عادت مجدداً ظاهرة الألحان المسروقة بعدما احتلت صفحات المجلات الفنية لفترة مع انتشار موجة "تعريب" الألحان التركية منذ سنوات. لكنّ "المصادرة" للألحان التركية كانت تُكتشف سريعاً، وبات أمراً عادياً أن يتم تركيب كلمات عربية على ألحان تركية، ولم يعد عيباً أو "فضيحة" بالنسبة إلى الملحن. فأصبحت الألحان المسروقة تمرّ مرور الكرام. والأمر نفسه ينطبق على الأغاني التي يعطيها ملحن أو شاعر لأكثر من فنان في وقت واحد. الأمر لا يعدو كونه أكثر من زوبعة في فنجان سرعان ما تهدأ، وينسى الناس هذه التفاصيل. والدليل ما أثير حول أغنية "عيني عليك" التي أشعلت نزاعاً وهمياً بين نانسي عجرم وشيرين وجدي. إذ يبدو أنّ الجمهور لم يلق بالاً لهذه الأخبار التي لم تعد تثير شهيته. بعد الحديث عن "سرقة اللحن" وصمت نانسي عجرم وعدم دخولها في متاهات حرب التصريحات، حاول بعضهم إدخال إليسا على الخط بطريقة غير مباشرة لإثارة خلاف بينها وبين نانسي، والنيل أيضاً من الملحّن محمد رحيم. ويبدو أنّ جمهور إليسا لم يغفر له ترويجه لخبر خطوبته منها منذ أقل من عام وكان يهدف من ورائه الترويج لألبومه الأول.

 استغل هؤلاء أغنية "عيني عليك" للأخذ بثأر إليسا. واعتبروا أنّ رحيم خدع نانسي رغم أنّه لم يصدر حتى اللحظة أي تصريح من نانسي يدين رحيم أو يتهمه بالخديعة. واعتبروا أنه لم يكتف بخداعها، بل خدع إليسا أيضاً. اتهموه بسرقة لحن أغنية إليسا "وبيستحي" التي هي من ألحانه من المغنية الفرنسية لارا فابيان في حين أن الأغنية من توزيع اللبناني ناصر الأسعد الذي يقع عليه اللوم لناحية تشابه موسيقى "وبيستحي" مع أغنية لارا فابيان. فالمقطع المسروق هو المقدمة الموسيقية للأغنية. ما يبدو محاولة للإيقاع بين نانسي ورحيم الذي قدّم لنانسي في ألبومها الأخير أربع أغنيات. في حين تعاونت بلحن واحد فقط مع وليد سعد الذي يعتبر "ماركة مسجلة" لشركة "أرابيكا" منتجة ألبوم نانسي (أغنية "نفسيته" كلمات أيمن بهجت قمر). كما تم تصوير أغنيات رحيم الأربع كفيديو كليب، ما سيضعها في الصدارة. فمن المعروف أنّ الأغنيات التي يتم تصويرها تلقى دوماً انتشاراً أكبر من تلك التي لا تصوّر.


هذا الأمر خلق حساسية لدى وليد سعد من جهة، والشاعر أيمن بهجت قمر من جهة أخرى الذي وجد فرصة لمهاجمة رحيم كونه كاتب أغنية "بين البنين" التي غنتها شيرين وجدي وأعطاها رحيم لنانسي، وكان يُفترض أن تكون هي عنوان الألبوم، لكنّ نانسي غيّرته في اللحظة الأخيرة وأسمته "نانسي#7". "أنا زهرة" علمت من مصادرها الخاصة أنّ سبب هجوم قمر على رحيم يعود إلى رفض الأخير التعاون معه في ألبوم نانسي.


ويبدو أنّ اختيار نانسي أربعة ألحان لرحيم في ألبومها خلق نوعاً من الغيرة بين الملحنين الذين حاولوا بطريقة غير مباشرة النيل من هذا التعاون، فأقحم إسم إليسا هي الأخرى، خصوصاً أنّ إليسا تكنّ بعض النقمة على رحيم بسبب ما أشيع عن خطوبته لها. فحاولوا الإصطياد في الماء العكر، خصوصاً أنّه وكما علمت "أنا زهرة"، بعد انتشار خبر خطوبتها من رحيم، حذفت إليسا من ألبومها "تصدق بمين" أربع أغنيات من ألحان رحيم واكتفت بأغنية "وبيستحي". في حين أن الأغاني التي تخلت عنها هي أفضل وأجمل بكثير من "بيستحي". ومن الأغنيات التي حذفت "شو بحب" (كلمات سهام شعشاع)، وأغنية من كلمات هاني الصغير وكذلك أغنية لمحمد جمعة.


وهو الأمر الذي قد يجعل رحيم يفكّر مستقبلاً بإعطاء تلك الأغنيات لفنانة أخرى، فهو كما صرّح في لقاء سابق لـ "أنا زهرة" أنّه ليس عيباً "أن أخاف على أولادي وأحميهم ـ ويقصد ألحانه ـ وأوفر لهم البيئة الصالحة. وكما غنت نوال الزغبي "بدك ترحل عادي بس اترك لي ولادي"، أقول للمطرب الذي "يركن" لحني عنده: اذهب واركن، وافعل ما تريد. لكن اترك لي لحني، فأنا أعرف كيف أوصله إلى الناس".


ويبدو أنّ هذه الحملات تصب في صالح نانسي ورحيم الذي أصبح من دون قصد منه حديث الصحافة في الأسبوع الأخير، في حين يبقى صمت نانسي عجرم سيد الموقف.