، الفن في الأردن يسير بخطوات بطيئة وإن كان ذلك يعود إلى أسباب عدة أوّلها ضعف الإنتاج، إلى جانب قلة عدد السكان. ليست هناك في الأردن كثافة سكانية. كل هذه العوامل أثّرت في الحركة الفنية هناك.

ما الجديد في حياة إياد نصّار خلال الفترة المقبلة؟
أقرأ حالياً العديد من السيناريوهات السينمائية والتلفزيونية، لكنّي حتى الآن لم أحدّد العمل الذي سأختارته.

 

موضوعات ذات صلة:

شيخ العرب والشيخ حسن البنا الأكثر جدلاً... وجذباً

الشيخ حسن البنا يطيح بنجمات رمضان

مسلسل الجماعة وأم كلثوم

دعوى قضائية جديدة ضد "الجماعة"