فريدة باطلاعها. جمالها مخملي. أنثى تجيد التعبير عن ذاتها، وتعرف تماماً ماذا تحتاج وما الذي تريده. المغربية التي اقتحمت الساحة الخليجية أسهمت في إبراز الكثير من الأدوار التي لم يكن سواها ليؤديها بهذا المستوى من البراعة والإتقان. أجادت تمثيل الخليج وأصبحت من أكثر الأسماء العربية شهرةً. إنّها ميساء مغربي التي التقتها "أنا زهرة"، فكان هذا الحوار:

 

أنت مقلّة في لقاءاتك رغم كثرة الأغلفة التي تتصدرينها؟
صحيح. وعذراً، فأنا لا أظهر إلا حين يوجد ما يستحقّ إعلانه في ما يخصني على المستوى الفني. كأن يكون هناك عمل جديد أو أشارك في شيء مهم. في الواقع، لست من هواة الحديث بلا سبب.

مبروك نجاح مسلسل "هوامير الصحراء"، أخبرينا عنه
هؤلاء أناس عاديون مثل الكلّ. إنّهم أعلى منّا نفوداً وسلطةً, بيد أنّ سيكولوجية الخير والشر متواجدة في الجميع على مستوى مختلف الطبقات الاجتماعية, وأشير هنا أنّه ليس كل الأثرياء متجبّرين. إنما نحن كعرب نسيء استخدام السلطة. ولا أقصد هنا بلداً معيناً. هذا الأمر يحصل في جميع دول العالم وعلى اختلاف المستويات والطبقات بلا استثناء.

حين مثلت دور الفتاة الثرية في "هوامير الصحراء"، ولبست أثمن الملابس والمجوهرات، هل تغيّر شيء في تركيبة ميساء مغربي الفنّانة والإنسانة؟
الملابس لا تحدث تغييراً في نفسي، بل تركيبة الدور النفسية. دور غير مستقرّ بصعوده وانخفاضه، وعدم نمطيته، ما ينعكس على الأداء التمثيلي أيضاً.
حين أعود إلى الوراء وأتذكّر مسلسل "الدنيا لحظة" من بطولة القديرة حياة الفهد ـ أطال الله بعمرها ـ مثلت دور ابتسام الفقيرة، وكان أصعب بكثير من دوري في مسلسل "الجوهرة" من حيث التركيبة. في مسلسل "الجوهرة" هذا العام، طرأ تغيّر كبير. فبعد طلاقها وزواج زوجها من أخرى، اتجهت الشخصية لما هو أعمق نحو القيادة الفعالة في المجتمع, وتجاه الأعمال الخيرية بعيداً عن اللهو والمصلحة بخلاف ما حدث في الجزء الأول. نحن كبشر كالشجرة تمر علينا عوامل تعرية تغيّرنا حسب المواقف، وكما تتغيّر الأشياء في الصيف والشتاء.

أخبرينا قليلاً عن نفسك؟ ماذا درست؟
(مبتسمة) ولمَ تسألين؟ الدراسة ليست هي الثقافة أو سبب الإطلاع.

لكنك تتحدثين على أساس المنطق، وهو ميزة الأكاديميين. أليس كذلك؟
درستُ الإدارة المصرفية, وخضعت لدوارت في مجال التمثيل في "لندن أكاديمي"، وخضعت أيضاً لدورات في الإخراج، وكتابة السيناريو، والحوار. والآن أنا أدرس "ماجستير" في العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة.

إذاً أخبرينا عن معادلتك المادية في الإنفاق والإدخار؟
أنا مدبرة فاشلة. فلسفتي أنّ الإنسان كلما تقدم به العمر، بات أكثر نضجاً واتزاناً إزاء كل شيء. لكن الإنسان الكريم لا يستطيع أن يكون بخيلاً، لكنه قد يصبح معتدلاً وعقلانياً وحريصاً على مستقبله أكثر. قبل سنتين، كنت مبذرة. لكنّني صرت الآن أكثر نضجاً واتزاناً. بت أتحمّل مسؤولية أكبر تجاه الموظفين الذين يعملون معي.

ما الشيء الذي لا تقاومين شراءه؟
إنّني متيمة بالتسوق. أبتاع حقائب اليد كثيراً وأفضّل منها ماركة "هيرميس" و"شانيل" العريقة. أما في ما يخص الأحذية، فأميل إلى ماركة "فندي" والآن صرت أفضل ماركة "نوشوز"، وأهوى شراء النظارات أيضاً.

لنرجع إلى معادلة التوازن. حين تعشق المرأة، فهل يظلّ للمعادلات الرياضية وزن ثابت؟
حين تقود العاطفة البني آدم، يصبح بعيداً عن العقلانية والتوازن. ومتى جرّد الإنسان نفسه من العاطفة تماماً، صار بعيداً كل البعد عن الإنسانية.

لكن الحب قدر لا يمكن التحكم به؟
صدّقيني وصلت إلى مرحلة معينة. حين أحب وأجد بأنّ الحب سوف يدمّرني نفسياً ويؤذيني، أنسحب بهدوء. فالحب بالنسبة إليّ أمر إيجابي يدفعني إلى الأعلى وليس إلى الأسفل.

لو قدّر لك عيش تجربة حب وزواج جديدة، فكيف ستنظرين إلى التجربة بكل تفاصيلها؟
أتحدّث معك وأنا في صدد إنهاء تجربة إنسانية. لا أتحدث من منطلق المثالية أو الفلسفة. لقد تعلّمت بأنه لا توجد تجربة في الحياة لا يمكن الإفادة منها في المطلق. لقد استفدت من معرفة صنف بشري. عرفت مواطن الفشل في نفسي لأتفادى الأخطاء مستقبلاً. فالعلاقة الفاشلة هي سبب نجاح علاقة مستقبلية حتماً. من الخطأ أن نفكر بأنّ الطرف الآخر هو المخطئ دوماً. وهذه هي نصيحتي. فالخروج من علاقة ليس نهاية العالم، وكل علاقة فاشلة سببها الطرفين.

لكن قد يكون طرف واحد هو سبب دمار العلاقة الزوجية؟
لو حبّي للشخص الآخر وصل إلى مرحلة الاحتواء الكلي، وجعلني لا أحتاج شيئاً آخر، لكنت تركت الدنيا والفن من أجله.
لكنني لم أسألك عن التنازل عن الفن؟
بكل أمانة وصدق، أنا أجد بأن الفن رسالة وأبحث من خلاله عن الدور المميز، رغم أن البعض قد يكرهني بسبب أدواري الشريرة. لكنني لا أبالي لأنّني أقدّم رسالتي. والخروج من علاقة حب إلى أخرى يستلزم وجود حب أكبر من سابقه. أنا لن أضّحي بحياتي في الفن من أجل جمهوري بل من أجل إرضاء ذاتي. ومتى أرضيت ذاتي، أكون قد أرضيت جمهوري. هذا مهما زادت شهرتي وعلا أجري المادي. وسأفاجئك، قد أكرّس حياتي من أجل طفل يملأ حياتي، وزوج يحتاجني "مو غلط". حين أجد حباً وعشقاً يحتويني أكثر من الفن، لكنني لم أجده حتى الآن. وحين أجده، فلن أقول لا.

برأيك ما هي أهم أسباب الإنفصال؟
عدم الصدق. 99 في المئة من الرجال الشرقيين يعتقدون أنّهم يضمون النساء إلى مملكتهم ولا يصنعون معهنّ مملكة سوياً. كما أنّه حين يعجب أحدهم بفتاة ويرغب بالزواج منها، يتصنّع الموافقة والتطابق الفكري معها ويشعرها بأن مهنتها أفضل مهنة في العالم، وأنّه سيكون لها السند والظهر. وبعد الزواج، تصير مهنتها أوّل ما يعايرها به. في الخطوبة، تبدو الفتيات أنيقات وهادئات ولطيفات، وهو الرومانسي المتيم. لكن بعد الزواج، كل شيء يتغير. أنا أيضاً في فترة الخطوبة، كنت أفضّل الموت على أن يراني زوجي مبعثرة الشعر. (ضحكت)

في حواري مع هند رستم قالت: لازم الزوج يرى زوجته "ليدي" وأنيقة؟
صحيح يجب أن يرى الرجل زوجته ملكة جمال، لكن عليه أن يتعوّد أيضاً على رؤيتها في حالاتها الأخرى. يعني هل أتزين وأنا مريضة كي يراني جميلة؟ لا بد من أن يراني في جميع حالاتي. وكلامها مهم، وصحيح، وعقلاني في جزء منه. فالكثير من الزوجات مسؤولات عن خيانة أزواجهن، إذ بتن لا يتزينَّ إلا عند خروجهن، فيحرمن أزواجهن من متعة النظر إليهن في أبهى حالاتهن.

حين يخون الرجل زوجته، ماذا عليها أن تفعل؟
آخ. لا تسأليني أنا. طبع الرجل الخيانة، وطبع المرأة الانتقام. والانتقام لا يعني مبادلة الشيء بالشيء نفسه، فهذا انتقام من النفس. انأ أتمنى أن أتسامح في ظروف كهذه، لكنني من النوع الذي لا يتسامح مع الخيانة. لقد صار مفهوم الخيانة يختلف من امرأة إلى أخرى. هناك حالات عشتها وأخرى عايشتها مع صديقاتي المتزوجات. هناك فرق بين رجل يخون زوجته من دون علم زوجته، وأخرى تعلم وتفسّر الأمر بأنّ مردّه لها. أنا كميساء أجد بأنّ أكثر خيانة مهينة هي خيانة الروح والمشاعر. قد نغفر للرجال خيانة عابرة أو نزوة، لكن علاقة ومكالمات تلفونية فأمر صعب جداً. هذا يعني أنّني لم أشبعه، ما يفقدني الثقة ويجعلني أتساءل عما ينقصني كامرأة.

برأيك، هل المرأة هي سبب أهم مشكلات العالم؟
لا بل سببها ضعف الرجل أمام رغبته بامرأة. نحن النساء ننتقص من نظرتنا لأنفسنا ولبعضنا. والرجل لا يستطيع السيطرة على رغباته.

أنت قلت إنّ طبع الرجل الخيانة، لكن هل تجدين أن المرأة بطبيعتها منتقمة؟
حين تجرح المرأة من قبل حبيب أو زوج وهي صاحبة حق، ستنتقم.

في أي خانة تضعين المرأة التي خانها زوجها، فتركته وعاشت حياة أفضل؟
تلك المرأة أنحني لها وأتمنى أن أكون مثلها.

قلت إنّ بعضهم يرى المغربيات مرفوضات؟ هل ما زال جمال المغربية وجنسيتها موضع ريبة؟
الجمال في كل مكان. لقد وجدت في الخليج جمالاً أخاذاً لا يوصف. المرأة المغربية وصلت إلى مجلس النواب وتولت الكثير من المناصب الكبيرة. وهي طبيبة، وقاضية، وكابتن طائرة، وفي مختلف المجالات. وليس من حق أحد أن يضع تحت المغربيات خطين. فالصالح والطالح في كل مكان مند الأزل.
اليوم وقعت بالصدفة على مقال على الانترنت يتناول بالنقد "هوامير الصحراء". وقد أضحكتني ردود الفعل. بعضهم كتب "لم يبق سوى تلك المغربية لتمثلنا". لقد قرأت نقداً لأقلام لا تعرف معنى الصحافة، وأضحكتني بشدة على كتّابها الذين لا يعلمون كيف ينسقون كلمة صحيحة لغوياً. أليس المغاربة بشراً يستحقون التقدير وتمثيل المكان الذي عاشوا فيه؟

كيف تتصرفين مع معاكسات الرجال الطامعين بشهرتك وجمالك؟
هنا المطب كبير. أغلب الرجال يركضون وراء الشهيرات. وهذا شيء جارح. أي أنثى عادية تُسعد حين يمتدحها الرجل. المشكلة أنّني لا أعرف إن كان من ينجذب إليّ، يفعل ذلك لإنسانيتي أم لكوني مشهورة.

مادا لفتك في رمضان الماضي؟
"طاش ماطاش" هو وجبتي المفضلة في رمضان.

ألا تطمحين للمشاركة معهم؟
قد يضيف المسلسل متابعين وجمهوراً في رصيدي، لكن هل تتوقعين أنّ هناك نجماً آخر في "طاش" غير عبد الله وناصر؟ ميساء مغربي لن تضيف الى "طاش". أي عنصر آخر والله لا أقصد الإساءة إلى أحد، لن يضيف إلى "طاش" شيئاً. عبد الله وناصر محبوبان "خلقة".

ما هو جديدك؟
"لعبة المرأة رجل" للكاتبة السعودية سارة العليوي.