لا يمكنك إلا تذكّر رواية يوسف ادريس "المهزلة" حين تتحدّث مع الإعلامية هالة الحكيم حول ما حصل في كواليس "مهرجان الكوميديا" في أبها وتحديداً في مسرحية "حريمكو". وفي حين كانت السعادة تملأ الفنانة الكويتية منى شداد التي كانت متأكدة من نجاح العمل, قرأنا في الصحافة آراء أخرى متناقضة جداً.

هالة الحكيم إحدى بطلات المسرحية قالت لـ "أنا زهرة": "لطالما شجّعنا كل ما من شأنه أن يوقظ فكر المشاهد السعودي على المعنى الحقيقي للفن. الفكرة من حيث أساسها ومضمونها جميلة جداً وهادفة، لكن ما حدث في الكواليس أثار استيائي نوعاً ما. على سبيل المثال، لم تكن حجوزات الفنانين منظّمة ولم نُستقبل بشكل لائق.

حتى أن أيمن زيدان ورفيق السبيعي وصلا بعد يوم من تكريمهما. كذلك، كان كل شخص يقوم بأكثر من مهمة، ما أدى إلى ازدواجية في العمل, فصار المنظّم هو نفسه رئيس التنظيم وأحد ممثلي مسرحية "تهامي كول" التي كانت تعرض آنذاك. ورئيس الإنتاج أيضاً هو ممثل في المسرحية ذاتها، ما شتّت التركيز. وعوضاً عن ذلك، لم يتم الحجز للفنيين والإداريين الذين وصلوا متأخرين، حتى قام المخرج بالدفع من جيبه الخاص لتفادي أي عطل. كذلك، لم يوفّروا لنا اختصاصية تجميل، فتدبّرنا أمرنا بأنفسنا. وقمنا بالبروفات قبل عرض المسرحية بيومين فقط، وفي كل لحظة، كان يتم تغيير المكان، ما أثر سلباً في تركيزنا أثناء التدريب والعرض أيضاً".

هالة الحكيم التي تعمل منذ تسع أعوام في التلفزيون السعودي, لا تزال تؤمن بالظهور محجّبةً حفاظاً على الهدف الذي وضعته لعملها كممثلة للمرأة السعودية. تقول "قد يكون هذا هو السبب في عزوف المنتجين والمخرجين عنّي. لا أدري. أنا لم أشارك في رمضان الحالي بأي عمل. وأتساءل بيني ونفسي: هل حجابي هو السبب؟ لكنني أعود إلى إيماني برسالتي التي بدأتها وهي أنني في جزء من عملي، لا بد من أن أكمل مسيرتي في إظهار روح الفتاة السعودية ولا أرغب في كسر هدا الأمر لأي سببٍ كان".

وعن برنامجها "رائدات"، قالت: "يعرض على التلفزيون السعودي، وقد أوقف بسبب رمضان. استطعت الالتقاء بسيدات رائدات في المملكة، منهن من كان لهن باع طويل في مجال الأعمال أو الاقتصاد أو الموارد البشرية، ومنهنّ شابات طموحات. أما قبل رمضان، فقد كانت لي مشاركة في مسرحية "حريمكو" التي حملت توقيع خديجة عجاج تأليفاً، وماهر الغانم رؤية وإخراجاً. وقبل عام، شاركت في مسلسل كرتوني بصوتي مع الفنان عبد العزيز الشمري. وشاركت أيضاً في مسرحية أخرى من بطولة الفنانة وجنات الرهبيني".

وأخيراً تمنت الإعلامية المخضرمة هالة الحكيم أن لا تخرج اهتماماتها عن نطاق المسرح والإعلام. إذ تجد نفسها إعلامية في الدرجة الأولى رغم أنها لا تزال على مقاعد الدراسة وهي أم لخمسة أبناء، وأن تصبّ تركيزها على المشاركة في ازدهار المسرح في جدة ومحيطها.
لكن نهاية الحديث مع أبرز معاصرات الإعلام السعودي أثبتت بأنّ هناك مسرحية لا تزال مفقودة غير التي تحدث عنها يوسف إدريس في "المهزلة". ربما يجوز أن نسمّيها "المسرح في المملكة لا يزال عائماً" لكن إلى متى؟ لا نعرف.