متميزة ومتفرّدة في مجالها. استطاعت أن تحقّق أحلامها وطموحاتها عبر الإصرار والتحدي، كانت وما زالت صاحبة الخطوة الأولى في مجال الإخراج النسائي. اعتمدت على نفسها وكافحت لتصل إلى مكانتها الحالية. جمعت بين الدراسة الأكاديمية والموهبة لتصنع لاسمها مكاناً بين كبار المخرجين. تعاملت مع كبار النجوم وكسبت ثقتهم ونجحت في تنفيذ أجمل الأفكار لتعرضها على مختلف القنوات العربية. "أنا زهرة" حاورت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد وتعرفت إلى بدايتها، وتجاربها، وجديدها وأحلامها.

هكذا كانت البداية

درست الإعلام، لماذا اخترت الإخراج بالذات؟ درست الإعلام بشكل عام بكل مجالاته. لكن في العامين الأخيرين من الدراسة، جذبني الفيديو والغرافيكس أكثر لأنّهما بعيدان عن الروتين وأحسست أنّه بمقدوري أن أعطي فيهما أكثر. أنا لا أحب أن أدخل في مجالات مكتبية، بل أحب أن أتحرك وأنتج، فالتلفزيون مجال واسع بتحديات وأفكار عديدة. في بداية تخرجي، عملت لسنة كاملة على الغرافيكس ثم انتقلت إلى التلفزيون فشعرت أنّني أميل أكثر إلى التلفزيون، بالإضافة إلى أنّ الغرافيكس يساعدني في عملي من حيث المؤثرات البصرية.

هل واجهتك صعوبات كونك محجبة؟ ليس لكوني محجبة بل لأنّي عنصر نسائي في هذا المجال بغض النظر عن كوني محجّبة أم لا. شعرت في البداية عدم وجود ثقة في عملي، فأنا تخرّجت في العام 2001 ووضعوني في قسم لا يناسبني وهو قسم الأخبار، وأنا بطبعي لا أحبّ متابعة الأخبار. فكان يجب أن يروا ما هي موهبة الشخص وليس ما هي الأماكن الشاغرة. لهذا، اتجهت في السنوات التسع الماضية إلى القطاع الخاص حيث تتوافر الفرص. فقد أخرجت أول فيديو كليب مع أن تصوير الفيديو كليبات وإخراجها لم يخطرا في بالي، لكني عملت مع منتجين وفنانين وإعلاميين حتى كوّنت اسمي ولله الحمد.

وما رأي عائلتك بعملك؟ لم تكن مشجّعة، ولا معارضة. كان والدي تحديداً متخوّفاً. حتى أنّه لم يكن يرغب بأن أدرس هذا المجال. وكان يخبرني بأني سأصادف صعوبة في التوظيف لكني أصريت على اختياري في دراسة الإعلام والإخراج بشكل خاص. وشعرت بأنه تحدٍّ بيني وبين أهلي وبجب أن أثبت نفسي. والآن ولله الحمد، أصبحوا هم من يقترحون عليّ ماذا أصوّر وأين، وما الجيد، فأصبحت ألاقي تشجيعاً منهم.

نهلة الفهد.. المخرجة الخليجية الوحيدة

أنت حالياً المخرجة الخليجية الوحيدة، هل هذا صحيح؟ تضحك: كثير ما تقال لي هذه الجملة لكني أعتقد أنّ هناك مخرجات غيري.

ما هو شعورك كونك متفرّدة ومتميزة في هذا المجال؟ سعيدة بالطبع، استطعت أن أحقّق ولو جزءاً بسيطاً من الذي كنت أطمح إليه. وعندما أفكر ماذا كان هدفي في السابق، أرى أنني وصلت إليه، ولله الحمد. وكما يقال "لكل مجتهد نصيب". والحمد لله بشهادة الجميع، هناك تطور دائم في أعمالي. فأنا لا أحب أن أكرر نفسي، أشعر بالسعادة عندما يقال لي إنّني المخرجة الوحيدة، مع أنّ هناك أسماء ظهرت لكن ربما صادفتها ظروف، فالشخص هو الذي يختار إمّا أن يطوّر نفسه أو يتراجع.

كونك الخليجية الوحيدة، ما الذي يميزك عن العربيات؟ ما يميزني أنّني قادرة على فهم السوق الخليجي وماذا يريد. بفضل رب العالمين ومن خلال تجربتي مع الفنانين الذين تعاملوا معي ومع غيري من المخرجات العربيات، كانت ملاحظاتهم لي أنّهم "مبسوطين" بوجود مخرجة خليجية ملمّة بالتراث الخليجي والعادات والتقاليد في منطقتنا. فهذه من أهم النقاط التي أعتبرها لصالحي. على سبيل المثال، عُرض مؤخراً كليب من إخراجي للفنان عبد الله الرويشد. ومن الملاحظ أنّ كليبات الرويشد كانت دوماً تظهره بالبذلة الرسمية. ومنذ فترة، لم نره بالزيّ الخليجي التقليدي. وعندما شاهد نفسه على المونيتر، قال لي "لهذا السبب طلبت أن أعمل معك لأنّني أعلم أنّه لا يوجد أحد قادر أن يظهرني بهذا الشكل غيرك". سعدت كثيراً بهذه الملاحظة لأنه فنان كبير وغير مضطر لمجاملتي. وهذه شهادة أعتز بها كثيراً. عندما تحضّرين لكليب جديد، أيهما أصعب لديك: الفكرة أم تنفيذها؟ الفكرة هي الأصعب، لأنّها هي التي تميزني عن غيري من المخرجين. أحياناً، نرى أفكاراً جميلة لكنّ تنفيذها عادي جداً. يجب أن تكون لدي فكرة مختلفة لا تشبه أفكار أحد ولا تشبه أفكاري القديمة أيضاً، بالإضافة إلى أنّني استعين بأهل الخبرة مثل مدير التصوير. فلو أصبحت لديّ فكرة غريبة، أجتمع مع مدير التصوير وأسأله كيف يمكن تنفيذها والخطوات التي يجب أن أتبعها لتنفيذها بالطريقة الصحيحة. أرسم الطريقة كـ "ستوري بورد"، فأنا لا أحبّ أن أذهب عشوائياً إلى موقع التصوير، فتكون لدي فكرة صعبة ولا أعلم كيف أنفذها. الفكرة هي الأهم ثم يأتي المكمّل لها وهو طريقة تنفيذها ثم عملية المونتاج كعملية نهائية.

من يعجبك من المخرجين سواء خليجياً أو عربياً؟ أحب أعمال المخرجة نادين لبكي. ابتعدت حالياً عن الساحة لكنّها صنعت أعمالاً جميلة أحب متابعتها، فهي تملك حساً جميلاً، وهذا الذي نفتقده حالياً في بعض المخرجين.

مدينة دبي.. الأجمل

أنت من القلة الذين يختارون مدينة دبي للتصوير، ما السبب؟ هذه مدينتي أولاً. وكل انسان يحب أن يرى مدينته وبلده في أحلى صورة. ونشكر حكومتنا على المستوى العالمي الذي أصبحت عليه مدينتنا. عندما قمت بتصوير كليب الفنانة لطيفة، قالت لي "أنت لديك بلد جميل، لماذا تسافرين إلى الخارج لتصوير أعمالك؟" أغلب أعمالي صوّرتها في دبي وفي مناطق الإمارات الأخرى بشكل عام.

صوّرت مؤخراً كليباً يجمع محمد عبده وعبد المجيد، كيف استطعت إيجاد الفكرة المناسبة للاثنين؟ في البداية، كلّمني فايز السعيد وأخبرني عن وجود عمل يرغبون في تصويره، وهو كناية عن دويتو بين محمد عبده وعبد المجيد عبد الله بعنوان "مرت سنة". عندما تستمعين إلى الأغنية، تجدين أنّ الفكرة تكمن في الكلام، والتصوير كان ضخماً جداً، وأنا أعتبره نقطة تحول في مسيرتي وسيكون مفاجأة. لقد صوّرته على مدى أربعة أيام بتقنيات السينما وبكاميرا 35 مللم. صوّرت يوماً في دبي مع الفنانين وثلاثة أيام في بيروت، وهو عمل أفخر وأعتزّ به جداً. هذا الكليب يعدّ تحدياً بالنسبة إليّ. وقريباً، سيعرض على القنوات الفضائية. والحمد لله فإنّ وجود فنانين كبيرين منح العمل وزناً. كانا متعاونين إلى درجة لا يمكن تصورها، إن شاء الله، سنرى "السنة تمر" والطريقة سنراها في الفيديو كليب قريباً.

لا خلاف مع ديانا

كنّا نراك مع ديانا حداد طوال الوقت، لكن فجأة اختفيتما عن الأنظار بالعكس، ما زلنا حتى الآن نخرج معاً ونزور بعضنا. كل ما في الأمر أنّ ديانا مركّزة على عملها، وأنا لديّ شركتي الخاصة وعملي. ليس لدي الوقت الكافي وقررت في الفترة الأخيرة أن أركّز على عمل. لكل واحدة عملها. سافرنا معاً في الصيف ولا توجد بيننا أي خلافات. ديانا أختي وكل ما يقال غير صحيح.

الدراما هي الخطوة الجديدة

أخبرينا عن جديدك؟ حالياً، سيعرض لي عمل بعنوان "سامح" للفنانين أبو بكر سالم وراشد الماجد، وهو من كلمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم "فزاع" وألحان فايز السعيد. وسيعرض الكليب قريباً، بالإضافة إلى كليب "مرت سنة" المتوقع عرضه بعد أسبوع، وكليب "عينك لبره" للفنانة لطيفة وما زال يخضع لعملية المونتاج. ولدي تصوير عملين في بيروت بالإضافة إلى تحضير فيلم قصير سأشارك به في المهرجانات، وهو عن شخصية سعودية. الفيلم من إعدادي وتأليفي وإخراجي. وأحضر لعمل درامي ما زال في طور التأليف بالإضافة إلى تصوير مجموعة من الإعلانات في الفترة القادمة.

أخيراً، ما هي أحلام نهلة الفهد وطموحاتها التي لم تتحقق بعد؟ أن أكون ناجحة وأقدّم الأفضل. لدي طموحات كبيرة وبداية 2011 ستكون بدخولي الدراما. هذا هدفي الحالي وأطلب التوفيق من رب العالمين.

للمزيد:

العمالقة يجتمعون في مرت سنة