استطاعت المغنية جنين دي أن تحقّق تواجداً فنياً في بداية ظهورها ومع إطلاق ألبومها "سلام". شبّهها بعضهم بالنجمة العالمية داليدا. لكنها ما لبثت أن اختفت عن الأضواء لتعود بقوة في عمل مسرحي راقص. "أنا زهرة" التقت جانين، فكان هذا الحوار:

لماذا اختفيت عن الساحة الفنية؟
لم أبتعد يوماً عن الفن. لكن بعد إطلاق ألبوم "سلام"، كان لا بد لي من التريث قبل تقديم أي عمل آخر حتى عرض عليّ الوقوف على خشبة المسرح الفينيقي لتقديم مسرحية "جبران لوحة عمر" للمخرج جو مركزل ضمن فعاليات "مهرجانات البترون الدولية". وقد حضرها فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وعلى الصعيد الشخصي، أعتز بهذه المسرحية التي أنتجتها مهرجانات البترون على نفقتها بعدما جمعت حوالي خمسين راقصاً لتقديم اللوحات في إطار شعري للكبير جبران خليل جبران.

ما هي الصعوبات التي واجهت العمل؟
كانت صعوبات تقنية في العرض الأول للمسرحية، لأنّ المخرج جو مكرزل أخضع كل طاقم العمل لتدريب جيد من ناحية اللوحات الراقصة أو المقطوعات الموسيقية التي حُضّرت في استوديوهات لندن.

كيف حضّرت نفسك لأداء شخصية ماري هاسكل التي كتبها جبران خليل جبران؟
لقد قرأت نص جبران خليل جبران وتمعّنت جيداً في شخصية ماري هاسكل ثم أطلقت العنان لخيالي.

بالإنتقال إلى الحفلات، لماذا لم تشاركي في أي مهرجان فني بعد إطلاق ألبومك؟
من المهم أن يشارك الفنان في المهرجانات. لكن حتى أشارك فيها بقوة، يجب أن تتبلور بصمتي في عالم الغناء. منذ انطلاقتي الفنية، قررت أن أشارك في المهرجانات التي تجمع بين الاستعراض والغناء والإبهار على صعيد الملابس والإَضاءة. المهرجان ليس مجرد حفلة غنائية يقدمها الفنان للجمهور، بل يجب أن يكون عرضاً غنائياً راقصاً. وعلى كل حال، أركّز الآن على الترويج لألبومي الأول «سلام» الذي حقق انتشاراً كبيراً. وبعد إطلاق ألبومي الثاني، سأشارك في المهرجانات.

لكنك لا تقدمين حفلات غنائية أيضاً، لماذا؟
أنا لا ألهث وراء المال. أريد أن يتلهّف الجمهور لرؤيتي في حفلة. وليس المطلوب تكديس الحفلات.

صورت ثلاث أغنيات من ألبومك. أليس هذا عدداً كبيراً نسبياً؟
لا. أتمنى أن أصوّر كل أغنيات الألبوم، لأنّ الأغنية التي لا يراها الجمهور على التلفزيون، لا تحقق الانتشار. وبالنسبة إليّ، أغار على الأغنيات التي لم تصوّر لأنها لم تنل الحظ في النجاح مثل التي تم تصويرها. لذلك، في المرحلة المقبلة لن أطرح ألبوماً كاملاً بل سأقدم عدداً متتالياً من الأغنيات المنفردة المصوّرة ثم أجمعها في ألبوم.

تقولين إنك فنانة استعراضية: هل ستقدمين الاستعراض من خلال فيلم سينمائي أو فيديو كليب؟
لن أقدم فيلماً استعراضياً لأن التمثيل ليس مجال عملي. هذا إذا افترضنا أنّ السينما تقدم الاستعراض. هذا العمل الفني لا أراه إلا على خشبة المسرح. وعلى كل حال، أحضّر حالياً للمشاركة في فيلم استعراضي لبناني فرنسي مشترك.

من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
ليس عندي أصدقاء في الوسط الفني بل معارف. أصدقائي بعيدون عن عالم الفن.

تنقّلت وعشت في أكثر من بلد. هل أضاف ذلك شيئاً إلى رؤيتك الفنية التي تعتبرينها مختلفةً عن زملائك؟
بالطبع. لقد تركت لبنان في سن صغيرة. وعندما عدت إليه منذ أربع سنوات تقريباً، كنت لا أزال أتذكر رائحته. تذكّرت رحلتي من المطار إلى منزلي في أدونيس والصور التي اختزنتها في ذاكرتي، ورحلاتي المدرسية إلى الأحراش والغابات. لذلك، أستجمع كل هذه التفاصيل وتظهر لا إرادياً في أي عمل فني أقدمه. من هنا، أؤكد أن الفنان يمتلك حساً فنياً إنسانياً أعلى ممن حوله.

وهل يتمتع معظم الفنانين بهذه المواصفات؟
لقد انتسب إلى الفن أشخاص ليسوا فنانين. وللأسف، تقبّلهم الناس وجعلوهم نجوماً. هناك إذاً مشكلة جوهرية في المجتمع، لأنّ الفن والشهرة ومحبة الناس مسؤولية. لذلك، أحرص في كل كليباتي على تقديم موضوع معين حتى لو كان بسيطاً. ليس مهماً بالنسبة إليّ أن يتحدثوا عن ثيابي وماكياجي بل يهمني أن يتحدثوا عن الأغنية بحد ذاتها.

من هو جمهور جانين دي؟
جمهور جانين لم يكن موجوداً للاستماع إلى الأغنية العربية. وأستطيع القول إنّ جمهور جانين داغر شباب ومثقفون يستقون ثقافتهم الموسيقية من الغرب.

أخيراً، ماذا تحضرين من أعمال جديدة؟
أهتم في هذه الفترة بإنجاز ألبومي الجديد ليصدر في أقرب وقت. ولا تسأليني عن التفاصيل. "كل شي بوقتو حلو"!

المزيد على أنا زهرة: