كثيرات يرتدين العباءة ويتفاخرن بذلك، ويدفعن أموالاً باهظة من أجل شرائها، لكن للأسف غالبيتهن لا يعرفهن كيفية العناية بها، الأمر الذي يلحق "تشويهاً" بالعباءة وبالتالي تلفها. فما هي الخطوات التي يجب إتباعها للحفاظ على العباءة؟ وكيف هي طريقة توضيبها والمحافظة عليها في الخزانة؟

من تريد أن تقتني العباءة عليها أن تعرف أموراً كثيراً تتعلق بها، ولعلّ أهمّها كيفية غسلها وتوضيبها، لكي تبقى العباءة صالحة للإرتداء لوقتٍ طويل، لأنها قطعة ثمينة ومن تراثنا الشرقي المليء بالأصالة والأناقة وهي رمز من رموز العادات الشرقية في مختلف الدول العربية ومتوفرة بألوان وأشكال عدّة. وفي هذا الإطار، يلفت حارس حيدر الذي يدير محترف أصيلة، أن على المرأة أن تولي إهتماماً كبيراً بالعباءة، خصوصاً تلك المشغولة بالتطريز والأكسسوارات الثمينة فيجب إرسالها إلى متخصّصين لغسلها وعدم القيام بذلك في المنزل، لأن العباءة تحتاج إلى دقة في الغسل ودرجة حرارة معينة ومستحضر تنظيف خاص بها وطريقة كوي مميّزة لكل نوعية أقمشة.

يشير حيدر إلى أن العباءة المصنوعة من التطريز الذهبي والفضي القديم الثقيل لها آلة غسل خاصة بها ولا يمكن الإستخفاف بالموضوع وإلا فقدت المرأة عباءتها، أما التي يدخلها بعض المواد المصنوعة من الأوراق فيجب عدم تعرّضها أبداً للمياه لأنها تذوب وتتلف بلمح البصر. أما باقي أنواع العباءات فيمكن غسلها في المنزل بواسطة الغسّالة العادية.

يضيف حيدر إلى أن كل عباءة يتمّ شراؤها من المحترف لديه تتضمّن بعض الإرشادات الخاصة بها، لأن نظافة القطعة تزيد من رونقها وسحرها ويجب على المرأة أن تتقيّد بها وتتبعها خطوة خطوة وفي حال عرّضت المرأة العباءة لأي خطأ، يجب إستشارة القيمين على المحترف الذين بدورهم يقدّمون لها النصائح.

علاّقة
يدخل ضمن الأمور المتعلقة بالعناية بالعباءة، كيفية تعليقها وتوضيبها في الخزانة بشكلٍ يمكن الحفاظ عليها ومداراتها قدر المستطاع. يشير حيدر إلى أن العلاّقة يجب أن تكون مبطّنة خصوصاً على الكتفين، ويمكن الحصول على العلاّقة من أيّ محلٍ تجاري يُعنى بالأكسسوارات، ويشدّد على أن تكون العلاّقة عريضة وعلى حجم القطعة وتعلّق العباءة لوحدها وتفرد على طولها ويجب ألا تكون الخزانة صغيرة عليها تجنباً للتمزّق. أما العباءة المصنوعة من الحرير و"الفوال" التي يمكن ارتداؤها في المناسبات الكبيرة كالخطوبة والسهرة والأعراس والتي تعتبر من أغلى العباءات ثمناً، فهي حساسة جداً وقد تبقى صالحة للاستعمال فترةً طويلةً إذا لم تتعرّض للشمس والهواء معاً، لأنها قد تتلف نفسها مباشرة بعد تعرّضها لهذين العاملين، لذلك يجب توضيبها في أكياسٍ من ورق رقيق صنعت خصيصاً لها.

رائحة
للحفاظ أكثر على العباءة يمكن اللجوء إلى تبخيرها وهي خطوة معروفة في الدول الخليجية، حيث تلجأ النساء إلى وضع البخور في الخزانة كي تبقى رائحة العباءة ملفتة ومميّزة، بالإضافة إلى وضع عطر العود مع العباءة، كي تكون العباءة جاهزة للاستعمال في أيّ كان وتفوح منها رائحة عطرة وبالتالي الحفاظ على جودتها.

يعتبر المصمم أن الإهتمام بالعباءة يدلّ على مدى ثقافة المرأة بذلك الثوب الذي يلقى رواجاً كبيراً خلال شهر رمضان المبارك وفي المناسبات الكبيرة. ويشير حيدر إلى أن العباءة هي فخر لكل إمرأة عربية تحبّ أن تظهر أناقتها بطريقة مختلفة عن باقي النساء. ويشبّه العباءة بالزجاجة الحسّاسة التي إذا أصابها سوء لا يمكن تصليحها وإعادتها كما كانت سابقاً.

ويلفت المصمم أن الإهتمام بالعباءة يأتي أولاً عن طريق تجنّب أيّ أوساخٍ عليها خصوصاً تلك التي لا يمكن إزالتها بسهولة كالزيت والبقع الصعبة، وكلما كانت العناية شديدة بالعباءة كلما يدلّ ذلك على مدى ثقافة المرأة بتلك القطعة التي يرتفع ثمنها يوماً بعد يوم. ويشعر المصمم بالسعادة إذا رأى العباءة التي صمّمها وتعب عليها كثيراً، محافظ عليها وتلقى عناية جيدة من قبل المرأة التي ترتديها وتعاملها بطريقة لطيفة.

المزيد:
تعلمي كيفية الاعتناء بحقيبتك
نجوى سنو: عباءاتي مفعمة بالتطريز والروح الأصيلة