لإن كانت الإعلامية السعودية فوز الخمعلي مازالت في مرحلة مبكرة من مشوارها الإعلامي، غير أنها حققت في فترة قصيرة ماتحلم به كثيرات قطعن شوطاً في هذا المجال. ومرد ذلك إلى أسباب كثيرة ربما يكون أولها العمر الصغير لفوز، فالشباب مرتبط بروح المغامرة والتجديد. والسبب الثاني هو شخصية فوز نفسها وهي الفنانة التشكيلية ورسامة الكاريكتور وهما موهبتنان مرتبطتان بروح التمرد ورؤية الحياة من منظور مختلف عن المعتاد. فعبد أن درست التشكيل وسارت وراء موهبتها، انخرطت الخمعلي في مجال الإعلام، وقررت أن ترفد عملها بدراستها في جامعة انترناشونال الأميركية لتتخصص في الإعلام. وفي بدايتها وجدت الدعم من المؤسسات والقائمين عليها، مثلما وجدت فوز دعماً مماثلاُ وأكثر أهمية من الأهل إحدى القبائل العريقة. وعن ذلك توضح "لم يكن يخطر في بال عائلتي انني سأعمل في هذا المجال، وحين فعلت وجدتهم خير سند لي".


لن يكون مستغرباً بعد ذلك أن نفهم خيارات فوز الخمعلي وقد جازفت بالمعتاد عن الإعلامية السعودية، وابتعدت تماماً عن برامج الأسرة والمرأة لتكون أول إعلامية رياضية تغطي أخبار الرالي في حائل ضمن فريق من الإعلاميين الرجال سنة 2008 محدثة بخروجها هذا الكثير من ردود الفعال بين منتقد ومعجب.

 

كانت الخمعلي قد دخلت الإعلام من باب الأثير على الراديو، حيث عملت ثلاثة أعوام في إذاعة الرياض قبل أن تتقدم للعمل في التلفزيون، تاركة عالم الراديو حيث شعرت أن الإذاعة لم تعد تلبي طموحها، وأنها تريد نوعاً مختلفاً من البرامج التي كانت تقدمها.
وهكذا قيض لها أن تعمل مراسلة القناة الإخبارية السعودية ومستشارة التحرير للشؤون الفنية، فحين تقدمت الخمعلي للعمل في التلفزيون السعودي استقبلت بحفاوة بعد أن سبقها صيت نجاحها في الإذاعة، إذ كانت تقدم برنامجاً بعنوان "براعم مثقفة" لقي تجاوباً كبيراً بين أوساط المستمعين وكشف عن موهبة فذّة للشابة التي كانت أنهت لتوها دراسة الفن التشكيلي. لذلك لم تجد صعوبة في تقديم نفسها كإعلامية للتلفزيون، فقد منحها مدير القناة محمد التونسي الفرصة كاملة منذ البداية لتكون في ميدان العمل مباشرة. وبعد مرور 8 شهور على عملها في التغطية الميدانية رشحت الخمعلي لتكون أول مذيعة سعودية تغطي فعاليات رالي حائل سنة 2008.

 

كان التلفزيون بالنسبة للخمعلي عالماً جديداً، وكانت ردود الفعل في الشارع في بداياتها ثورة عليها، وفي منتصف المشوار وبعد فترة من التحاقها بالعمل انقسم الشارع بين من يؤيدها وبين من يرفض كل ماتقوم به.

ولكن فوز كانت تصم أذنيها عن الانتقادات التي وجهها البعض لظهورها الإعلامي، في الوقت الذي تستمتع بثناء المؤيدين. تبريرها الوحيد وعزاؤها أيضاً أن المجتمع سيتفهم في المستقبل، لكنها لن تنتظر حتى يحين ذلك الوقت.
وإن كانت الخمعلي ليست موجودة الآن على الشاشة كالسابق ولكنها وضعت حجراً أساسياً في مهنة الإعلام حين تمارسه المرأة السعودية، معبدة الطريق لمن ستأتي لاحقاً لتعمل في مجال التغطيات الميدانية. فوز عوض الخمعلي شابة سعودية وواحدة ممن تمتعن بشجاعة أن تكون أولى الاعلاميات الرياضيات وفي الميدان.

المزيد على أنا زهرة: