على رغم الدعاية والميزانية الضخمة اللتين حظيت بهما فوازير ميريام فارس التي تعرض على قناة "القاهرة والناس"، إلا أنّها لم تستطع جذب المشاهدين.

تقدّم ميريام في الفوازير ثلاث شخصيات في ثلاث فقرات هي "ميرا" التي تهوى التمثيل وتجسّد مهنة معينة على الجمهور أن يعرفها من خلال طرح سؤال وثلاث إجابات مقترحة. شخصية "ميما" التي تحبّ فنّ الاستعراض وتقدم مجموعة من الاستعراضات بطريقتها المعهودة وهي طريقة ثابتة تفتقد إلى الروح المصرية.

ما في الجزء الثالث، فتقدّم ميريام شخصية "ميمي" التي تحلم في دخول مجال الإعلانات وتقدّم هذه الفقرة إعلاناً قديماً من إعلانات طارق نور.

وقد تباينت الآراء حول تلك التجربة وإن كان أغلبها يدين ميريام فارس. إذ اتّهمها بعضهم بتقليد شريهان في استعراضاتها وتسريحاتها بل حتى أزيائها، ما جعلها تبدو بلا طعم أو راحة.

ويرى آخرون أنّ ميريام مجرد ضحية لتجربة طارق نور التي تعتبر تجربة إعلانيةً وليست استعراضية. "أنا زهرة" التقت مجموعة من النقاد لاستطلاع آرائهم في هذه التجربة.

في البداية، يقول الناقد الفني أشرف عبد المنعم: "رغم أنّني لا أتابع الفوازير بشكل يومي، لكنّي أشاهدها أحياناً. الفوازير تركّز أساساً على الاستعراض وباتت تمتلك معايير ثابتة.

منذ بداية السبعينيات والجمهور صار يقارن بين الأعمال قياساً بما قدّمته نيللي التي انفردت بساحة الفوازير سنوات عدة ثم جاءت شريهان وتفوّقت عليها.

وبعد ذلك، ظهرت مجموعة من الفنانات حاولن خوض هذا المجال منهن نادين التي لم تلقَ رواجاً ونيللي كريم. وعلى رغم تعدد التجارب والمحاولات، إلا أن شريهان ما زالت المتربّعة على عرش الفوازير".

طابع إعلاني ودم لبناني
ويضيف: "أصبحت شريهان المقياس الوحيد للفوازير بمعنى أنّ كل من جاءت بعد شريهان صارت تقيّم نفسها على ضوء ما قدّمته شريهان. وحين تخرج فنانة اليوم لتقدم الفوازير، يعني ذلك أنّها تتحدى ما قدمته شريهان سيما أنّ الفوازير ارتبطت عند الناس بشريهان. إذن، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين ميريام مما قدّمته شريهان؟"

وتابع "فوازير ميريام فارس تتسم بالطابع الإعلاني. وأعتقد أنّ ذلك مشكلة بحدّ ذاتها وإن كان يعزا ذلك إلى أنّ مَن قام بإنتاج الفوازير هو منتج إعلانات وليس منتجاً فنياً. ما أعطاها طابعاً تذكارياً، إذ اعتمدت الفوازير على إعلانات قديمة. كما دخل عليها "الدم اللبناني" وهو أمر غير مألوف، خصوصاً أنّ الفنّ اللبناني قائم على استعراض غريب بالنسبة إلى المصريين. إذ يقوم على الجرأة في الرقص، وهو أمر غير مرحّب به بالنسبة إلينا كمصريين.

كذلك، فالهدف من فوازير ميريام غير ممتع وغير واضح. جمهور زمان كان ينتظر الفوازير بسبب جودة العمل وقتها. اختلف الوضع اليوم، وتوافرت بدائل متعددة للعزوف عن مشاهدة الفوازير ألا وهي المسلسلات".

مخيبة للآمال
يؤكد الناقد طارق الشناوي أنّ فوازير ميريام فارس جاءت مخيّبة للآمال، إذ يقول "لم تأتِ النتيجة كما كنّا نتوقع بل أرى أن غياب الفوازير كان أفضل بكثير من ظهورها بهذا الشكل. ميريام لم تقدّم أي نبض جديد للفوازير، ولم تتجاوز ما تم تقديمه من تجارب في هذا المجال منذ سنوات بعد الذي قدمته نيللي وشريهان، بالإضافة إلى أن ميريام اعتقدت أنّها ستنجح حين تقلّد شريهان، وإن كان ظهور الفوازير بهذا الشكل يعود أيضاً إلى عدم توافر مخرج مبدع يفكّر في أسلوب جديد ومختلف. لذلك، غيابها كان أفضل من تقديمها".

اسكتشات
ووصفت الناقدة ايزيس نظمي فوازير ميريام فارس بأنّها عبارة عن مجموعة من الاسكتشات لا تمت للفوازير أو الاستعراض بصلة، كما أنّها افتقدت إلى الروح المصرية، سيما أنّ كل القائمين عليها لبنانيون، فالمخرج والفنانة ومصفّفو الشعر لبنانيون، لذلك افتقدت الفوازير إلى المذاق المصري.

تجربة جديدة
أما الناقدة ماجدة خير الله، فترى أنّ ميريام بذلت مجهوداً كبيراً، لذلك "أرى أنها تجربة لطيفة لكنّها لم تتمكن من أداء الجزء التمثيلي بشكل جيد". وتضيف "أرى أنّ الجمهور لم يتقبل فوازير ميريام لأنّه يحتفظ بصورة الفوازير القديمة التي قدّمتها نيللي وشريهان.

والعيب هنا ليس في ميريام بل في الجمهور الذي يرفض المحاولات الجديدة وفضّل الاحتفاظ بالصورة القديمة. لذلك يحسب هنا لميريام هذه المغامرة ومحاولة الخروج عن تلك الصورة".

وأشارت إلى أنّ الحلقات الأولى من الفوازير لم تجعل المشاهد يستمتع بها، خصوصاً في الفقرة التمثيلية التي تقوم بها ميريام. لكن عندما يدرك أن تلك الفقرة قائمة على المبالغة، ستتغير رؤيته إلى العمل.